تحركات إيرانية لإنقاذ الأسد.. والحرس الثوري: دعم النظام السوري مسؤوليتنا

مسؤول برلماني إيراني بارز في دمشق.. ووزير المصالحة السوري إلى طهران

علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني، لدى لقائه برئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام في دمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

يواصل النظام الإيراني تحركاته لإنقاذ حليفه نظام الرئيس السوري بشار الأسد من الانهيار على خلفية الانتفاضة الشعبية التي تشهدها بلاده، فبينما وصل مسؤول برلماني إيراني بارز إلى دمشق لبحث الأزمة السورية مع كبار المسؤولين في دمشق، أعلن مسؤول بارز في الحرس الثوري الإيراني أن دعم الأسد يقع على عاتق طهران لحماية «خط المقاومة والممانعة»، وبدوره أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عن أن لدى بلاده «مشروعا شاملا» لحل الأزمة السورية سيتم مناقشته على هامش قمة دول عدم الانحياز المقرر عقدها قريبا في العاصمة الإيرانية.

وقال حسين طائب رئيس دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني أمس إن إيران عليها مسؤولية دعم حكومة الأسد. ونقلت وكالة فارس للأنباء عن طائب قوله «علينا مسؤولية دعم سوريا وعدم السماح بكسر خط المقاومة».

ودعمت إيران الأسد في مواجهة إدانة دولية لقمعه الانتفاضة الشعبية ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود من الزمان معتبرة حكومته جزءا من جبهة مناهضة للغرب تضم أيضا حزب الله اللبناني.

وفي غضون ذلك، وصل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي صباح أمس إلى دمشق للقاء كبار المسؤولين السوريين وبحث العلاقات السورية الإيرانية معهم.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن بروجردي أن لجنة برلمانية إيرانية ستزور سوريا قريبا لمدة يومين لدعم العلاقات الثنائية والتشاور مع رئيس البرلمان ومسؤولين آخرين. وأضاف أن قمة حركة عدم الانحياز التي تشارك فيها 120 دولة نامية في طهران توفر فرصة جيدة لمناقشة الأزمة السورية. وتابع «هذه القمة فرصة جيدة للدول الأعضاء بالحركة لمناقشة الأوضاع في هذه الدولة (سوريا).. حتى تحل الأزمة قريبا».

وهذه هي الزيارة الثانية لمسؤول إيراني بعد تلك التي قام بها سعيد جليلي ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي بزيارة دمشق في الثامن منه والتقى خلال زيارته الأسد.

ولم يفصح الدبلوماسي عما إذا كانت زيارة بروجردي ترمي إلى دعوة الأسد لحضور قمة دول عدم الانحياز. وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أعلن أن إيران ستقدم اقتراحا لتسوية النزاع في سوريا خلال قمة دول عدم الانحياز التي ستعقد في 30 و31 أغسطس (آب).

ولم يعط أي توضيحات حول طبيعة هذا «الاقتراح» لكنه أكد أنه «عقلاني ومقبول» من كل الأطراف وأنه «سيكون من الصعب جدا معارضته».

وسبق أن عرضت إيران مساعيها لحل الأزمة السورية الدامية في يوليو (تموز) الماضي لكن هذا العرض تجاهلته المعارضة والدول العربية والغربية التي تدعمها.

كما نظمت إيران اجتماعا وزاريا تشاوريا للدول التي لها «موقف واقعي» من الأزمة السورية، دعت فيه أمام ممثلي 29 بلدا، إلى فتح حوار وطني في سوريا.

وبدوره، أعلن رامين مهمانبرست أمس ف مؤتمر صحافي عقده في طهران أن «مشاورات ستجر عل هامش انعقاد القمة السادسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز مع الدول الت لديها وجهات نظر متفقة مع طهران، بخصوص مشروع شامل قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحل الأزمة السورية».

وصرح مهمانبرست بأن الإمكانات متاحة، على هامش المؤتمر، لمناقشة مشروع إيران الشامل حول الأزمة السورية، وقال إن «هذه المشاورات يمكن أن تساعد ف إنجاح الخطط لحل الأزمة السورية وأن تبق عل جدول الأعمال بعد المؤتمر»، وأضاف أن مقترحات لحل الأزمة السورية قدمت ف اجتماع طهران التشاوري حول سوريا والذي عقد مؤخرا مشيرا إلى أن أحد المقترحات كان يتعلق بتشكيل مجموعة اتصال بمشاركة دول ذات تأثير ف هذا المجال.

وأشار إلى الاقتراح الذ قدمه الرئيس المصر محمد مرسي أمام الاجتماع الاستثنائ لدول منظمة التعاون الإسلام ف مكة المكرمة، وقال إن «السيد مرسي اقترح إجراء مشاورات بين الدول الأربع إيران ومصر وتركيا والسعودية باعتبارها دولا مؤثرة، لحل الأزمات المختلفة بالمنطقة»، وأضاف أن وزيري خارجية إيران ومصر أجريا حتى الآن اتصالين هاتفيين بعد اجتماع مكة المكرمة.

وفي غضون ذلك وصل وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر إلى طهران أمس لإجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين وفي مقدمتهم وزير الخارجية علي أكبر صالحي وللبحث على ما يبدو في مسألة تشكيل مجموعة اتصال لحل الأزمة السورة «سياسيا»، بحسب وكالة إرنا.