الأمن السوري يواصل «تطهير» أحياء دمشق.. ومواجهات في حلب ودرعا والحسكة

«الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: إدلب باتت شبه محررة.. ومواجهات العاصمة خففت الضغط على باقي المحافظات

TT

ارتفعت حدة الاشتباكات بين قوات الأمن السورية وعناصر الجيش السوري الحر في عدد من المناطق السورية، وتحديدا في دمشق ودرعا وحلب في ظل حركة نزوح واسعة وانقطاع الخدمات الرئيسية، بينما تخطت حصيلة القتلى الأولية مساء أمس 100 قتيل، 25 منهم على الأقل في دمشق وريفها، معظمهم في القابون.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أمس بالعثور على جثث قتلى سقطوا في مجزرة حي القابون، التي وقعت أول من أمس، بعد حصار خانق للحي استمر خمسة أيام على التوالي، مشيرة إلى أن المجزرة وقعت بعد اعتقال قرابة 150 مدنيا احتموا في أحد الملاجئ، واقتيادهم إلى مقر للشرطة العسكرية وتهديدهم بالقتل. وذكرت أن جثث عدد منهم وجدت في حي تشرين، حيث «تمت تصفية البعض ميدانيا، وقضى البعض الآخر بسبب القصف». وذكرت أن قوات الأمن هدمت منشآت في منطقة الكراجات، التي تعتبر الشريان الاقتصادي لحي القابون في إطار سياسة النظام المستمرة بالعقوبات الجماعية على مختلف الصعد.

وكانت القوات النظامية، وفي إطار عملياتها العسكرية لاستعادة سيطرتها على معظم أحياء العاصمة دمشق، قد اقتحمت حيي القدم والعسالي، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية في حي التضامن. وفي جوبر، نفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات عشوائية في ظل انتشار القناصة على المباني وقيامهم بسرقة المحلات والبيوت وتكسير السيارات، بعد اقتحام الحي بأعداد كبيرة من جيش النظام وانتشارهم في كثير من الأماكن، وفق لجان التنسيق المحلية، حيث أفادت بتعرض الحي لقصف بالطائرات الحربية.

وفي ريف دمشق، شهدت مدينة الزبداني حركة نزوح متواصلة مع استمرار تعرضها لقصف عنيف استهدف منازل المدنيين. وفي كفربطنا، نفذت قوات الأمن انتشارا كثيفا. كما قصفت قوات الأمن مدينتي الضمير والتل، مما أدى إلى حركة نزوح للأهالي، وطال قصف عنيف بالطيران المروحي مدينة السبينة. وقالت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السوري يستميت في معركة دمشق، وقد سحب عناصر الفرقة الرابعة من الجولان إلى دمشق»، معتبرة أن «الأحداث الأخيرة في دمشق ساهمت في تخفيف الضغط العسكري عن بقية المحافظات السورية».

وأكدت المصادر عينها أن «محافظة إدلب باتت شبه محررة بعدما سحب النظام السوري قواته وعناصر الشبيحة من جبل الزاوية، حيث خاضت معارك شرسة»، مذكرة بأن هذه المنطقة تعد معقل الجيش الحر، ومنها انطلقت الرصاصة الأولى ضد النظام. وكانت مدينة حلب قد شهدت اشتباكات عنيفة، أمس، بين الجيش الحر والقوات النظامية، لا سيما في أحياء الشعار والصاخور وطريق الباب، وحلق الطيران الحربي «ميغ 21» فوق أحياء المدينة، وفق لجان التنسيق المحلية، التي أشارت كذلك إلى قصف بالطيران المروحي وإطلاق نار على أحياء السكري وبستان القصر.

وفي درعا، مهد الثورة السورية، قال ناشطون إن اشتباكات وقعت بين الجيشين الحر والنظامي في منطقتي تسيل وكفر شمس وبلدة تل شهاب، فيما تعرضت محجة لقصف عنيف، وسط موجة نزوح كبيرة نحو الأردن. وفي مدينة داعل، سقط عدد كبير من الجرحى جراء القصف العنيف بالطيران الحربي بالتزامن مع حركة نزوح واسعة. واستهدف القصف كلا من المزيريب ومعربة.

وقال يزيد، الناشط السوري في مدينة طفس، لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من 20 قذيفة هاون استهدفت طفس يوم أمس، فيما عرضت داعل والحراك ومعظم مناطق درعا لقصف مدفعي عنيف بات يتكرر يوميا بشكل روتيني»، مشيرا إلى «حركة نزوح قوية من المحافظة باتجاه الأردن، في ظل وضع إنساني صعب للغاية». وذكر أن «المازوت والبنزين مقطوعان بشكل كامل عن درعا منذ أكثر من أسبوع، مما أدى بالتالي إلى نقص كبير في مادة الخبز، باعتبار أن الأفران تعمل بمعظمها على المازوت». وأشار إلى «عدم توفر الماء في المنازل وانقطاع الكهرباء بمعدل 8 ساعات يوميا».

وفي اللاذقية، شهدت قرى جبل الأكراد قصفا عنيفا بأنواع جديدة من الصواريخ والقذائف، وفق ما أكده الناشط عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط»، مما أدى إلى تهديم عدد من المنازل بشكل كامل. كما دارت اشتباكات في مصيف سلمى بين الجيشين الحر والنظامي، وقصفت المدينة من القرى القريبة الموالية للنظام، لافتا إلى خروج مظاهرات بشكل يومي في المنطقة بعد صلاة التراويح.

وفي حمص، تجدد القصف المدفعي على أحياء جورة الشياح والقصور، فيما ذكر ناشطون أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا إثر إطلاق القوات النظامية النار على المعتقلين في سجن حمص المركزي، بعد 5 أيام على بدء عصيانهم داخل السجن. كما أدى قصف على مدينة القصير إلى سقوط عدد من الجرحى. ولقي 7 مدنيين على الأقل حتفهم خلال اقتحام قوات الأمن النظامية لبلدة الظاهرية في الحسكة.