5 قتلى وأكثر من 30 جريحا بتجدد الاشتباكات المسلحة بين «علويين» و«سنة» في طرابلس

ميقاتي محذرا: هناك أطراف كثيرة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع

مسلحون «سنيون» من منطقة باب التبانة يطلقون النار تجاه منطقة جبل محسن العلوية أثناء تجدد الاشتباكات في طرابلس أمس (رويترز)
TT

لم تنعم مدينة طرابلس عاصمة لبنان الشمالي ببهجة عيد الفطر، بسبب الاشتباكات المسلحة التي اندلعت في يومه الثاني بين منطقتي جبل محسن (العلوية) وباب التبانة (ذات الغالبية السنية)، وأفادت مصادر أمنية أن «التوتر الذي بدأ بين حي الدراويش في جبل محسن، ومنطقة التبانة بإطلاق للنار وعمليات قنص متبادل، على خلفية إطلاق مفرقعات نارية، تطور إلى اشتباكات مسلحة استخدمت فيها الرشاشات الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية ومدافع الهاون».

وأكد المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد تدخل الجيش والقوى الأمنية والاقتراب من مرحلة إعادة ضبط الوضع دخل طابور خامس على الخط، ما أدى إلى تجدد الاشتباكات وامتداد رقعتها لتشمل القبة وحي المنكوبين وأعالي البداوي والملولة، وليطال القنص وبعض القذائف منطقة الزاهرية». وأشارت الأنباء إلى أن الاشتباكات أسفرت عن وفاة 5 أشخاص، وإصابة نحو 33 شخصا في طرابلس، غالبيتهم من باب التبانة ونقلوا إلى المستشفى الخيري الإسلامي.

من جهته رأى عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش أن «الاشتباكات التي تحصل في طرابلس عمرها 37 عاما، وهي لم تتوقف ولن تتوقف لأن أسبابها لم تعالج». وأكد علوش في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المعالجة الأمنية لأحداث طرابلس فشلت في السابق وهي تفشل اليوم، لأن الباب الذي فتحه (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد في عام 1976 لا يزال قيد الاستعمال اليوم في عهد (الرئيس السوري) بشار الأسد».

ورأى أن «الطائفة العلوية في طرابلس كما في سوريا تدفع ثمن جرائم آل الأسد»، وقال: «المطلوب من أبناء جبل محسن وكل أبناء طرابلس الصبر قليلا وتفويت الفرصة على من يعمل على إثارة الفتنة، لأن هذه الفتنة ستسقط تلقائيا مع سقوط النظام السوري في وقت قريب، وندائي إلى أهالي جبل محسن بأن يبقى ولاؤهم للدولة اللبنانية وأن يخرجوا من مخططات النظام السوري فورا».

إلى ذلك، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان لها أن «قوى الجيش المنتشرة في منطقة جبل محسن - التبانة واصلت خلال الليل (أول من أمس) تعزيز إجراءاتها الأمنية في المنطقة، بما في ذلك تنفيذ عمليات دهم لأماكن المسلحين والرد الفوري على مصادر النيران، وقد أصيب يوم أمس (الأول) خمسة عسكريين بجروح مختلفة نتيجة إطلاق النار باتجاه المراكز والدوريات العسكرية».

وأشار البيان إلى أنه «صباح اليوم (أمس) تعرض أحد مراكز الجيش في منطقة البقار لإطلاق قنبلة يدوية، ما أدى إلى إصابة ضابط وأربعة عسكريين بجروح مختلفة، وتستمر وحدات الجيش بتعقب المسلحين. وقد تمكنت خلال عمليات الدهم من ضبط كمية من البنادق الحربية والقنابل اليدوية والذخائر والأعتدة العسكرية، تم تسليمها إلى المراجع المختصة».

وفي وقت عقد اجتماع موسع في منزل عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد عبد اللطيف كبارة، لبحث الوضع في طرابلس، حذر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (ابن طرابلس) من «الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان»، معتبرا أنه «من الواضح أن هناك أطرافا كثيرة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع».

وناشد ميقاتي «أبناء طرابلس المسالمين عدم السماح لأي كان بجرهم إلى معارك لا تنتج إلا القتل والخراب والدمار، أو أن يكونوا ذخيرة لمعارك الآخرين». ولفت إلى أنه طلب من قيادة الجيش والقوى الأمنية «العمل بكل طاقاتها لإيقاف هذه المعارك العبثية»، وقال: «تبلغت من قيادة الجيش أنها اتخذت وتتخذ كل ما يلزم من تدابير وإجراءات لحماية طرابلس وسلمها الأهلي»، وطالب القيادات الطرابلسية بـ«وقف المزايدات، لأن المزايدة على دماء المواطنين أمر معيب».