الجيش الحر يكبد القوات النظامية خسائر بمضادات الدروع في حلب.. والعكيدي: لم يتقدموا مترا واحدا

الأمم المتحدة تتحدث عن فرار 200 ألف شخص.. وتناشد لتأمين وصول المساعدات إلى السكان

TT

دخلت معارك حلب أسبوعا جديدا مع تأكيد الجيش السوري الحر سيطرته على 90% من الريف الحلبي، وذلك بمقابل حديث النظام عن أن قواته «تمكنت من السيطرة على جزء من حي صلاح الدين»، فيما تتعالى التحذيرات الدولية التي تتحدث عن مأساة إنسانية وشيكة.

وقالت المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس إن 200 ألف شخص فروا من مدينة حلب، وأضافت أن عدد المحاصرين من قبل القوات النظامية في المدينة غير معروف. وطالبت آموس بتأمين طرق لوصول منظمات الإغاثة إلى المدينة والامتناع عن استهداف المدنيين، وأوضحت أن من الصعب وصول المساعدات الإنسانية إلى حلب وحماه لإغاثة الأسر التي نزحت بسبب المعارك.

ميدانيا، أكد ضابط كبير في الجيش السوري الحر أن 90% من ريف حلب بات محررا كما الجزء الشمالي والشرقي للمدينة، واصفا الأمور هناك بـ«الجيدة» متحدثا عن أن «قوات النظام تتكبد خسائر فادحة بالأرواح والآليات والمعدات من خلال المواجهات أو الكمائن التي نصبها الجيش الحر للقوافل العسكرية النظامية في أكثر من منطقة».

وقال القيادي العسكري لـ«الشرق الأوسط »: «ما يؤكد عجز القوات النظامية عن تحقيق أي تقدم يذكر، أنه استقدم تعزيزات عسكرية كبيرة من إدلب ومناطق أخرى»، وأشار إلى «سيطرة الجيش الحر مساء الأحد على مدينة الباب بعد عملية عسكرية بسيطة جدا انسحبت على أثرها العناصر النظامية». وأفاد ناشطون عن تعرض عدد من أحياء مدينة حلب لقصف من قبل الجيش النظامي استهدف على الأخص حي صلاح الدين. كما جرت عمليات قصف برشاشات الطائرات المروحية، وألقي صاروخ على حي الصاخور بحسب لجان التنسيق المحلية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «حي صلاح الدين يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء صلاح الدين والإذاعة والأعظمية». وكان المرصد ذكر أن «الجنود طوقوا عدة مواقع يسيطر عليها الثوار» لعزلهم ومنعهم من الحصول على تعزيزات. ودارت مواجهات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية في حي الزهراء، حيث أطلق الجيش السوري الحر القذائف على المبنى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال عضو المجلس الثوري في حلب وريفها أبو عبد الله الحلبي إن الاشتباكات تتركز خاصة في الوسط الغربي للمدينة وعند مدخلها الشمالي، مضيفا أن المعارك أسفرت عن مقتل عدد من عناصر القوات النظامية السورية وانشقاق عدد آخر. وأكد الحلبي أن حي صلاح الدين بحلب ما زال تحت سيطرة الجيش الحر، وأضاف أن اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين الجيش الحر والقوات النظامية في عدد من أحياء حلب، خاصة في حي الحمدانية، بالتزامن مع القصف المدفعي الذي يتعرض له عدد من الأحياء. وقالت مصادر صحافية إن الجيش النظامي عمد إلى نشر قناصته بعدما استطاع مقاتلو الجيش الحر تحييد سلاح المدرعات بما توفر عندهم من مضادات للدروع.

وكان مصدر رسمي سوري تحدث لوكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن أن القوات النظامية «طهرت» حي صلاح الدين في حلب «من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة»، في إشارة إلى مقاتلي الجيش السوري الحر، بعدما ألحقت «خسائر كبيرة» بهؤلاء «الإرهابيين الذين ينتمي بعضهم إلى جنسيات عربية وأجنبية»، مؤكدا «ملاحقة الإرهابيين الفارين واقتحام أوكارهم والقبض أو القضاء عليهم». وتابع المصدر: «إن قواتنا المسلحة أوقعت أفراد المجموعات الإرهابية في منطقة باب الحديد بين قتيل وجريح، وألقت القبض على عدد منهم»، مشيرا إلى أن «الأجهزة المختصة قامت بملاحقة مجموعة إرهابية مسلحة عند دوار الصاخور في مدينة حلب، وأوقعت نحو تسعة من عناصرها بين قتيل وجريح».

ونفى رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي أن تكون القوات النظامية تقدمت «مترا واحدا». وقال: إن ما يحكى عن «تقدم غير صحيح». وأضاف: «صددنا محاولة ثالثة للتقدم في اتجاه صلاح الدين الليلة الماضية، ودمرنا لهم أربع دبابات»، مشيرا أيضا إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجنود. وقال: إنهم «يقصفون الحي بالحوامات وطائرات الميغ». وأكد أن حلب «ستكون بالنسبة إليهم أم الهزائم، لا أم المعارك»، مشيرا إلى أن الجيش الحر يسيطر على «نحو 35 إلى 40%» من مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد دمشق.