العمليات العسكرية تشتد في دمشق وحلب.. وهدم 30 منزلا على ساكنيها في إدلب

في جمعة «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا»

عناصر من الجيش السوري الحر أثناء اشتباكات مع الجيش النظامي بحي صلاح الدين في حلب أمس (رويترز)
TT

دعا الثوار السوريون كتائب وألوية الجيش الحر إلى التوحد تحت قيادة واحدة وذلك من خلال إطلاق تسمية «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا» على المظاهرات التي خرجت في عدة مناطق من البلاد، بعد أن سجلت تراجعا كبيرا في المناطق التي تتعرض للقصف الجوي. بحسب ما قاله ناشطون. وخرجت مظاهرات في درعا ودمشق وريفها وإدلب وريفها وفي حماه وحمص وحلب، إلا أن أكبر المظاهرات كانت في ريفي درعا وإدلب والمناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر. في المقابل تجددت الاشتباكات يوم أمس الجمعة في أحياء في جنوب وغرب دمشق بين قوات النظام والجيش الحر، فيما استمر القصف على أحياء في مدينة حلب في شمال سوريا.

ويأتي ذلك بعد يوم دامٍ في سوريا قتل فيه 180 شخصا هم 112 مدنيا و49 عنصرا من قوات النظام و19 مقاتلا في الجيش الحر، ومثل كل جمعة منذ 17 شهرا، أطلقت دعوات إلى التظاهر ضد نظام بشار الأسد تحت شعار «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا».

بينما سقط أمس تسعون قتيلا في حصيلة أولية. بحسب عدة مصادر في المعارضة. حيث قتل خمسة شباب لدى إطلاق قوات النظام النار على نازحين سوريين عائدين من لبنان إلى مدينتهم القصير في ريف حمص. وسقط في حمص يوم أمس نحو 28 قتيلا وعشرات الجرحى في قصف مستمر على المدينة وريفها. وقال ناشطون في القصير إنه وبعد عملية للجيش الحر وتدمير أحد أكبر حواجز الجيش النظامي في ريف القصير، قام النظام بتكثيف القصف ما أدى إلى انقطاع الاتصالات عن المدينة، وسط حالة إنسانية كارثية، حيث شهدت المدينة قصفا وحشيا من قبل جيش النظام وقوات الأمن بقذائف المدفعية والصواريخ والدبابات والهاون، بالإضافة لتحليق مكثف للطيران المروحي في سماء المدينة مع استهداف منازل المدنيين برشاشاتها، مما أدى لسقوط عدد من الجرحى وتهدم الكثير من المنازل.

وفي دمشق دارت اشتباكات عنيفة فجر الجمعة في محيط مطار المزة العسكري غرب العاصمة وانتقلت بعدها إلى طريق المتحلق الجنوبي. كما وقعت اشتباكات في أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود جنوب العاصمة. وتعرضت منطقة البساتين بين حيي المزة وكفرسوسة للقصف من طائرات حوامة.

من جهته، قال العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة دمشق منذ أن بدأت ولا تزال عبارة عن حرب عصابات، كر وفرّ بين قوات النظام والجيش الحر، لكن بين فترة وأخرى نقوم بعملية استعادة القوى لنعود ضمن تكتيكات وخطط مغايرة». مضيفا «نحن موجودون في كل أحياء العاصمة، ومعركتنا لن تنتهي على الرغم من كل ما يقوم به النظام». ولفت الكردي إلى أنّ النظام إضافة إلى استخدامه طائرات الـ«ميغ» لقتل شعبه، «بدأ أخيرا يستخدم نوعا جديدا من المتفجرات التي يقصف بها من الطائرات والحوامات، وزنة كل متفجرة بين 250 و500 كلغم، أي ضعف وزن رأس صاروخ سكود».

