اشتباكات عنيفة في دمشق وحلب.. ومعضمية الشام تستغيث

المجلس الوطني يعلن مدينة الحراك في درعا «منطقة منكوبة».. ومجزرة جديدة في القابون

عناصر من الجيش السوري الحر يعدون اسلحتهم قبل مواجهة قوات النظام في حي سيف الدولة بحلب أمس (رويترز)
TT

لم تتراجع حدة الحملات العسكرية التي تشنها قوات الأمن السورية، في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، إذ اشتد وبحسب ناشطين سوريين القصف على حمص وإدلب ودرعا فيما شهدت مدينتا دمشق وحلب اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش الحر والقوات النظامية، لتتعدى حصيلة الضحايا بعد عصر أمس بحسب هيئة الثورة السورية أكثر من 100 قتيلا.

وتحدث ناشطون بالأمس عن العثور على 12 جثة مجهولة بينهم طفلان في سوق شعبي في القابون بدمشق، وأظهر تسجيل مصور الجثامين وقد تم إلقاؤها بأحد شوارع القابون، بينما تبدو عليها آثار عنف شديد، ودماء تغطيها بشكل مكثف، بينما يتضح على بعضها علامات رصاصات أطلقت من نطاق شديد القرب.

كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت بعيد منتصف ليل الأحد الاثنين في حيي القدم والعسالي في جنوب العاصمة، حيث سمعت أصوات انفجارات، مشيرا إلى محاولات للقوات النظامية لاقتحام الحيين. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي جوبر في شرق العاصمة إثر استهداف الجيش الحر لأحد الحواجز في المنطقة».

بدورها، قالت شبكة «شام» الإخبارية إن دوي انفجارات سمع في حي القابون وسط إطلاق نار كثيف، وأشارت إلى تجدد الاشتباكات في حي التضامن بين الجيش الحر وعناصر الجيش النظامي الذين حاولوا اقتحام الحي من جهة جامع الزبير، وأوضحت أن قوات الجيش والشبيحة اقتحمت حي دمر وقامت بحملة دهم واعتقالات عشوائية. وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية مراد الشامي إن اشتباكات عنيفة اندلعت في حي جوبر إثر استهداف الجيش الحر لأحد الحواجز في المنطقة. فيما أكد شهود عيان من دمشق أن هناك اشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في محيط مطار المزة العسكري، موضحين أن الجيش الحر يمنع أي طائرة من الاقتراب أو الهبوط بالمطار من خلال نيران رشاشاته.. وأشار ناشطون إلى أن المطار تعرض لهجوم مساء الأحد، مما أسفر عن حريق كبير به.

كما أفادت لجان التنسيق والهيئة العامة للثورة السورية عن اقتحام قوات النظام صباح يوم أمس لبلدة معضمية الشام، في ضاحية دمشق الجنوبية، بعد ساعات من القصف العنيف بالدبابات الذي تسبب بسقوط أبنية، بحسب الهيئة العامة.

وقال ناشطون إن 22 قتيلا سقطوا في قصف الجيش النظامي لبلدة معضمية الشام بريف دمشق، وأكد عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق أبو يزن المعضماني أن القصف سوى 20% من بيوت البلدة بالأرض، ووجه نداء استغاثة لعدم وجود أطباء في البلدة، وقال ناشطون إن الجيش الحر دمر خمس دبابات للجيش النظامي في البلدة.

وبث ناشطون صورا لقصف بقذائف الهاون تعرضت له بلدة داريا، كما قصف طيران النظام بلدتي السيدة زينب وحجيرة.

وفي محافظة درعا، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في مدينة الحراك بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية «التي تقصف المدينة»، ما أدى إلى «سقوط العشرات من القتلى والجرحى». وذكر المجلس الوطني السوري أن النظام السوري «يشن لليوم الثاني هجوما وحشيا على المدينة، مستخدما الطائرات المروحية والدبابات والمدفعية الثقيلة»، موضحا أن هذا الهجوم يأتي بعد «قرابة ثلاثة أشهر من الحصار الخانق».

وأعلن المجلس مدينة الحراك «مدينة منكوبة»، مشيرا إلى أنها «تعاني كارثة إنسانية»، داعيا المنظمات الدولية والمجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة «لمنع استكمال المجزرة التي ينفذها النظام» فيها.

ونقل بيان المجلس عن شهود أن قوات النظام تستقدم مزيدا من التعزيزات العسكرية، داعيا «كل الكتائب الميدانية على العمل المشترك وتوحيد الجهود لفك الحصار عن المدينة».

وتحدث عادل العمري، عضو لجان التنسيق في درعا لـ«الشرق الأوسط» عن «انفجارات عنيفة تهز الحراك»، واصفا الوضع الإنساني فيها بـ«المذري» بعد 4 أشهر من الحصار و4 أيام من القصف الشديد الذي يهدف لاقتحامها. وإذ أكد أن قوات الأمن لم تتمكن حتى الساعة من الوصول إلى مركز المدينة، أوضح أنها تداهم المنازل المحيطة بالمدينة والتي تقع على أطرافها، وقال: «لقد أقدمت هذه القوات على حرق عدد من هذه المنازل، فيما يعتمد عناصر الجيش الحر على عمليات الكر والفر في الاشتباكات الحاصلة عند مدخل المدينة».

وأشار العمري إلى سقوط ما يزيد عن 35 قتيلا في اليومين الماضيين نتيجة الحملة العنيفة التي تشهدها الحراك لافتا إلى أن القصف لا يتركز فقط على الحراك بل يطال أغلب مناطق محافظة درعا.

وفي حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات في حي سليمان الحلبي في شرق المدينة بالتزامن مع تحليق للطيران المروحي، مشيرا إلى تعرض أحياء الشعار وسيف الدولة والإذاعة وبستان القصر وطريق الباب ومناطق في حي صلاح الدين للقصف من القوات النظامية.

وفي حمص، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حي الخالدية تعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، مما أسفر عن سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل.

بالمقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «وحدات الجيش السوري تابعت تطهير أحياء مدينة حلب من المسلحين وقتلت العشرات منهم وصادرت أسلحتهم». وأفادت الوكالة بأن «الجيش اشتبك مع مسلحين في أحياء سيف الدولة وبوابة القصب بحي الجديدة وسوق الصوف والإنذارات والحيدرية بمساكن هنانو»، مشيرة إلى أن «وحدة من الجيش قضت في المدينة القديمة بحلب على قناص كان يتمركز في بناء مهجور مطل على طريق السجن».