حملة قومية في مصر لرفع القمامة.. ومواطن يصرخ: أين تذهب رسوم النظافة؟

دعا إليها الرئيس مرسي وساندتها قوى شبابية دعما لثورة 25 يناير

TT

«نظافة إيه وقمامة إيه.. أنا مواطن وكل شهر بتحصَّل مني الحكومة رسوم كبيرة للنظافة على فواتير الكهرباء والإسكان.. الكلام ده شغل الحكومة والمؤسسات المعنية.. ده شغل هبل واستعباط». هكذا تحدث الأسطى أنور، ميكانيكي سيارات بإحدى الورش في منطقة إمبابة الشعبية، تعليقا على الحملة التي أطلقها اليوم (الجمعة) الرئيس المصري محمد مرسي لمواجهة انتشار القمامة تحت شعار «وطن نظيف ليس فيه قمامة»، داعيا المواطنين للمشاركة بقوة في حملته.

وتابع الأسطى أنور مستنكرا «عشنا وشفنا المشاريع القومية (في إشارة للحملة التي أطلقها مرسي) هزلت ووصلت لنظافة الشوارع والميادين.. طب فين الفلوس اللي بيحصلوها كل شهر، وفين شركات النظافة الأجنبية اللي متعاقدين معاها، والمفروض ده شغلها» وبأسى يتنهد الأسطى أنور «وفين وفين وفين.. دي مبقتش بلد دي بقت عزبة».

وخلال الحملة الانتخابية أطلق الرئيس مرسي خطة عمل عاجلة للمائة يوم الأولى لولايته كان أبرز نقاطها حل أزمة القمامة التي تؤرق المواطنين، خاصة أن رسوم النظافة تحصلها الدولة عبر إضافتها إلى فاتورة الكهرباء كل شهر. ولم يشعر المصريون باختلاف يذكر بعد وصول مرسي إلى منصبه، فيما بدأت قيادات في حزب الإخوان الذي ينتمي له الرئيس في إلقاء اللوم على أجهزة الدولة متهمة تلك الأجهزة بمحاولة إفشال مرسي، وهو الأمر الذي دفع جماعة الإخوان المسلمين وقوى مساندة لمرسي للدفع بكوادرها لمساندة خطة المائة يوم باعتبارها خطوة في دعم الثورة.

ورغم مشاق الصيام وحرارة الطقس المرتفعة، قررت الفتاة الجامعية «ندى» أن تستعيد روح ميدان التحرير من جديد، فبعد أن شاركت في تنظيف وتجميل ميدان التحرير بعد 18 يوما هي عمر ثورة 25 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، تستعد اليوم لكي تشارك في فعاليات الحملة الشعبية التطوعية لنظافة الشوارع، والتي أطلقها مرسي الأسبوع الماضي تحت شعار «وطن نظيف ليس فيه قمامة».

وليست الفتاة العشرينية بمفردها من قررت إعطاء قبلة الحياة لروح ثورة 25 يناير، حيث جذبت الحملة «الرئاسية» غيرها من المواطنين من مختلف الأعمار، للمشاركة في تنظيف بلادهم واستجابة لأول التحام حقيقي بين مؤسسة الرئاسة والمواطنين.

ودعا مرسي مواطنيه في خطابه الذي ألقاه قبل أسبوع للمشاركة في حملة النظافة التي تستمر فعالياتها يومي الجمعة والسبت 27 و28 يوليو (تموز)، وتهدف إلى المشاركة في تنمية الوطن وإبراز الدور الاجتماعي في التنمية والمشاركة الاجتماعية الفعالة في تنظيف وتجميل البيئة المحلية المحيطة والمساهمة في علاج السلبيات بأسلوب متحضر ووعي وانتماء بدور الجهود الشعبية في تطوير الوطن وتفعيل المواطنة السليمة والإيجابية.

الدعوة استجاب لها العديد من الجمعيات الأهلية والقوى السياسية، وقال الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الحملة لاقت استجابة سريعة من المجتمع المدني وبعض القنوات الفضائية الخاصة، لافتا إلى أن رئاسة الجمهورية تلقت طلبات من 40 جمعية أهلية كبرى للمشاركة بأفكارها ورؤيتها في كيفية المشاركة في الحملة، لافتا إلى أن الهدف منها هو إعادة الوجه الحضاري للشارع المصري.

من جانبها، أعلنت قوى سياسية تبنيها حملة الرئيس محمد مرسي. وأوضح تحالف القوى الوطنية الذي تم تشكليه في عديد من المحافظات من الأحزاب والحركات الشبابية والائتلافات أنه سيقوم بتنسيق فعاليات الحملة مع الكيانات المجتمعية في كل حي، والجهات التنفيذية بجميع مستوياتها. فيما قال بيان عن حزب الحرية والعدالة (الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) بالقاهرة، إن القوى السياسية والثورية رحبت بمبادرة الرئيس مرسي، وأكدوا على استمرار دعمهم لتنفيذ خطط الـ100 يوم الأولى للتخلص من القمامة، وتنظيف شوارع البلاد، فضلا عن المساعدة في تنظيم المرور.