قصف ومداهمات في دمشق وإعدامات ميدانية في دير الزور

الجيش الحر يعلن سقوط «البوكمال».. ويؤكد سيطرته على 70% من مدينة حلب

TT

على وقع استمرار العمليات العسكرية والمعارك في كل المناطق السورية، ولا سيما منها حلب والعاصمة دمشق، حيث نفذت حملة مداهمات واسعة، أعلن يوم أمس الجيش الحر عن سقوط «البوكمال» في دير الزور، بعد استهداف الجيش الحر مبنيي الأمن العسكري والمخابرات الجوية، بعد أيام عدّة من المعارك والاشتباكات المتواصلة.

وقد أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط أكثر من 150 قتيلا يوم أمس كحصيلة أولية، بنيران الجيش النظامي، معظمهم في دمشق وريفها ودرعا، وأفادت بأن قوات النظام أعدمت ميدانيا أكثر من 20 شخصا في كفرسوسة بدمشق، إلى جانب أكثر من 30 شخصا في القابون. كما بث ناشطون سوريون مقاطع على الإنترنت قالوا إنها لاستهداف الجيش السوري الحر مبنى الأمن العسكري في البوكمال، فيما أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن «الجيش الحر» أسقط مروحية تابعة للجيش النظامي في مدينة أريحا بريف إدلب.

وأكد ناشطون أن جيش النظام قصف بشكل عنيف أحياء في جنوب العاصمة دمشق، وذلك بعد نشر دبابات على الطريق الدائري المحيط بالعاصمة. وبث اتحاد التنسيقيات مقطع فيديو يظهر رتلا من الدبابات في وسط العاصمة دمشق يقتحم حي نهر عيشة، بعدما قامت بقصفه بالهاون والدبابات، التي توجهت فيما بعد نحو كفرسوسة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أن انفجارا دوى ليل الأربعاء في حي دمر بمدينة دمشق تبين أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة، وأسفر عن مقتل 3 شبان كانوا يستقلونها.

وقد بث اتحاد التنسيقيات مقطع فيديو لـ6 أشخاص اعدموا ميدانيا في حي نهر عيشة برصاص قوات النظام، فيما أفاد ناشطون بإعدام 20 شخصا ميدانيا، بينهم صحافي سوري.

وذكر المرصد أن قوات النظام نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي نهر عيشة الذي شهد اشتباكات عنيفة صباح أمس بين جيشي النظام والحر على طريق دمشق - درعا في حي القدم الذي تعرض للقصف، وأسفرت الاشتباكات عن إعطاب دبابة، كما دارت اشتباكات صباح اليوم في طريق المتحلق الجنوبي بمنطقة اللوان.

وأكد اتحاد التنسيقيات أنه، ومنذ فجر أمس، لم يتوقف القصف الجوي والمدفعي على أحياء كفرسوسة ونهر عيشة والقدم وعسالي، وسجّل سقوط عدد من القتلى.

وفي ريف دمشق، تعرضت البساتين المحيطة ببلدات سقبا وحمورية والبلالية للقصف من قبل قوات النظام بينما سمعت أصوات إطلاق رصاص في مدينة دوما.

وذكر اتحاد التنسيقيات أنه تم اعتقال ما يقارب 50 شخصا على حاجز جسر زملكا، وإهانة المعتقلين وضربهم.

ونقلت وكالة «رويترز» عن معاذ الشامي عضو مكتب إعلام دمشق، أن مقاتلي المعارضة الذين انسحبوا من المدينة خلال الحملة الشرسة التي شنها الجيش السوري الشهر الماضي بدأوا يعودون.

وقال الشامي: «عادوا إلى منازلهم أو اختفوا في الحزام الأخضر الذي يلف دمشق، لقد عادوا الآن والنظام يرد بقصف يومي وهجمات الهليكوبتر. أجواء الحرب تخيم على دمشق».

