مصادر استخباراتية: خامنئي أعطى أوامر لفيلق القدس بشن هجمات خارجية

طهران تنفي مشاركة الزعيم الكوري الشمالي في قمة عدم الانحياز

TT

قالت مصادر استخبارية غربية إن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أعطى أوامر إلى الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري لشن هجمات ضد الغرب وحلفائه في مواجهة مخاطر سقوط النظام السوري الذي تعده طهران حليفا أساسيا وكذلك العقوبات وذلك وفقا لما نقلته صحيفة الـ«ديلي تلغراف» البريطانية أمس عن المصادر الاستخبارية. وحسب هذه المصادر فإن مجلس الأمن القومي الإيراني طلب تقريرا عن تداعيات سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وخلص التقرير الذي طلبه خامنئي إلى أن المصالح القومية الإيرانية مهددة من العقوبات الدولية المفروضة بسبب البرنامج النووي والدعم الغربي للمعارضة السورية. وقال التقرير حسب هذه المصادر إن إيران لا يمكن أن تظل سلبية إزاء هذه التهديدات، خاصة ما يتعلق بسوريا التي يمكن أن تعطل تواصل إيران مع حزب الله اللبناني. ونصح التقرير المرشد الإيراني بضرورة الإظهار للغرب أن هناك خطوطا حمراء لما يمكن قبوله في سوريا. وحسب «التلغراف» فإن قوة القدس كانت مسؤولة عن عدد من المخططات الخارجية في دول غربية بما فيها المخطط الذي أعلنت واشنطن إحباطه العام الماضي لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وكذلك مخطط مهاجمة حفل يوروفيجن الغنائي في أذربيجان وكذلك اعتقال إيرانيين في كينيا مع متفجرات وهجمات بقنابل على دبلوماسيين إسرائيليين. وتعتقد المصادر الاستخباراتية أن الوحدة 400 في فيلق القدس هي المسؤولة عن هذه المخططات باعتبارها تدير عمليات خارجية.

على صعيد آخر أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أمس أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون سيشارك في قمة حركة عدم الانحياز التي ستعقد في طهران نهاية الشهر الجاري رغم احتجاجات إسرائيل ودعوات الولايات المتحدة إياه إلى عدم المشاركة.

وقال المتحدث مارتن نيسركي إن كي مون «سينقل بشكل واضح مخاوف وتوقعات المجتمع الدولي» بشأن برنامج إيران النووي والإرهاب وحقوق الإنسان والحرب في سوريا. من جهتها نفت إيران أمس تقارير إعلامية أفادت أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون سوف يحضر قمة حركة عدم الانحياز المقررة في طهران الأسبوع المقبل.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لموقع التلفزيون الحكومي ووكالة الأنباء الطلابية (إيسنا) «حتى الآن، أعلن نحو مائة بلد (من أصل 120) مشاركتها، وستمثل قرابة ثلاثين منها على مستوى رئيس الدولة، ورئيس الوزراء، أو نائب الرئيس».

واعتبر الوزير الإيراني أن «هذا العدد جيد جدا، يمكن مقارنته بالأعداد المسجلة خلال القمم السابقة لدول عدم الانحياز»، مشيرا خصوصا إلى المشاركة المحتملة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي أثارت انتقادات في الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأكد من جانبه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست لوكالة إيسنا أن «هذه القمة هي أكبر حدث دبلوماسي في تاريخ إيران».

ولهذه المناسبة سيقوم الرئيس المصري محمد مرسي الذي سينقل لإيران الرئاسة الدورية للحركة، بأول زيارة لرئيس مصري إلى إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

كما يتوقع مشاركة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس اللبناني ميشال سليمان والزعيم الكوبي راؤول كاسترو من بين رؤساء الدول والحكومات الذين سيحضرون القمة وفق وسائل إعلام إيرانية.

وأعلن مهمان باراست أن إيران تنوي الاستفادة من السنوات الثلاث التي سترأس خلالها الحركة لجعلها «أكثر فعالية» في وقت «يعيش العالم وضعا ستكون فيه مصالح الدول المستقلة مهددة إذا لم تتخذ تدابير» لحمايتها من القوى الكبرى.

واعتبر من جانبه نائب الرئيس إبراهيم عزيزي في تصريحات نقلتها وكالة مهر أن «عقد هذه القمة سيظهر للعالم أن مؤامرات الاستكبار (الغرب) ضد حكومتنا عقيمة»، في إشارة إلى الجهود الغربية لعزل إيران اقتصاديا وسياسيا.

على صعيد آخر ذكر دبلوماسيون وخبراء غربيون أن المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة سيضغطون من جديد في محادثات مع إيران هذا الأسبوع من أجل السماح لهم بدخول منشأة عسكرية رئيسية لكن فرص العثور على أي أدلة على أبحاث يشتبه في صلتها بإنتاج قنبلة ذرية ربما ضعفت بسبب تنظيف الموقع.

وأصبحت زيارة مجمع بارشين العسكري أولوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع سعيها لوضع حد لما يرى الغرب أنه عرقلة إيرانية منذ فترة طويلة لتحقيق الوكالة في مزاعم بخصوص محاولات لتصميم سلاح نووي.

ويقول دبلوماسيون غربيون استنادا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية إن إيران هدمت بعض المباني الصغيرة وجرفت الأرض في بارشين في محاولة على ما يبدو لتطهير الموقع من أي أدلة قد تدينها حيث تعتقد الوكالة الدولية أن اختبارات لها صلة بأسلحة نووية أجريت داخل غرفة من الصلب ربما قبل نحو عشر سنوات.

وقال مبعوث: سمعت أن هناك في الوقت الحالي عملية تنظيف كبيرة جارية في بارشين. وقال المبعوث ودبلوماسيون آخرون إنه لم يتم رصد هذا النشاط إلا بعد أن ذكرت الوكالة اسم مجمع بارشين في تقرير مفصل في أواخر العام الماضي.

وقال دبلوماسي آخر معتمد لدى الوكالة الدولية إنه يعتقد أن إيران لن تسمح بدخول المنشأة إلا إذا كانت واثقة بشدة من أنه لن يتم العثور على شيء.

وتقول إيران إن بارشين الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة طهران موقع عسكري تقليدي ورفضت المزاعم التي أثيرت حوله بوصفها سخيفة.

وتقول وثائق ومسؤولون إن المحادثات بين مسؤولين كبار من الوكالة الدولية ومسؤولين إيرانيين، والمقرر أن تجرى يوم الجمعة في فيينا، يمكن أن تتيح لإيران فرصة في اللحظة الأخيرة للتأثير على فحوى التقرير إذا عرضت تقديم تنازلات بشأن دخول المواقع.

ويتوقع أن يؤكد تقرير الوكالة مجددا أن إيران ماضية قدما في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وسيرفع التقرير إلى مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة والذي سيجتمع في الفترة من العاشر حتى الرابع عشر من سبتمبر (أيلول) ويرجح أن يهيمن موضوع إيران على جدول الأعمال مرة أخرى.

وسيكون الاجتماع بين الوكالة وإيران هذا الأسبوع الأول بينهما منذ محادثاتهما في أوائل يونيو (حزيران) والتي انتهت بالفشل حيث وضعت إيران شروطا لكيفية إجراء التحقيق لم تكن مقبولة لمفتشي الوكالة.