القوات السورية تتعرض لأكبر الخسائر في ريف إدلب.. والانتقام في معرة مصرين

قائد في الجيش الحر يؤكد سقوط 200 قتيل وأن دبابة واحدة نجت من المعركة

مقاتلون من الجيش الحر يتسلقون دبابة تشتعل في أرض المعركة
TT

كانت البوابة الحدودية في منطقة «باب الهوى» عند الحدود السورية - التركية هادئة أمس، بعد يوم من المعركة الكبيرة التي شهدتها المنطقة وانتهت بانسحاب بقية القوة النظامية السورية المحاصرة في منطقة سرمدا.

غير أن هذا الهدوء عكره فجأة هدير الطائرات الحربية السورية، تلاها دوي انفجارات عنيفة، تبين لاحقا أنها استهدفت بلدة «معرة مصرين» الحدودية. وفيما تعذر الوصول إلى تلك المنطقة بسبب الوضع الأمني، قال ناشطون سوريون وقادة في «الجيش الحر» إن الغارات استهدفت 3 أبنية سكنية مليئة بالعائلات، جازمين بأن لا خسائر بين العسكريين وأن القصف تسبب بمجزرة بين المدنيين. وما هي إلا ساعة، حتى بدأت صفارات سيارات الإسعاف التركية التي انتقلت إلى داخل الحدود حيث عبرت البوابة التركية وحملت بالجرحى في منطقة على مشارف الحدود السورية عائدة إلى مستشفيات مدينة أنطاكية.

ويرى الناشطون السوريون المعارضون أن هذا القصف هو مجرد «عملية انتقامية» قامت بها قوات النظام بعد الخسارة الهائلة التي تعرضت لها في ريف إدلب أول من أمس حيث تمت تصفية كامل قوة مؤللة لجيش النظام كانت تحاول الوصول إلى سرمدا حيث كانت قوة أخرى من الجيش النظامي محاصرة بالكامل من كتائب «الجيش الحر». وقال أحد الناشطين المعارضين إن قادة القوة المحاصرة حاولوا مقايضة المؤن بالقصف، إذ تعهدوا أنه في حال تمرير المؤن إليهم سيتوقفون عن قصف منطقة الأتارب، وهو ما لم يقبل به «الجيش الحر» الذي أحبط محاولات لتمرير المؤن إلى المحاصرين.

وروى أبو جهاد، أحد قادة الكتائب التي شاركت في معركة باب الهوى أن معلومات توفرت لهم عن وصول رتل مؤلل إلى المنطقة. وأشار إلى أن هذا الرتل كان يمتد على مسافة طويلة جدا بسبب الاحتياطات الأمنية التي اتبعها، إذ تركت مسافة 100 متر بين الآلية والتي تليها. وأوضح أن هذه القوة كانت تتقدمها كاسحة ألغام، وهي مؤلفة من نحو 12 دبابة و7 سيارات «زيل» و10 شاحنات بيك أب و7 حاملات دبابات. وفيما كانت بعض المصادر تتحدث عن أن هذه القوة كانت تستهدف الوصول إلى باب الهوى، رجح «أبو أحمد» أن تكون هذه القوة تهدف إلى تأمين انسحاب القوة المحاصرة في سرمدا منذ نحو شهر. وأشار أبو أحمد الذي أصيب في المعركة ببعض الخدوش والرضوض، إلى أن هذه المواجهة كانت من أعنف المواجهات التي حصلت مع الجيش النظامي، مؤكدا سقوط أكثر من 200 قتيل من جنود النظام في المعركة التي استمرت ساعات ولم ينج منها سوى دبابة واحدة لجيش النظام استطاعت الانسحاب، فيما قضي المقاتلون على بقية أفراد القوة، وأسروا بعض الدبابات. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن دبابات أخذت من الجيش النظامي شوهدت أمس على معبر باب الهوى من الجهة السورية الذي شهد حركة خفيفة جدا من النازحين السوريين.

وبينما كان الدخان لا يزال يتصاعد من آليات سورية محترقة في المنطقة، قال أبو أحمد إن القوة السورية المحاصرة غادرت فجر أمس المنطقة. وأوضح أن مقاتلي المعارضة فوجئوا صباحا بهذه الآليات تنسحب بسرعة جنونية، موضحا أن الدبابات كانت تسير بالسرعة القصوى، وأن عناصر الجيش الحر «قصفوها بالقذائف الصاروخية من دون أن يتمكنوا من إصابتها بسبب سرعتها الشديدة»، لكنه أشار إلى إصابات لحقت بصفوف القوة المنسحبة، خصوصا في صفوف الشبيحة الذين كانوا في مؤخرة الرتل المنسحب.

ويقول أحد قادة الجيش الحر «الميدانيين» لـ«الشرق الأوسط» إن انتهاء الوضع في منطقة سرمدا لصالح «الجيش الحر» يعني أن المنطقة الممتدة بين معبري «كيليس» و«باب الهوى» قد أصبحت خالية تماما من الوجود النظامي بالإضافة إلى مناطق واسعة من ريف إدلب، فيما يتخوف الناشطون من قيام قوى الأمن بارتكاب مجزرة جديدة في «جسر الشغور» التي تحولت مع مدينة إدلب إلى ثكنة عسكرية للجيش النظامي والأمن السوريين. وأوضح الناشطون أن معلومات لديهم تشير إلى الاستعداد لتنفيذ المجزرة صبيحة يوم عيد الفطر.