وأفاد ناشطون أن الاشتباكات اندلعت إثر هجوم للجيش السوري الحر على مواقع للقوات النظامية على أوتوستراد درعا. ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان الليلة الماضية في دمشق بـ«الساخنة»، مشيرة إلى أن «أصوات القصف والاشتباكات لم تهدأ». وأضافت أن «الجيش الحر هاجم حاجز كفرسوسة داريا قرب مطار المزة العسكري، وثكنة عسكرية أسفل جسر اللوان في كفرسوسة». وامتد القصف والاشتباكات إلى ريف دمشق في داريا والسبينة وقارة وقطنا والكسوة والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب. وقال ناشطون في مخيم اليرموك الفلسطيني، إنه بعد اقتحام الجيش النظامي وتوغله بعمق في حي الحجر الأسود المجاور لمخيم اليرموك، شهد المخيم حركة نزوح كبيرة جدا لم يسبق لها مثيل حيث تم افتتاح مدرستين حكومتين لإغاثة النازحين هما «أسد بن فرات» و«المعتمد بن عباد» بالإضافة لوجود أعداد من العائلات بمختلف مساجد اليرموك، ولفتوا إلى أن الجيش الحر قام باستقدام قوات إلى المنطقة وتم تكبيد الجيش النظامي خسائر بلغت إعطاب سبع دبابات وإصابة مروحية وإسقاط مروحية ثانية، في أول سقوط لمروحية بدمشق بهذا الشكل، قبل يومين، تلا ذلك انسحاب لقوات النظام من الحي ومطاردة عناصر الجيش الحر لفلول قوات الجيش النظامي التي كانت تطلق النار بجميع الجهات بشكل جنوني حتى منتصف شارع الثلاثين حيث وصل الرصاص إلى شارع 15 في اليرموك. وحذر الناشطون من رد فعل انتقامي من قبل النظام، متوقعين قصفا مدفعيا شديدا خلال اليومين المقبلين. مع الإشارة إلى أن حيّي الميدان ونهر عيشة يعيشان في ظل حصار خانق جدا للشوارع والمساجد بعد زيادة عدد الحواجز التي تقطع أوصال الشوارع الحارات، ومع ذلك خرجت يوم أمس الكثير من المظاهرات في الميدان والقدم والحجر الأسود والزاهرة دعت إلى توحيد الجيش الحر لتحقيق النصر على النظام.

وفي حمص، أعلن الجيش الحر أنّه «بدأ معركة فك الحصار عن أحياء المدينة، على الرغم من قلة الذخيرة والأسلحة المتوفرة»، مؤكدا أنّ هدفه حماية من تبقى فيها من المدنيين بعد نزوح الآلاف منهم.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أصوات القصف والاشتباكات لم تهدأ طوال الليلة الماضية، وأضافت أن القصف والاشتباكات امتدا إلى ريف دمشق في داريا والسبينة وقارة وقطنا والكسوة والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب.

وقال المرصد السوري إن القوات النظامية سيطرت على مدينة التل التي شهدت خلال الأيام الماضية حملات قصف شديد واشتباكات على مداخلها، مشيرا إلى «انسحاب الجيش الحر من المدينة».

كما ذكرت لجان التنسيق أنّ قوات النظام قصفت تلبيسة في ريف حمص وحي الخالدية في المدينة.

وفي هذا الإطار، قال الكردي، «الحصار على حمص وريفها مستمر منذ أشهر عدّة، ويمنع على الأهالي الذين يعانون من نقص في المواد الغذائية والأدوية من الخروج والدخول، لذا وأمام هذا الوضع قررنا التحرك وفكّ الحصار وفتح ممرات إنسانية لأهلنا بعدما تعذر على المجتمع الدولي القيام بذلك». وأشار الكردي إلى أنّه ومنذ اجتياح بابا عمرو وهناك ما يمكن وصفه بتوازن القوى في حمص، وذلك في ظل سيطرة الجيش الحر على قسم من الأحياء وقوات النظام على قسم آخر. وفي حلب حيث لا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة مع تضاؤل فرص العثور على ناجين وسط الدمار الهائل الذي لحق بعدة أحياء بعد الغارة التي شنتها طائرات حربية سورية، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن طيران جيش النظام يقصف أحياء الإذاعة وسيف الدولة في حلب. كما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أنّ «اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر وقوات النظام في حي صلاح الدين».

وأكّدت لجان التنسيق «سقوط عشرات القتلى في قصف للجيش السوري على مبنى سكني في حي السكري بحلب، وعشرات القتلى والجرحى إثر انهيار مبنى بحي الشعار بسبب القصف العنيف».

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن حريقين اندلعا في مصنع للقطن ومعمل ضخم للزيوت في منطقة دوار الجندول القريب من وسط حلب ليلا نتيجة القصف، وأشارت إلى «تصاعد ألسنة اللهب بشكل قوي، فيما عجز الأهالي عن إخماد الحريق».

كذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية عن اكتشاف أربع جثث مجهولة الهوية في حي الزهراء أمام مبنى المخابرات الجوية.

وفي إدلب، أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى إثر تهدم أكثر من ثلاثين منزلا على رؤوس ساكنيها في بلدة جرجناز بإدلب نتيجة قصف مروحي مكثف نفذته طائرات الجيش السوري فجر أمس. وذكرت الهيئة العامة للثورة أنّ الجيش السوري قصف بلدات عدة في جبل الزاوية.

وفي سياق آخر، قال ناشطون إن السلطات السورية اعتقلت عددا من السوريين بعد وصولهم إلى مطار دمشق الدولي آتين من الجزائر.

وذكر الناشطون لوكالة الأنباء الألمانية أن السلطات السورية اعتقلت أمس أكثر من عشرة أفراد ضمن نحو 200 سوري رفضت الجزائر دخولهم أراضيها وأعادتهم إلى بلدهم الأم. ولم تتضح أسباب إبعاد هؤلاء من الجزائر ولا أسباب اعتقالهم في سوريا.