واشنطن قلقة على حرية الصحافة في مصر

بسبب قضيتي قناة «الفراعين» وصحيفة «الدستور»

TT

قالت الخارجية الأميركية، أمس، إنها قلقة بسبب تقارير إخبارية عن أن السلطات المصرية تضايق صحافيين كتبوا آراء تنتقد الرئيس المصري محمد مرسي والإخوان المسلمين.

وقال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «نحن قلقون جدا إزاء التقارير الإخبارية عن إجراءات تتخذها الحكومة المصرية فيها تقييد لحرية الإعلام والنقد في مصر». وأضاف المسؤول: «حرية الصحافة وحرية التعبير من المبادئ الأساسية للديمقراطيات القوية. وبالنسبة للشعب المصري، فإنها جزء لا يتجزأ من الأهداف التي بسببها خرج الشعب المصري إلى الشوارع (الثورة المصرية). ونحن نضم صوتنا إلى صوت الشعب المصري، الذي يتوقع من حكومته الجديدة دعم وتوسيع حرية الصحافة».

ورفض المسؤول التعرض إلى تفاصيل قضية منع السلطات المصرية توزيع صحيفة «الدستور» المصرية، ووقف إرسال قناة «الفراعين»، والتحقيق مع المسؤولين فيهما.

وأشار المسؤول إلى تصريحات كانت أدلت بها، أول من أمس، فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية.

وكانت نولاند أجابت، في مؤتمرها الصحافي اليومي، على سؤال من صحافي «إذا كان الرئيس مرسي جمع سلطات هائلة تجعله يؤثر على التحول الديمقراطي في مصر»، وقالت: «الحالة معقدة جدا في مصر، وتتطور في غموض. لكن، نحن نتوقع أن يستمر هذا التحول الديمقراطي الكامل والسلمي. ونأمل أن الشعب المصري سوف يحصل على دستور يدعمه استفتاء. ثم تحسم مسألة انتخاب برلمان انتخابا كاملا».

وفي إجابة عن سؤال عن ضمان كتابة دستور لا يتدخل الرئيس مرسي في كتابته، قالت نولاند: «نحن سنراقب كيفية كتابة الدستور، وإذا سيحمي حقا الحريات الديمقراطية، وسيلبي طموحات الشعب المصري. ثم، يطرح للاستفتاء».

وكانت وكالة «رويتزر» نقلت من القاهرة أن النيابة العامة المصرية أحالت صحافيين مصريين، هما توفيق عكاشة وإسلام عفيفي، للقضاء بتهمتي التحريض على قتل الرئيس مرسي وتكدير الأمن العام.

في جانب، أحالت توفيق عكاشة، صاحب قناة «الفراعين» التلفزيونية والمذيع بالقناة، إلى محكمة جنايات القاهرة بتهمة التحريض على قتل الرئيس محمد مرسي. واتهمت عكاشة بترديد «عبارات فيها عيب في شخص رئيس الجمهورية».

وفي الجانب الآخر، أحالت رئيس تحرير صحيفة «الدستور» اليومية، إسلام عفيفي، إلى المحاكمة بتهمة نشر «إشاعات كاذبة تحض على إهانة رئيس الجمهورية، وتكدير الأمن العام، وزعزعة الاستقرار وإثارة الفزع بين المواطنين».

وكان عكاشة قال إن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي، هددوا بقتله. وأضاف، في لقطات من برنامجه «مصر اليوم» الذي يقدمه على قناة «الفراعين»، متداولة على الإنترنت، موجها كلامه إلى مرسي: «تكلمني عن القتل، واللي حللنا دمه، واللي حرمنا دمه. طب أنا حللت دمك أنت كمان بقى.. إذا أنت متهيأ لك أنك عندك عناصر قادرة على التنفيذ، أنت متعرفش أنا عندي إيه. أنا بيطلع معايا (في مظاهرات مناوئة لـ«الإخوان») وحوش، وأسود.. وحوش متوحشة وأسود مغيثة. وأعذر من أنذر. وإذا ما اتلميتوش (وقفتم عند حدكم) أنا هاولعها نار». وكانت صحيفة «الدستور»، التي يملكها رجل أعمال مسيحي، دأبت على نشر انتقادات لمرسي ولجماعة الإخوان في عناوين عريضة على الصفحة الأولى بكاملها. ومن بين الاتهامات التي وجهتها الصحيفة لمرسي والإخوان المسلمين، أنهم يخدمون مصالح قطر والولايات المتحدة من خلال موقعهم الجديد كحكام لمصر.