وزير الخارجية الفرنسي يجتمع بممثل عن خاطفي اللبنانيين

مصادر الجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: ليس بين شهداء إعزاز لبنانيون.. وزغيب: تركيا معنية بإعادتهم

لوران فابيوس
TT

بينما واصلت عشيرة آل المقداد أمس إصرارها على الاحتفاظ بالسوريين المعتقلين لديها مقابل ابنها حسان المقداد المعتقل في سوريا، على الرغم من الحراك السياسي والاتصالات لإطلاق سراحهم، دخلت قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا أمس في تطور بارز، تمثل بمعلومات بثتها قناة «الجديد» عن اجتماع عقد بين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وممثل عن خاطفي اللبنانيين الـ11 في إعزاز أبو إبراهيم عند الحدود التركية عند معبر كيليس، من غير تقديم أي تفاصيل إضافية عن الاجتماع.

وجاء هذا النبأ، بعد اختتام فابيوس زيارة إلى لبنان التقى خلالها مسؤولين لبنانيين. وفيما لم تؤكد مصادر عائلات المخطوفين اللبنانيين لـ«الشرق الأوسط» ما إذا كانت «جهات سياسية طلبت من الوزير الفرنسي التدخل للمساهمة في إطلاق سراحهم»، أكد خاطف اللبنانيين أبو إبراهيم في حديث تلفزيوني أن «الجناح الأمني لثوار إعزاز تسلم اللبنانيين المخطوفين في سوريا، وقرر أن لا يكون هناك أي خبر في الإعلام». وقال أبو إبراهيم إن «7 من المخطوفين تمت معالجتهم من إصابات تعرضوا لها جراء الغارة الجوية التي أصابت مدينة إعزاز، وهم في مكان آمن»، مشيرا في حديث تلفزيوني إلى أن «4 منهم مفقودون لأن المنطقة تعرضت لدمار كبير وهناك عدد كبير من المفقودين». وأشار إلى أنه «بحال تم العثور على جثة أحد اللبنانيين ستسلم للسلطات التركية لنقلها إلى أهلها»، رافضا الكشف عن «معلومات عن أسماء القتلى أو المفقودين».

لكن مصدرا قياديا في الجيش السوري الحر، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس لدينا قتلى بين اللبنانيين الـ11، بل لدينا أربعة مفقودين»، مشددا «إننا أرسلنا كتيبة من الجيش الحر تأكدت من وجود سبعة من اللبنانيين بأحد المستشفيات، وهم بصحة جيدة».

وأكد المصدر أن «الأربعة الباقين ليس لدينا أي معلومات عنهم»، وأضاف: «أشك أن يكونوا استشهدوا، لأننا دفنا شهداء مجزرة إعزاز بأكملهم، وتأكدنا من هويات كل الشهداء وليس بينهم أي شهيد من لبنان».

واعتبر المصدر أن الغارة على إعزاز «هدفها قتل اللبنانيين، لأن (الرئيس السوري) بشار الأسد وجد الوضع في لبنان قابلا للاشتعال بعد تحرك آل المقداد، فشن غارة لقتلهم وإشعال لبنان»، متسائلا: «من يريد أن يحرر الأسرى والرهائن، هل يقصفهم بالطيران والصواريخ؟».

من جهته، قال مصدر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية قصفت إعزاز «بغرض تصدير الأزمة إلى الدول المجاورة، وخصوصا لبنان الذي توتر فيه الوضع الأمني». ورأى المصدر أن النظام «يقصد من وراء قتل الرهائن، إثارة ردود الفعل ضد المعارضة والجيش السوري الحر».

في المقابل، اعتبر المكلف متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا الشيخ عباس زغيب أن «الحديث عن فقدان أربعة مخطوفين، وإصابة الآخرين في الغارة، هو مسرحية لا تنطلي على أحد»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «دور إبراهيم فاشل، ولم يقدم شيئا على صعيد الجهود لإطلاق سراحهم».

واعتبر زغيب أن «السلطات التركية معنية بإرجاعهم إلى لبنان»، مشددا على أن «المخطوفين هم الآن تحت يد السلطات التركية وبقبضتها».

