ليبيا: تصاعد مسلسل الاغتيالات.. واتهام أعوان القذافي

نجاة قائد القوات البرية.. ومعلومات عن محاولة لاغتيال رئيس الاستخبارات

TT

في حين يستعد المجلس الوطني الانتقالي لتسليم السلطة إلى أول برلمان منتخب في ليبيا في الثامن من الشهر المقبل، نجا اللواء خليفة حفتر، قائد القوات البرية الليبية من محاولة اغتيال، بينما أحبطت السلطات الليبية محاولة إرهابية لتفجير فندق «تيبستي» في مدينة بنغازي ثاني كبريات المدن الليبية ومهد الانتفاضة الشعبية في العام الماضي ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

وقال مسؤول أمنى ليبي إن عناصر قسم إبطال المتفجرات بمديرية أمن بنغازي قاموا مساء أول من أمس بتفكيك عبوة ناسفة تزن 40 كيلوغراما جرى وضعها من قبل مجهولين تحت الجسر المؤدي للمدخل الرئيسي لفندق «تيبستي» ببنغازي، ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن المقدم خالد حيدر، المسؤول الإعلامي بمديرية أمن بنغازي، قوله إنه تم اكتشاف العبوة بعد موعد الإفطار خلال عملية المسح اليومي التي يقوم بها عناصر قسم إبطال المتفجرات لأجزاء الفندق والمساحات المحيطة به.

ولم تعلن السلطات الليبية اعتقال أي من المتورطين في هذه المحاولة التي تعد الثالثة من نوعها التي يكتشفها مسؤولو أمن بنغازي خلال هذا الأسبوع، وعلمت «الشرق الأوسط»، أنه تم إحباط محاولة غير معلنة لتفجير مقر حزب التيار الوطني في بنغازي الذي يقوده وزير النفط الليبي السابق علي الترهوني.

وكان اللواء خليفة حفتر، قائد قوات المشاة في الجيش الليبي، قد أعلن عن نجاته من محاولة اغتيال اتهم عناصر من نظام القذافي بتنفيذها، مشيرا إلى أنه تم إلقاء قنبلة يدوية على منزله بالإضافة إلى إطلاق رصاص قبل أن تتحرك قوات الحراسة المرافقة له لتعقب الجناة الذين فروا من المكان، واعتبر حفتر في تصريحات له أمس أن هذه المحاولة تستهدف تعطيل المسار الديمقراطي الذي تمر به ليبيا بعد الإطاحة بنظام القذافي.

وقال المرصد الليبي لحقوق الإنسان الأحد إن محاولة اغتيال حفتر تنطوي على رسالة لكل الوطنيين لمنعهم من بناء الجيش الوطني، وتأتي في إطار السعي المستمر للقضاء على قياداته. ولفت المرصد في بيان أصدره أمس إلى أن محاولات منع تشكيل الجيش قضية حقيقية وغير مفتعلة، مشيرا إلى اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، قائد أركان الجيش الليبي، العام الماضي واختيار أشخاص غير أكفاء لقيادة الجيش بالإضافة إلى التضارب بين اختصاصات أسامة الجويلى وزير الدفاع واللواء يوسف المنقوش رئيس الأركان الحالي.

وتأتى محاولة اغتيال حفتر ضمن تصاعد لافت للانتباه في عمليات التصفية الجسدية التي تستهدف بعض ضباط الجيش وعناصر جهاز الاستخبارات في بنغازي بشرق ليبيا.

وترددت معلومات غير رسمية عن نجاة سالم الحاسي، رئيس جهاز المخابرات الليبية، الأسبوع الماضي من محاولة اغتيال ما زالت السلطات الليبية تتكتم على تفاصيلها. ونعت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي العقيد سليمان أبو زريدة الذي اغتيل قبل يومين بمدينة بنغازي، وقالت في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «هذه العملية الإجرامية التي قام بها مجهولون يريدون (من ورائها) زعزعة الأمن وإشاعة الفوضى في البلاد».

وبينما يلقي البعض باللائمة على أعوان وأزلام النظام السابق المحسوب على القذافي، فإن بعض المحللين السياسيين يعتقدون أن حرب ثارات خفية قد اندلعت بين العناصر الإسلامية المتشددة والمؤسستين العسكرية والأمنية.

إلى ذلك، أعلنت السلطات الليبية اعتقال عدد من حراس أحد مقرات السرايا الأمنية بمنطقة بئر الأسطى ميلاد بعد اكتشاف سجناء معتقلين بشكل غير شرعي، وقال مصدر مسؤول بمديرية أمن طرابلس إنه تم العثور على 18 سجينا على أجسادهم آثار تعذيب، مشيرا إلى أن السلطات المختصة فتحت تحقيقا موسعا في ملابسات الاعتقال والتعذيب.

على صعيد آخر، اتهمت أسرة اللواء الراحل عبد الفتاح يونس رئيس الأركان السابق للجيش الليبي الذي اغتيل العام الماضي على أيدي إسلاميين متشددين، المجلس الانتقالي باتباع سياسة المماطلة والتسويف في كشف ملابسات مصرع يونس.

وأحيت أسر شهداء ثورة «السابع عشر من فبراير (شباط)» ومنتسبو منظمات المجتمع المدني وقوات الصاعقة في بنغازي الذكرى السنوية الأولى لاغتيال يونس.

وطالب المتظاهرون المجلس الانتقالي بضرورة الإسراع في كشف ملابسات جريمة اغتيال يونس ورفيقيه، أمام الشعب الليبي.

إلى ذلك، دعت «منظمة العمل الوطني لحماية ثورة السابع عشر من فبراير» ونقابة معلمي طرابلس، الشعب الليبي بالمشاركة في وقفة احتجاجية بعد صلاة القيام يوم الجمعة المقبل بميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس، احتجاجا على دعم حكومات كل من إيران وروسيا والصين لما سموه «النظام المجرم في سوريا، ورفضا لمجازر الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار».