السعودية تستقبل زعماء وممثلي الدول لدرء ما تتعرض له الدول الإسلامية من تحديات

ابن معمر: شعوب الأمة بحاجة إلى عقد هذا المؤتمر الاستثنائي

وزير الخارجية التركي أحمد داوود أغلو يصل الى اجتماع بجدة مساء أمس (أ.ف.ب)
TT

تستقبل السعودية بعد غد في مكة المكرمة زعماء وممثلي الدول الإسلامية لحضور مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حرصا على خدمة الإسلام ووحدته في الوقت الدقيق والمخاطر التي تواجهها الأمة الإسلامية من احتماليات التجزئة والفتنة.

وقال فيصل بن معمر مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لـ«الشرق الأوسط»: «إن جميع شعوب وقادة الأمة بحاجة إلى عقد مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي في مكة المكرمة الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين؛ حرصا منه على ما فيه خدمة الإسلام والمسلمين ووحدتهم في هذا الوقت الدقيق والمخاطر التي تواجهها الأمة الإسلامية من احتماليات التجزئة والفتنة، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى وحدة الصف والكلمة، واستشعارا منه لما تتعرض له الأمة الإسلامية من تحديات جسام ومخاطر كبيرة، تستهدف مرتكزاتها الحضارية وتنال من مقوماتها الثقافية وتعمل على بث الفرقة والشقاق فيما بينها».

وشدد «على ضرورة التعاضد والتواصل عبر الحوارات الذاتية، ‏فالأقطار الإسلامية والعربية تتفاوت في واقعها الاجتماعي وفي تنوعها الديني، وبالتالي في تجاربها الوطنية، وخاصة الحديثة في التاريخ والأزمات‏»، مبينا أن «الواقع المتمايز والمتنوع يمثل بالنسبة لشعوبها مصدرا للقوة والتماسك في حوارها الذاتي، ومع الشعوب غير الإسلامية»، مشيرا إلى أنه من كل العلل والأمراض التي تعانيها الأمة فإن دستورها القرآن، وأنها ملتزمة بشريعتها، محافظة حتى الآن على أصولها وجذورها، وقال: «لقد أعطت رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذه المبادرة، بعزيمة صادقة وبأفق منفتح وبإمكانيات بلا حدود، قوة وزخما كبيرين، وهي بحق مبادرة عظيمة في شكلها ومضمونها، بوصفها أول مبادرة تطوع السياسة لخدمة الدين، والتعايش الإنساني المشترك».

وأضاف أن انطلاق هذه المبادرة التاريخية من قلب العالم الإسلامي النابض «يؤكد على مكانتها الدينية والمحورية في العالم، التي تحمل هوية ترتكز على عقيدة الإسلام ورسالته، كما تحمل دائما رسالة التسامح والسلام والخير والوسطية لكل الإنسانية، فهي مهبط رسالة الإسلام، وقبلة المسلمين، التي يتجه إليها خمس مرات في اليوم الواحد أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم»، مبينا أن المبادرة تؤسس لمرحلة جديدة للحوار، بوصفها فرصة نادرة لبداية جديدة لمسار الحوار الحضاري العالمي، حيث حققت المبادرة قفزة نحو المستقبل، لتتجاوز حوار أتباع الأديان، وقال إن أتباع الأديان والفلسفات الوضعية المعتبرة تمتلك من المشترك الإنساني ما يدعو إلى الالتزام بفضائل الأخلاق، ويرفض مظاهر الظلم والعدوان والانحلال الأخلاقي والتفكك الأسري والإضرار البالغ بالبيئة البشرية والإخلال بالتوازن المناخي، «لذلك كان الحوار المعمق ضروريا لاستثمار المشتركات الإنسانية في برامج عمل مشتركة تطوق المشكلات المعاصرة، وتحمي البشرية من أضرارها».