وتزامنت تلك التطورات مع تفاعل قضية السوريين المختطفين لدى عشيرة آل المقداد في الضاحية الجنوبية، لمبادلتهم بحسان المقداد المختطف في سوريا منذ أربعة أيام، إذ أعلن أمين سر رابطة العائلة ماهر المقداد في بيان باسم العائلة، أن «العشيرة تكرر ما أعلنته أمس عن انتهاء المرحلة الأولى من نشاطها الميداني وذلك لإعطاء فرصة للجنة الدولية للصليب الأحمر للقيام بعملها الإنساني، وسوف تعلن الخطوات اللاحقة»، مشيرا إلى أن العشيرة «شكّلت لجنة لمتابعة ملف ابنها المخطوف واللجنة مسؤولة عن النشاط للتعجيل بإطلاق سراحه».

وأكد رفض العشيرة «التعرض للأملاك العامة والخاصة وعدم قطع الطرقات وخصوصا طريق المطار والطرقات الرئيسية»، مشددة على تمسكها بالسلم الأهلي.

ولفت المقداد إلى «إننا رفضنا التعرض للأبرياء السوريين وغيرهم خصوصا العمال الساعين للرزق ولقمة العيش لذلك تم إطلاق سراح كل من ثبت لدينا أن لا علاقة له بالجيش السوري الحر واليوم أطلقنا سراح اثنين وبالتالي فعدد من أفرجنا عنهم هم 21 مواطنا سوريا»، معلنا أنه «لدينا أكثر من عشرين معتقلا».

وأكد أن العشيرة ترفع الغطاء عن أي فرد في حال مارس أي عمل يضر بقضية حسان المقداد. وتوجّه للجيش الحر قائلا «إذا كان اختطاف حسان ظنا منهم أنه صيد ثمين لمسؤول بحزب الله والجميع يعرف أنه بريء، وتأكد لكم سبب دخوله إلى سوريا بأنه مواطن مسالم لا يملك إلا مشكلاته الخاصة التي كانت سبب لجوئه إلى سوريا، فنأمل منكم التجاوب مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإطلاقه دليل تعقل».

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت أن عائلة اللبناني حسان المقداد المخطوف في سوريا التقت مسؤولي اللجنة الذين أبدوا استعدادهم، إذا طلب منهم ذلك، لإجراء اتصالات من أجل معرفة مصير حسان، الذي أثار اختطافه في دمشق توترا أمنيا واسعا في لبنان.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سمر القاضي ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية: «حصل مساء أمس (الخميس) أول لقاء مباشر بين رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان يورغ مونتاني ونائبه دانيال بروتون وأفراد من عائلة حسان المقداد طلبوا توسط اللجنة لمساعدتهم في العثور على ابنهم»، وأضافت أن مسؤولي اللجنة شرحوا لعائلة آل المقداد أن الصليب الأحمر «لا يدخل طرفا في أي مفاوضات لإطلاق مخطوفين أو مفقودين أو معتقلين، وأن ما يمكنه القيام به في حال تلقّيه طلبا من أهل مفقود أو مخطوف في منطقة نزاع هو محاولة التواصل لمعرفة مكانه وتزويدهم بأخبار عنه وتفقد وضعه وزيارته إذا أمكن، كما يمكن للجنة التدخل كطرف غير منحاز لتأمين نقله وتسليمه، لكنّها لن تقوم بأي وساطة وأي مفاوضات».

بموازاة ذلك، أعلن ماهر المقداد أن «العشيرة اعتقلت الناطق باسم لجان تنسيقيات الثورة عبد الله الحمصي». كما بثّت رابطة آل المقداد تسجيلا مصورا يظهر أحد أعضاء الجيش السوري الحر والتي قامت باختطافه، ويدعى حماد رجب علاوي من البوكمال في دير الزور، يدلي باعترافات عن نشاطه ونشاطات الجيش الحر في لبنان.

إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني أمس أنه كثف إجراءاته الأمنية حول دور العبادة والأماكن العامة مع حلول عطلة عيد الفطر، وذلك بعد سلسلة من عمليات الخطف في بيروت واحتجاجات أدت إلى إغلاق طريق المطار.

وقال الجيش في بيان: «باشرت وحدات الجيش تنفيذ تدابير أمنية استثنائية حول دور العبادة ومحيطها والطرق الرئيسية وأماكن التسوق والمرافق السياحية».