قتل خمسة عسكريين باكستانيين في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف ليلة أول من أمس حاجزا في جنوب غربي باكستان، كما أعلن مسؤول أمس. وأوقف جنود من قوة شبه عسكرية حدودية سيارة من نوع «تويوتا» لتفتيش أمني روتيني في كويتا، كبرى مدن ولاية بلوشستان أثناء محاولتها الدخول إلى المدينة في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، بحسب ما أوضحه مرتضى بيغ المتحدث باسم وزارة الدفاع الباكستانية. وقال بيغ لوكالة الصحافة الفرنسية: «كانوا يستجوبون السائق عندما فجّر نفسه فقتل ثلاثة جنود من القوة شبه العسكرية وعنصرين من الاستخبارات العسكرية». وقتل الانتحاري في التفجير بحسب المصدر نفسه، وأوضح أن الانتحاري ربما أراد استهداف منشأة عسكرية أو ساحة عامة بمناسبة عيد الفطر في نهاية الأسبوع. ولم يصدر أي تبنٍّ للعملية لكن بلوشستان المتاخمة لإيران وأفغانستان تشكل هدفا لهجمات حركة طالبان.
وأكد مرتضى بيغ المتحدث باسم وزارة الدفاع الباكستانية مقتل خمسة جنود على الأقل في هجوم بسيارة مفخخة جنوب غربي البلاد، وشهد إقليم بلوشستان اضطرابات متكررة قامت بها قبائل البلوش التي تسكن المنطقة منذ مئات السنين بسبب مطالبتهم الحكومة في إسلام آباد بمزيد من «الحقوق السياسية والاقتصادية من عوائد الغاز والمناجم في الإقليم».
وتقول إسلام آباد إن هناك عددا من المجموعات المسلحة من البلوش تستهدف عناصر الأمن علاوة على مجموعات عرقية أخرى تعيش في بلوشستان. في هذه الأثناء قتل ستة أشخاص في إقليم وزيرستان الباكستاني القريب من الحدود الأفغانية، وذلك بعدما قصفت طائرة أميركية دون طيار مبنى في عاصمة الإقليم. وقال أحد المسؤولين لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طائرات أميركية دون طيار أطلقت صاروخين على معسكر لمسلحين (في وزيرستان الشمالية). لقد عثر حتى الآن على ست جثث». وأكد مسؤولون في الاستخبارات المحلية وقوع الهجوم والحصيلة.
ويأتي هذا الهجوم بينما يحتفل سكان هذه المنطقة بعيد الفطر، بحسب ما قاله المسؤولون. وتثير الهجمات التي تشنها طائرات أميركية دون طيار استياء كبيرا في باكستان التي تقول إن هذه الهجمات تنتهك سيادتها وتثير المشاعر المعادية للولايات المتحدة، إلا أن مسؤولين أميركيين يقولون إن هذه الهجمات مهمة ولا يمكن وقفها.
وتشكل الضربات الهادفة للقضاء على شبكة حقاني القريبة من «القاعدة» والموجودة في شمال غربي باكستان موضوع خلاف شديد بين إسلام آباد وواشنطن، حيث تطالب الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بتدخل باكستان ضد هذه المجموعة منفذة هجمات دامية في أفغانستان. وتتهم واشنطن شبكة حقاني خصوصا بأنها تقف وراء الهجمات على السفارة الأميركية في كابل في سبتمبر (أيلول) الماضي.