واشنطن تصادر 150 مليون دولار من أرصدة مرتبطة بحزب الله

مصدرها تجارة المخدرات وتبيض لصالح الحزب

TT

أعلنت السلطات الأميركية مصادرة 150 مليون دولار مرتبطة بالاتجار بالمخدرات، في إطار عملية تستهدف مؤسسات لبنانية متهمة «بتبييض أموال» لصالح حزب الله اللبناني. وأعلنت مديرة الإدارة الأميركية لمكافحة المخدرات «دي آي إيه» ميشيل ليونهارت، والمدعي العام الفيدرالي في مانهاتن بريت بارارا في بيان مشترك، أن المبلغ صودر من حساب في مصرف «أميركان بنك» الأميركي، يستخدمه البنك اللبناني الكندي لعملياته بالدولار الأميركي.

وقالت ليونهارت: «كما سبق أن قلنا العام الماضي، البنك اللبناني الكندي لعب دورا كبيرا في تسهيل تبييض أموال لصالح منظمات حول العالم يسيطر عليها حزب الله»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلنت السلطات الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تقدمها بشكوى مدنية ضد مؤسسات مالية لبنانية متهمة بالمساعدة على تبييض 483 مليون دولار لحساب حزب الله عن طريق الولايات المتحدة وأفريقيا، في عمليات مرتبطة بتجارة المخدرات.

وتستهدف هذه الدعوى خصوصا البنك اللبناني الكندي وشركتي «حسان عياش للصيرفة» و«أليسا القابضة».

ونفى حزب الله اللبناني تلك الاتهامات في حينه، معتبرا أن هدفها الإساءة إلى صورته. وقال في بيان إن «الاتهامات التي تسوقها الإدارة الأميركية ضد حزب الله بتمويل أنشطته بطريقة غير مشروعة، لا تعدو كونها محاولة جديدة لاستهداف المقاومة في لبنان معنويا لتشويه صورتها والتغطية على إنجازاتها الوطنية».

وأوضح مدعي عام مانهاتن، حيث أقيمت الدعوى، أن الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات كانت تحول من لبنان إلى الولايات المتحدة، حيث كانت تستخدم لشراء سيارات تنقل إلى أفريقيا ويتم بيعها في معارض سيارات تملك أحدها شركة «أليسا هولدينغ». وبحسب السلطات الأميركية، يرسل قسم من الأموال التي يتم جنيها من هذه التجارة إلى لبنان، وبالتحديد إلى حزب الله. وقال بيان المدعي العام الأميركي: «ليست هناك أي ادعاءات أو شبهات ضد البنك اللبناني الفرنسي أو مصرف (سوسييتيه جنرال) في لبنان أو المصرف الأميركي الذي يدير حساب البنك اللبناني الفرنسي في الولايات المتحدة». وأضاف أن مصرف «بي إل سي» لعب دورا كبيرا في عمليات تبييض الأموال، وكانت له عمليات مع عدد من المؤسسات المرتبطة بحزب الله.

وأوضحت السلطات الأميركية أن الأموال التي تجنى من بيع السيارات، وكذلك من عمليات تهريب المخدرات، ترسل إلى لبنان من خلال نظام تبييض معقد يشرف عليه حزب الله. وقالت ليونهارت إن إدارتها وشركاء معها «يستهدفون هذه المجموعات (التي بينها حزب الله) والبنى التحتية المالية الخاصة بها، بعد أن تبين وجود روابط واضحة بين الاتجار بالمخدرات وتمويل الإرهاب».

وقال بارارا: «المال هو شريان الحياة بالنسبة للمنظمات الإرهابية وعصابات تجارة المخدرات، بينما المصارف التي تبيض الأموال لهؤلاء قد تكون موجودة في الخارج». وأكد أن «إعلان اليوم يدل على تلك المصارف وموجوداتها ليست بعيدة المنال». وأضاف: «سنستخدم كل إمكاناتنا من أجل الفصل بين الإرهابيين وتجار المخدرات والمصارف التي تعمل معهم من مصادر التمويل غير الشرعية، حتى تلك الموجودة منها في حسابات أجنبية».