أنباء عن مناوشات بين الجيشين السوري والأردني

إصابة أردني بنيران القوات السورية على الحدود بين البلدين

TT

قال مصدر مطلع إن تبادلا بسيطا لإطلاق النار وقع بين الجيشين الأردني والسوري على المنطقة الحدودية للبلدين في وقت متأخر من مساء أول من أمس. وذكر أن هذه المناوشات جاءت في أعقاب اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي بالمنطقة المقابلة لقرية «الشجرة» الأردنية الواقعة في «الرمثا»، مما جعل المنطقة الأردنية تحت مرمى نيران الجيش السوري.

وأضاف المصدر أن إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي بدأ من الجيش السوري، مما دفع أفرادا من الجيش الأردني للرد عليهم، كاشفا عن إصابة أحد المواطنين الأردنيين، واسمه منذر نبهان، في بلدة الشجرة الواقعة بالقرب من المنطقة الحدودية إثر عيار ناري طائش. ولفت المصدر إلى أن المواطن المصاب توقع بحسب ادعائه أن الرصاصة التي أصابته في ظهره أمام منزله كانت نتيجة لتبادل إطلاق الأعيرة النارية على المنطقة الحدودية. وقال أحد أعضاء الجيش الحر في مدينة درعا فضل عدم الإفصاح عن اسمه لوكالة «عمون» الأردنية بأن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيشين السوري الحر والنظامي السوري استخدم فيها الأخير عددا كبيرا من القنابل لقصف المدينة إضافة إلى الصواريخ.

وفي سياق متصل، نفى وزير الإعلام الأردني سميح المعايطة، لـ«الشرق الأوسط»، وقوع أي اشتباكات بين الجيش الأردني والجيش النظامي السوري، مؤكدا أن الاشتباكات وقعت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في منطقة درعا بالقرب من الشريط الحدودي، مشيرا إلى أن تداخل الحدود في المنطقة الشمالية يجعل من السهل على القذائف والمقذوفات أن تسقط في الأردنية.

كما نفت مصادر عسكرية أردنية الأنباء التي تحدثت عن مصرع جندي أردني وإصابة آخر بجروح خطيرة نقل على أثرها إلى المدينة الطبية في اشتباك وقع مساء الخميس الماضي بين الجيشين الأردني والسوري. وقالت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، إن الجندي لقي مصرعه في حادث سير على الحدود الشمالية وليس في اشتباكات عسكرية، فيما أصيب جندي آخر في الحادث.

وعلى الصعيد الإنساني، أعلن ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالأردن أندرو هاربر أن 1080 لاجئا سوريا عبروا الحدود الأردنية - السورية فجر أول من أمس (الجمعة) هربا من العنف في بلادهم، وتم نقلهم إلى مخيم «الزعتري» بمحافظة المفرق (75 كيلومترا شمال شرقي عمان).

وقال هاربر إن 90 في المائة من هؤلاء الفارين من محافظة درعا السورية، فيما شكل الأطفال أقل من أربعة أعوام 20 في المائة منهم، ونحو 60 في المائة لمن هم تحت 18 عاما، مشيرا إلى أن عدد السوريين المقيمين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن ارتفع إلى 8500 حتى أول من أمس. وأشاد هاربر بالتبرع السخي من السعودية والمتمثل في توفير 2400 وحدة سكنية جاهزة (كرفانات) للأسر السورية، لافتا إلى أن هذا هو بالضبط ما طلبته المفوضية والحكومة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية نظرا لأن الأولوية في المرحلة الحالية هي نقل اللاجئين من الخيام إلى بيوت مؤقتة. كما أشاد بالتزامات الإمارات بمساعدة اللاجئين السوريين لا سيما أنها وفرت مستشفى ميدانيا وسيارات إسعاف إضافة إلى 100 بيت جاهز ومساعدات أخرى، لكنه أكد أنهم يتطلعون للمزيد من المساعدات من الدول العربية والمجتمع الدولي.

وبدوره، قال نائب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالأردن ميكيل سيرفاداي إن العمل جار بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم الأردنية لتسجيل الطلبة السوريين من مختلف الفئات العمرية في المدارس، ونأمل أن نستطيع الانتهاء من الإجراءات قبيل بدء الموسم الدراسي المقبل والذي سيبدأ بعد أسبوعين، مشيرا إلى أن المنظمة ستتكفل بنقل الطلبة من المخيم للمدارس والعودة. وأضاف أنه من التحديات التي ستواجهها المنظمة إدراج الطلبة الجدد القادمين بشكل يومي للأردن نتيجة ارتفاع العنف في بلادهم، لافتا إلى أنه «تم تقييم 12 مدرسة في محافظة المفرق لنتمكن من تسجيلهم فيها».

وتقول السلطات الأردنية إن أكثر من 150 ألف لاجئ سوري يقيمون فوق أراضيها منذ اندلاع الأحداث في بلادهم منتصف مارس (آذار) 2011، منهم 42 ألفا و500 لاجئ مسجلون لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وعلى صعيد ذي صلة، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأردنية صباح الرافعي إن الحكومة الصينية قررت تقديم دفعة من مواد المساعدات الإنسانية الطارئة بمبلغ 2.3 مليون دولار أميركي لإغاثة السوريين في الأردن. وأضافت الرافعي في بيان صحافي أمس (السبت) أن المساعدات تأتي انطلاقا من الالتزامات الإنسانية الدولية وانعكاسا للصداقة القائمة بين الصين والأردن، وأعربت عن تقديرها للدعم الصيني.