حركة طبيعية في مطار بيروت.. وميقاتي يجزم بأن طريقه «لن يقطع بعد اليوم»

مصدر في المطار لـ«الشرق الأوسط»: لم يتخذ أي تدبير استثنائي فيما يتعلق بعدد الرحلات

TT

سجلت الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أمس حركة طبيعية بعد فتح الطريق المؤدي من وإلى المطار فجر أمس، بعدما أغلقها أقرباء المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر في سوريا إثر تضارب في المعلومات حول مصيرهم، وأفراد من عشيرة آل المقداد، احتجاجا على خطف أحد أفراد العائلة، ويدعى حسان المقداد، في دمشق.

وشهدت حركة الإقلاع والهبوط حركة عادية أمس، فيما أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبل جلسة لمجلس الوزراء «وجود الضمانات اللازمة لإبقاء طريق المطار مفتوحا». وجزم ميقاتي، الذي غابت حكومته عن المعالجة الأمنية طوال يوم أول من أمس: «طريق المطار لن يقطع بعد اليوم»، مطمئنا إلى «وجود ضمانات في هذا الإطار، بل أكثر من ذلك توسعة الموضوع إلى جوانب طريق المطار حتى إلى الضاحية الجنوبية»، مشددا على وجوب «أن يكون الجميع يدا واحدة لأن البلد واستقراره يعني الجميع».

وكانت دول عربية عدة، في مقدمها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات، قد دعت رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا حفاظا على أمنهم وسلامتهم بعد تهديد عشيرة آل المقداد اللبنانية بخطف رعايا عرب ينتمون للدول الداعمة «للجيش السوري الحر». وأفادت قناة الـ«إم تي في» اللبنانية بأن «دولة قطر هددت بطرد اللبنانيين العاملين على أراضيها إذا خطف أي من مواطنيها بلبنان»، فيما كانت «وكالة الأنباء القطرية» قد ذكرت أن قطر طلبت من مواطنيها الموجودين في لبنان المغادرة فورا.

وأكدت تقارير إخبارية في بيروت أمس أنه إثر التهديدات التي أطلقت بحق الرعايا السعوديين والقطريين، اتخذت الأجهزة الأمنية من جيش لبناني وقوى أمن داخلي تدابير أمنية مشددة حول منازل وقصور المواطنين السعوديين والقطريين في قضاء عالية (جبل لبنان) وتحديدا في مدينة عالية. كما أقامت المراكز الأمنية الثابتة وسيرت دوريات أمنية منذ ليل الأربعاء.

وفي حين نفذت قوات الأمن اللبنانية انتشارا على طريق المطار الذي شهد حركة طبيعية أمس، أكد مصدر في مطار بيروت لـ«الشرق الأوسط»، أن حركة عادية شهدها المطار منذ فجر يوم أمس بعدما أعيد فتح طريق المطار عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، موضحا أن «(الخطوط الجوية الفرنسية) أعادت تسيير رحلاتها بشكل طبيعي بدءا من بعد ظهر أمس»، وذلك غداة تحويل إحدى رحلاتها المقبلة من باريس مساء الأربعاء إلى لارنكا عوضا عن بيروت بعد قطع طريق المطار، مما اضطرها للهبوط في مطار دمشق للتزود بالوقود قبل توجها إلى لارنكا.

وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» قد نقلت عن متحدثة باسم «الخطوط الجوية الفرنسية» قولها إن «الطائرة حامت أولا فوق مطار بيروت لاتخاذ قرار حول هبوطها أو عدم هبوطها، حيث اندلعت اضطرابات على طريق المطار، وعندما اتخذ القرار، قررت الشركة تحويل الطائرة إلى أقرب مطار، فكان دمشق في سوريا»، موضحة أن «الطائرة لم تتوقف في مطار دمشق إلا الوقت الكافي للتزود بالوقود قبل إقلاعها مجددا إلى وجهتها النهائية، أي مطار لارنكا في قبرص».

وأشار المصدر في مطار بيروت، تعليقا على صحة إرسال كل من «السعودية والكويت وقطر والإمارات طائرات إلى لبنان لإعادة رعاياها»، إلى أن «حركة تسيير الطائرات كانت عادية أمس ولم يتخذ أي إجراء أو تدبير استثنائي فيما يتعلق بعدد الرحلات». وفي ما يتعلق بالرحلات المتوجهة إلى السعودية، ذكر المصدر أن «شركة (طيران الشرق الأوسط) وضعت رحلات إضافية إلى الرياض والدمام وجدة قبل التطورات الأمنية الأخيرة، وذلك لتلبية الطلب على الحجوزات المتزايدة في الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك وعشية عيد الفطر».

وكانت السفارة السعودية في بيروت قد دعت في وقت سابق رعايا المملكة إلى مغادرة الأراضي اللبنانية فورا إثر الإعلان عن تهديدات بخطف مواطنين سعوديين. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن «السفارة السعودية في لبنان طلبت من المواطنين السعوديين الموجودين حاليا في لبنان المغادرة فورا؛ نظرا لمستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية ولظهور بعض التهديدات المعلنة بخطف المواطنين السعوديين وغيرهم في لبنان»، مشيرة إلى أن «هذه الإجراءات تأتي حرصا من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته على سلامة وأمن المواطنين السعوديين، خصوصا في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها المنطقة حاليا».