مجزرة في فرن للخبز وقصف واشتباكات في حلب ودمشق

العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: النظام انتقل إلى سياسة التدمير والقصف بالطائرات في معركة حلب

TT

بعد ساعات قليلة على مجزرة أعزار في ريف حلب التي تعرضت لقصف جوي ووصل عدد ضحاياها إلى 80 قتيلا بعد وفاة 15 جريحا في مستشفيات تركية - كان أحد أفران منطقة «قاضي عسكر» في حلب هدفا لقصف قوات النظام، مما أدى إلى سقوط نحو 40 قتيلا وعشرات الجرحى من أهالي المنطقة عقابا لهم على تأمين الخبز لأطفالهم.

كما أعلنت «تنسيقيات الثورة» العثور على 60 جثة مجهولة الهوية في قطنا بريف دمشق، وأتى ذلك في موازاة تعرض أحياء عدة في دمشق ومناطق أخرى للقصف واستمرار الاشتباكات في حلب وريفها، في حين وصل عدد قتلى أمس إلى 100 كحصيلة أولية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

من جهة أخرى، أعلن رائد الفضاء السوري، اللواء محمد فارس، انشقاقه رسميا عن النظام السوري الذي وصفه بنظام الطاغية. وناشد فارس في بيان انشقاقه القوات الجوية السورية اتخاذ القرار الصحيح والانحياز للشعب، ووجه نداء للشعب الروسي للوقوف إلى جانب الشعب السوري وحقوقه.

وميدانيا، في حلب، اعتبر العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في «الجيش الحر»، أن «النظام انتقل إلى سياسة التدمير والقصف بالطائرات في معركة حلب»، وقال لـ«الشرق الأوسط» «أصبح يقصف بشكل عنيف وعشوائي المناطق، ولا سيما تلك التي لجأ إليها النازحون السوريون بعدما خسر المعركة البرية وأصبح على يقين بأن قواته لا تقوى على مواجهتنا». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يختار شوارع أو أحياء محددة ويعمد إلى قصفها في ساعات الصباح الأولى كي يتسنى له التقدم والتوغل في الداخل، ليعود ويتراجع خلال ساعات النهار». وفي حين أكد الحمود أن ريف حلب بات بأكمله تحت سيطرة «الجيش الحر»، لفت إلى أن وجود النظام في حلب يقتصر على الأماكن التي توجد فيها المراكز الأمنية والثكنات، إضافة إلى حي الحمداني القريب من المراكز الأمنية. ولفت الحمود إلى أن عناصر قوات النظام الذين يقاتلون هم من المجندين الذين لا يملكون أي خبرة قتالية، وذلك بعدما أجبروا على الانتساب إلى الجيش من خلال اعتقالهم على الحواجز، وأصبحوا يعرفون بـ«دورة الحواجز».

من جهة أخرى، فقد ذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف عاد وتجدد على مساكن هنانو في حلب، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء الفردوس والأنصاري والكلاسة والشيخ مقصود وبستان القصر والشعار في المدينة تعرضت للقصف من قبل قوات النظام، كما تعرضت بلدة الأتارب بريف حلب للقصف، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات.

وقال «الجيش الحر» إنه قام بعملية نوعية قتل خلالها 35 عنصرا تابعا لجيش النظام وتدمير عدد من آلياتهم، إضافة إلى أسر عميد بالأمن الخارجي في حي الجندول بمدينة حلب.

ومن جانبه، أكد اللواء أبو حلب من لواء التوحيد في «الجيش الحر» الذي تبنى عملية قتل عناصر من جيش النظام في حاجز الجندول بحلب، لقناة «العربية»، أن مجموعته أسرت عميدا في الأمن الخارجي يدعى علي صقر حسن.

وعن مجزرة أعزار التي وقعت أول من أمس، وأودت بحياة ما لا يقل عن 80 قتيلا وجرح أكثر من 150 شخصا، روى شاهد عيان لمنظمة «آفاز» الحقوقية الذي كان يبعد مسافة 500 متر عن مكان وقوع الغارة الجوية التي استهدفت المنطقة بالقرب من مركز البريد في المدينة، ما رآه خلال وقوع المجزرة، وقال: «لقد شعرت وكأن زلزالا ضرب المنطقة. ارتجت البيوت وتكسر زجاج المنازل. ذهبنا لنرى ما حدث وما نوع القصف، فشاهدنا الطائرة الحربية تتجه مجددا نحو مركز الهاتف لتضرب مرة أخرى».

وفي دمشق، أفادت لجان التنسيق بأن القصف العنيف بالهاون الذي استهدف حي القدم في دمشق أدى إلى تدمير المنازل وسقوط عدد كبير من القتلى. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حيي العسالي والتضامن بمحافظة دمشق، تعرضا للقصف من قبل القوات النظامية، سقط على أثره عدد من الجرحى، كما سقطت عدة قذائف على البساتين المحيطة بحي المزة، إلا أنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

كذلك، تعرضت منطقة الحجر الأسود للقصف من قبل القوات النظامية التي اشتبكت مع مقاتلين من «الجيش الحر» بحسب المرصد، وأكد ناشطون أن الحي يشهد حركة نزوح كبيرة إلى مناطق مجاورة. وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة الضمير للقصف منذ صباح أمس من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول فرض سيطرتها على المدينة، كما عثر على ثلاث جثث مجهولة الهوية في منطقة البساتين بين داريا ومعضمية الشام.

إلى ذلك، قال دبلوماسي غربي ومصدر خليجي، أمس، إن ماهر، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، فقد ساقه في هجوم على القيادة الأمنية في دمشق، في يوليو (تموز) الماضي. وقال الدبلوماسي لـ«رويترز»: «سمعنا أنه (ماهر الأسد) فقد إحدى ساقيه أثناء الانفجار، لكننا لا نعرف المزيد».

وأكد مصدر خليجي هذا النبأ، وقال: «فقد إحدى ساقيه.. والخبر صحيح».