سفير دمشق يدعو بعض القوى اللبنانية لـ«الكف عن سفك دماء السوريين»

حوري لـ «الشرق الأوسط»: التهديد لم يعد يجدي لأن الثورة السورية حسمت أمرها

TT

دعا السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي «بعض القوى اللبنانية» إلى أن «تعيد النظر في حساباتها، وتكف عن سفك الدم السوري». وقال في حديث لقناة «المنار» التي يملكها حزب الله إن «الانفجار الذي استهدف مبنى الأمن القومي واستهدف قبله وبعده البنى التحتية والمؤسسات كان الرد عليه بالإجراءات الحاسمة والسريعة التي جسدت تماسك سوريا والرؤية القيادية وتشخص الهجمة الخارجية وخيوط المؤامرة المركبة والمضي في العمل السياسي، والدعوة إلى حوار وطني شامل.. وفي الوقت ذاته الحسم الذي يستأصل خيوط الإرهاب وكل من يتربص ويستهدف الدور السوري».

ورأى السفير السوري أن «هناك بعض القوى اللبنانية تعمل وفق الأجندة الخارجية»، وتوجه إليها بالقول: «على هذه القوى أن تكون هي المذعورة وأن تعيد النظر في حساباتها، وتكف عن سفك الدم السوري وخلق مفاهيم خاطئة يشارك فيها الإعلام، وتستخدم هيئة الإغاثة أو وزارة الشؤون الاجتماعية، لأنها ستصاب بالإحباط كون سوريا قوية بشعبها وجيشها»، متمنيا على لبنان «ترجمة عملية وفاعلة لصيانة الحدود ومنع احتضان الإرهابيين، فسوريا واثقة من غيرة الشعب اللبناني، في حين بعض الجيوب التي رهنت نفسها للخارج هي المحبطة».

وأضاف السفير السوري: «كان الرد على هذه الاستهدافات السيئة والخطرة التي طاولت المبنى القومي من خلال قرارات جريئة اتخذت من قبل القيادة والجيش والشعب، وبعد ساعتين كان قرار تكليف وزير دفاع جديد وبالحسم الذي حصل على الأرض، كل هذا يرد على هذه الرهانات والمؤامرة التي شارك فيها المال والسلاح العربي»، معربا عن «أسفه لكل هذا الحقد واللؤم والارتهان إلى الرغبات الأميركية والإسرائيلية».

ورد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري على السفير السوري، فاعتبر أن «النظام السوري بكل رموزه لا يزال يهرب إلى الأمام، محاولا تغيير الواقع، لكن الواقع يفيد بأن الشعب السوري هو في مواجهة مع هذا النظام، وهذه المواجهة ستكون نتيجتها لصالح الشعب». وأكد حوري لـ«الشرق الأوسط» أن «كل الافتراضات التي تتهم بعض اللبنانيين بدعم الثورة في سوريا لن تغير واقع الحال الذي يقول إن هناك شعبا يثور من أجل كرامته وحريته».

وعن كلام السفير علي بأن بعض اللبنانيين يجب أن يكونوا مذعورين، رأى أن «سياسة التهديد والوعيد لم تعد تجدي نفعا، وهذه التهديدات لا تقدم ولا تؤخر في مسار الثورة السورية التي حسمت أمرها». مشددا على أن «الشعب السوري حين يخرج من أزمته بعد زوال هذا النظام، هو من سيتفرغ إلى محاسبة من انحاز مع النظام ضد دماء الأبرياء في سوريا».

وكان السفير السوري استقبل في مقر السفارة أمس عددا من القيادات السياسية والحزبية اللبنانية من حلفاء النظام السوري، قدموا له التعازي بقتلى تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق، وبعد تقديمه العزاء قال رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد: «لا يمكن أن نفصل التفجير الإرهابي الذي استهدف القادة الشهداء ورفاق السلاح في سوريا عن سياق المؤامرة التي تستهدف إسقاط موقع سوريا ودورها المقاوم والممانع الذي يقف في وجه المشروع الأميركي لفرض الهيمنة على المنطقة».