مصر: مراكب صيد تهرب السلاح لسيناء.. وتراجع السيطرة على الممرات

البرلماني شحتة حسين لـ «الشرق الأوسط»: عدد التكفيريين زاد بعد الثورة

جانب من زيارة قام بها مؤخرا عدد من أعضاء مجلس الشورى المصري لوسط سيناء («الشرق الأوسط»)
TT

قال نائب البرلمان المصري عن دائرة الطور بوسط سيناء، شحتة حسين، إن السيطرة القبلية على الدروب والممرات في سيناء آخذة في التراجع حتى أدت إلى الوضع الخطير بسيناء حاليا، مشيرا إلى أن السلاح يأتي من ليبيا والسودان عبر دروب لم تعد القبائل التي تخضع لنفوذها تهتم بحمايتها، وكذلك عبر البحرين الأحمر والمتوسط، بتشغيل بعض الصيادين في أعمال تهريب السلاح، قائلا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «العملية أصبحت سايبة» في سيناء، وإن السياحة تراجعت بنسبة 50% على الأقل، قائلا إن إهمال وسط سيناء هو السبب في نمو التيارات المتشددة في المنطقة.

وأضاف شحتة، وهو نائب مستقل وعضو في لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشورى المصري، إن قبائل سيناء كانت هي التي تحكم مناطقها وتعرف دروبها وطرقها وتراقبها وتمنع الغرباء من الدخول منها، إلا أنه بعد تراجع القبضة الأمنية في سيناء خاصة بعد «ثورة 25 يناير (كانون الثاني)» 2011 تغير الوضع و«العملية أصبحت سايبة»، لأن كثيرا من القبائل أصبحت متهمة بأنها لم تقدم شيئا لتنمية مناطقها خلال العهد الماضي، وبالتالي «الآن كلمة شيخ القبيلة لم تعد كما كان الحال في الماضي».

وقال إنه بعد «ثورة 25 يناير»، «جاء العديد من الناس التابعين لتنظيم وتيار التكفير والهجرة، إلى سيناء، مستشعرين أن البلد لم يعد فيها أمن»، وأضاف أن عددا من وجهاء سيناء جلسوا مع هؤلاء المتشددين في محاولة لفهم ما يقومون به. وأوضح: «نحن جلسنا مع مجموعة منهم.. مثلا سائق قادم من مدينة دمياط (بشمال القاهرة) يعمل داعية.. ما مؤهلات مثل هذا الداعية، وما مؤهلاته لكي يقوم بتكفير الآخرين، أو انتقاد نوع اللبس الذي ترتديه امرأة ما».

وتابع النائب شحتة موضحا أن السلطات الأمنية حين ألقت القبض على من تتهمهم بالتشدد وجدت هويات عدد من بين المقبوض عليهم تعود إلى قرى ومدن في الدلتا أيضا؛ منها مركز السنطا والمنصورة ومن محافظة الغربية، و«..اشتروا أراضي من البدو وسط الجبل وعملوا فيها مصنع متفجرات واشتروا سيارات (لاند كروزر)، والبدو في سيناء حين رأوا ما قاموا به أبلغوا عنهم».

وعن السلاح المهرب إلى سيناء، قال إن معظمه يأتي من البحر الأحمر أو البحر المتوسط.. و«هناك بعض النفوس الضعيفة التي تسهم في عملية التهريب.. أعني صياد سمك لديه لنش (مركب) ولا يجد عملا، فإنه يوافق حين يعرض عليه المهربون 10 آلاف جنيه أو 20 ألف جنيه لعمل نقلة سلاح أو نقلتين»، مشيرا إلى عمليات لتهريب سيارات الدفع الرباعي التي تصلح للأغراض العسكرية.

وأضاف أن سيارات دفع رباعي تأتي من ليبيا عبر مصر ويتم تهريبها عبر الأنفاق، وهذا أمر يغضب إسرائيل، حيث إنها تحظر دخول مثل هذا النوع من سيارات الدفع الرباعي إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى أن غالبية أنواع الأسلحة التي تهرب من ليبيا والسودان من النوع الروسي.

ومضى النائب شحتة قائلا إنه «لو تم الاعتماد على معبر رفح وتشغيله بشكل مستمر، فإن الاعتماد على الطرق الشرعية والطرق العادية في التنقل بين مصر وغزة قد يضبط الأوضاع إلى الأفضل ويجعل كل التحركات تحت الرقابة، لكن بعد الانتهاء من موضوع الأنفاق وغلقها»، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في أن أصحاب مصالح على جانبي حدود مصر وغزة يرفضون غلق الأنفاق لأنها تدر عليه أموالا وأرباحا طائلة.

ومع ذلك، أعرب النائب شحتة عن اعتقاده أن المواجهات الجارية في سيناء ستنتهي قريبا بسبب الرفض الشعبي لوجود المتشددين والخارجين عن القانون، قائلا: «الموضوع سينتهي قريبا لأن أهل سينا غير راضين عن هذا الوضع.. هذا الوضع جديد علينا»، مستبعدا أن يؤدي الضغط على المسلحين إلى توجههم لتنفيذ عمليات في قناة السويس، وقال: «هم يتحركون في مناطق وعرة ولا يقدرون على التحرك في منطقة مكشوفة، ولا يستطيع أي منهم أن يترك الجبل».

وقال النائب شحتة حسين إن سيناء، التي يوجد بها العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية والمشروعات التنموية، أصبحت متضررة على كل المستويات، بسبب توقف الأعمال بعد العمليات المسلحة الأخيرة.. وأضاف: «في سيناء تضرر العمال والمزارعون وبائعو السمك.. انخفضت الحركة السياحية بنسبة نحو 50 في المائة عن ذي قبل».

وعما إذا كان يرى أن العمليات العسكرية الجارية في سيناء يمكن أن تنهي المشكلة قريبا، قال إن المواجهات مع قوات الأمن ربما «ستطول».