الجيش الحر يطور خططه القتالية بعد انسداد أفق الحلول الدبلوماسية

العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: نخترق القوات النظامية لتحفيزها على الانشقاق

TT

يزداد إصرار الجيش السوري الحر على المضي في ابتكار استراتيجيات عسكرية جديدة، كلما خفض منسوب الحديث عن حلول دبلوماسية تلوح في الأفق، على الرغم من أن التعويل على تلك الحلول انخفضت الثقة به بعد فشل مهمة البعثة العربية في سوريا.

وأكد نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود أن المعارضة السورية «لن تستثني طريقة إلا ونستخدمها بغية إسقاط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد»، مشددا في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «أننا توصلنا إلى قناعة بأن الحلول الدبلوماسية والسياسية ساهمت في رفع وتيرة القتل ومنح النظام فرصا إضافية لقمع الثورة، وذلك منذ فشل مهمة البعثة العربية في سوريا، ومن بعدها مهمة (المبعوث الدولي والعربي المشترك) كوفي أنان».

وجاء حديث الحمود تعليقا على ما جرى تداوله في الأيام الأخيرة من أن الجيش السوري الحر، في ظل انسداد آفاق الحلول الدبلوماسية، «وضع استراتيجيات جديدة لتحقيق أهداف الثورة وإسقاط النظام». وشعبت تلك المعلومات استراتيجية الجيش الحر إلى «مواصلة القتال في كل المناطق السورية، والعمل على اختراق الجيش النظامي لتحفيز عناصره وجنوده على الانشقاق والالتحاق بكتائب الثورة المسلحة».

وإذ تحفظ الجيش الحر على إعلان استراتيجياته المستقبلية، قال العقيد الحمود إن «القيادة لم تتوقف يوما عن ابتكار أساليب جديدة لتحقيق أهداف الثورة»، مؤكدا: «إننا نستثمر كل الأساليب والوسائل لإسقاط النظام السوري، ولن نتوانى في استخدام أي منها، بعد أن توصلنا إلى قناعة بأن الجهود الدبلوماسية هي بمثابة مسكنات ألم فقط».

وبينما قال: «لم نعول يوما على الجهود الدبلوماسية لإسقاط النظام»، أشار إلى أن «تلك الجهود راعيناها لأننا لم نعارض وسيلة تساعد في تحقيق أهدافنا، لكن تبين أن تلك المبادرات كانت تعطي النظام مهلا تلو الأخرى لزيادة قتله للشعب، ورفع اعتماده على آلة القتل بوجه الثوار». وأضاف: «نحن واقعيون، فما يجري في المكاتب وعلى مستوى أروقة الاجتماعات، يختلف عن الواقع، حيث لا سبيل للخلاص إلا بعسكرة الثورة».

وأكد نائب رئيس الأركان في الجيش الحر: «إننا نستند في استراتيجيتنا إلى واقع الناس ومطالبهم، فوجودنا في الميدان، عرفنا على إرادة الثوار والصامدين الذين يريدون القتال حتى آخر لحظة، ولن يتنازلوا عن حقهم بمحاسبة كل شخص».

وإذ أكد أن ما يسرب من خطط عسكرية للجيش الحر «لا تعدو كونها معلومات متوقعة»، أكد أن «العمل على تحفيز مقاتلي الجيش النظامي على الانشقاق هو هدف أساسي، في لحظة يعيش فيها هذا الجيش حالة تقهقر بسبب انخفاض الروح المعنوية في صفوف العناصر والضباط». وأضاف: «نمارس عدة أساليب لخرق القوات النظامية وإقناعها على الانشقاق، وذلك عبر التواصل مع منشقين سابقين في القطعة نفسها».

وعن الأسباب التي حالت دون انشقاق ألوية أو قطع عسكرية بحالها، على غرار ما حدث في بنغازي في بدايات الثورة الليبية، قال الحمود: «التركيبة الطائفية للجيش السوري تمنع ذلك، لأن قادة الألوية والسرايا والكتائب والفرق ينتمون إلى طائفة مؤيدة للنظام، بينما ينتمي المجندون إلى طائفة معارضة له، فيتحين الأفراد الفرصة للانشقاق كلما سمحت لهم الظروف بذلك». وأضاف: «الآن تتخذ تدابير احترازية في الألوية المقاتلة منعا للانشقاق، أهمها منع الجوال عن العسكريين»، لافتا إلى «أننا نمتلك معلومات عن عدد كبير من العسكريين والضباط في القطع المقاتلة والاحتياطية، يستعدون للانشقاق ويتحينون الفرصة لذلك».