وفي دير الزور، بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت قالوا إنها لاستهداف الجيش السوري الحر مبنى الأمن العسكري في البوكمال، التي تعرضت للقصف الدفعي، وسقط في مناطق متفرقة منها 7 قذائف، بحسب اتحاد التنسيقيات.

وأظهرت الصور اقتحام أعضاء من الجيش الحر ما قيل إنه مبنى المخابرات الجوية، وقاموا بتدمير ما فيه من مقتنيات تدل على رموز النظام الحاكم.

كذلك، كانت أحياء عدة من مدينة دير الزور تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية، بينما هزت عدة انفجارات مدينة البوكمال نتيجة سقوط قذائف بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وكانت مصادر في المعارضة السورية قالت في وقت سابق إن قوات الأسد أخلت منشأتين أمنيتين في البوكمال مع تحقيق مقاتلي المعارضة مكاسب في المنطقة المهمة استراتيجيا، بعد أسبوع من القتال العنيف.

وقال ناشطون ومسؤول من الجيش السوري الحر إن قوات الأمن انسحبت من مجمعي مخابرات سلاح الطيران والأمن السياسي في البلدة.

وقال أحد القادة العسكريين لمقاتلي المعارضة في البلدة: «لا يزال للنظام مجمع للمخابرات العسكرية ومطار البوكمال، وسقوط هذا المجمع مسألة وقت إن آجلا أو عاجلا، والمطار أصعب».

وهذا ما أكده العقيد عبد الجبار العكيدي لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أهمية موقع هذه المدينة على الحدود العراقية، وتأثير سقوطها السلبي على النظام.

وقال المنسق العسكري لجبهة ثوار سوريا مهيمن الرميض إن البوكمال سقطت فعليا، لكن قوات الأسد لا تزال تقصف البلدة من قاعدة لحرس الحدود تبعد بضعة كيلومترات.

وفي حلب، تعرضت أحياء هنانو والشيخ خضر والصاخور وطريق الباب والشعار للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر في أحياء جمعية الزهراء والحمدانية والإذاعة بمدينة حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري، بينما تعرضت بلدات عندان وحريتان وكفرحمرة للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط قاعدة الصواريخ بمنطقة الشيخ سعيد، استخدمت على أثرها القوات النظامية الطائرات باستهداف المهاجمين وقصف المنطقة المحيطة بالقاعدة.

وفي حين قال التلفزيون السوري إن الجيش النظامي «طهر» أحياء عدة في حلب، ممن سماهم الإرهابيين والمرتزقة، واعتقل عددا كبيرا منهم، أكد العكيدي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر لا يزال مسيطرا على 90 في المائة من ريف حلب، فيما توسعت رقعة سيطرته على المدينة لتصل إلى 70 في المائة»، لافتا إلى أن «النظام لا يقوى على مواجهة قوات الجيش الحر إلا جوا، فيما لا يزال غير قادر على المواجهة برا».

وفي ريف حلب، تعرضت بلدات عندان وحريتان وكفرحمرة للقصف من قبل قوات النظام، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط قاعدة الصواريخ بمنطقة الشيخ سعيد استخدمت على أثرها القوات النظامية الطائرات باستهداف المهاجمين وقصف المنطقة المحيطة بالقاعدة.

وفي درعا، تعرضت قرى وبلدات ومدن في الريف لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، كما سجل انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المحافظة.

وفي حمص التي لا تزال مناطق عدة فيها تتعرض للقصف، أفيد بتهدم عدد من المنازل، وشهدت بلدة الحولة التابعة لريف حمص قصفا عنيفا بالهاون والصواريخ.

وفي إدلب، ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات النظام حاولت اقتحام مدينة أريحا بعشرات الآليات والمدرعات معززة بالطيران الحربي الذي يحلق فوق سماء المدينة، فيما نجح الثوار في تدمير عدد من الدبابات وأخرجوا قوات النظام من المنطقة.

وفي دوما، سجّل إطلاق نار كثيف من حواجز البلدية والكورنيش والبرج الطبي، بينما سجل سقوط قذائف دبابة في حارة الديرية حيث نفذت حملة مداهمات.