متحدث باسم الأمم المتحدة لـ «الشرق الأوسط»: زيارة الأمين العام لطهران ما زالت تحت الدراسة

طهران غير واثقة من مشاركة بان في قمة عدم الانحياز.. ولاريجاني: غيابه لن يسبب مشكلة

TT

بينما تأمل إيران في مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر قمة دول عدم الانحياز التي من المقرر أن تنطلق أعمالها في العاصمة الإيرانية الأحد المقبل وتستمر 6 أيام لإضفاء الزخم على هذه القمة التي يعول عليها المسؤولون الإيرانيون لكسر طوق العزلة الذي تعيشه الجمهورية الإسلامية جراء العقوبات الدولية المفروضة عليها على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن بلاده لا تجد مبررا لتلك الزيارة في وقت تتجاهل فيه طهران التزاماتها الدولية وتدعم الإرهاب.

وتعارض الولايات المتحدة زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لطهران بسبب العداء المتزايد بين إيران والولايات المتحدة، خاصة بسبب دعم إيران للإرهاب ولنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأيضا بسبب خطة إيران لإنتاج قنبلة نووية.

ودون إشارة مباشرة إلى بان، قال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«لشرق الأوسط»، «نحن نعرف من التجربة أن إيران تهتم أقل بالحوار الدولي عنه بدفع أجندتها السياسية الخاصة»، وأضاف: «إيران لا تنفذ التزاماتها الدولية، وتتجاهل عقوبات مجلس الأمن الدولي، وتتجاهل توجيهات الوكالة الدولية للطاقة، وتدعم الإرهابيين، وتستمر في انتهاك حقوق الإنسان لشعبها، وتواصل تأجيج الصراع في سوريا».

وأضاف المسؤول، متحاشيا الإشارة إلى بان أو إلى الأمم المتحدة، أن الحكومة الأميركية «عبرت عن هذا الرأي، وعن قلقنا، بأن هذا (يقصد زيارة بان إلى إيران) سوف يبعث برسالة خاطئة».

وكانت «الشرق الأوسط» سألت المسؤول في الخارجية الأميركية عن حملة تقودها منظمات يهودية أميركية ضد زيارة بان إلى إيران. وتشمل الحملة خطابات أرسلها ديفيد هاريس، المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأميركية، إلى البيت الأبيض، وإلى الخارجية الأميركية، وإلى أعضاء الكونغرس، وإلى الإعلام الأميركي. وجاء في خطاب هاريس: «يدوس النظام الإيراني يوميا على شعبه من خلال عمليات الإعدام، والتعذيب، والسجن، والترهيب، مما يثبت انتهاك الحكومة الإيرانية لحقوق الإنسان». وخاطب هاريس الأمين العام للأمم المتحدة قائلا: «نعم، أنت تعارض المزيد من انتشار الأسلحة النووية، وتتمنى أن ترى قرارات وكالات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ووكالة الطاقة النووية الدولية، وقد نفذت. لكن، تواصل إيران مسيرتها نحو إنتاج الأسلحة النووية، وتستهزئ من أربعة قرارات ملزمة أصدرها مجلس الأمن الدولي، وتفقأ بأصبعها عين المجتمع الدولي».

وأضاف هاريس مخاطبا بان: «السيد الأمين العام، يمكن أن يعقد مؤتمر القمة الذي ترعاه إيران من دونك. وتوجد مشاكل عالمية كافية وملحة تحتاج إلى اهتمامك. لماذا نضيع الوقت، وتبدد هيبة (الأمم المتحدة)، في الدعاية لحملة ترويج إيرانية؟ أي رسالة بليغة وقوية سيرسلها غيابك!» وفي إجابة عن سؤال من «الشرق الأوسط»، قال متحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك إن «الموضوع الذي سألت عنه تحت الدراسة»، ورفض المتحدث الخوض في أي تفاصيل، ولا حتى الإشارة إلى اسم الأمين العام، أو إلى إيران، أو قمة دول عدم الانحياز. وكانت مصادر في الأمم المتحدة قالت إن «بان لم يحدد إذا كان سيحضر القمة، مع ضغوط أميركية، علنية وغير علنية، ألا يذهب».

وفي غضون ذلك، بدا المسؤولون الإيرانيون أمس غير واثقين تماما من مشاركة بان في قمة دول عد الانحياز، فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) الحكومية عن علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، قوله «إن عدم مشاركة بان كي مون لن تسبب أي مشاكل لقمة حركة عدم الانحياز، ولكن سوف تقلص دور الأمم المتحدة في مثل هذه القمة الدولية». وكان بان قد أدان الأسبوع الماضي أحدث تصريحات المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المعادية لإسرائيل.

لكن المتحدث باسم لجنة انعقاد مؤتمر دول حركة عدم الانحياز محمد رضا فرقاني قال أمس إنه «رغم مزاعم بعض وسائل الإعلام الغربية فإن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان ك مون قد وضع برامجه النهائية لزيارة طهران والمشاركة ف المؤتمر». وأضاف فرقاني ف تصريح لـ«إرنا» أمس أنه سيرافق بان في زيارته إلى طهران وفد من المنظمة الدولية، حيث سيتم الإعلان عن تشكيلة الوفد النهائية ف غضون الأيام المقبلة. وأوضح أنه «ليس من المعلوم السبب وراء الأنباء غير الواقعية الت بثتها بعض وسائل الإعلام الغربية ف هذا الصدد»، وأضاف أن «عدم مشاركة بان كي مون ف اجتماع القمة للدول الأعضاء ف حركة عدم الانحياز ف طهران هو مجرد أوهام إعلامية أو تكهنات من قبل وسائل الإعلام الغربية».

وتابع قائلا إن زيارة بان إلى طهران «حتمية»، وأضاف: «نظرا للضغوط الأخيرة الرامية لعدم مشاركة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ف اجتماع طهران فإن وسائل الإعلام الغربية تصورت أنه لن يشارك فيه، ف حين أن هذا الأمر غير مطروح». واستطرد قائلا إن منظمة الأمم المتحدة كانت حاضرة دوما ف المؤتمرات الماضية للحركة وهي إلى جانب الأعمال والمسؤوليات الملقاة على عاتقها قد دعمت أيضا أنشطة المنظمات الإقليمية والدولية الت تحمل أهدافا ف مسار منظمة الأمم المتحدة. وأشار إلى أن مائة دولة أعلنت إلى أن استعدادها رسميا للمشاركة ف القمة حيث ستشارك 41 دولة منها على أعلى مستوى أي رئيس الجمهورية والنائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس البرلمان. ويذكر أن لاريجاني أشاد أمس بالرئيس المصري محمد مرسي لعزمه حضور القمة بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.