في أكثر الشهور دموية منذ انطلاق الثورة: مجزرة جديدة في داريا نفذت بإعدامات ميدانية

أنباء عن انشقاق قائد الفرقة السابعة في الجيش السوري.. وناشطون في درعا: الحراك سويت بالأرض

سوريون يقفون في طابور بمدينة حلب السورية لشراء الخبز أمس (أ.ف.ب)
TT

غداة إعلان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن شهر أغسطس (آب) الحالي يعد «الأكثر دموية» منذ اندلاع الثورة السورية، انضم أكثر من 100 شخص أمس إلى قافلة قتلى هذا الشهر، معظمهم في داريا في ريف دمشق التي شهدت مجزرة، ذهب ضحيتها 73 قتيلا بينهم أطفال ونساء، كما أكدت لجان التنسيق المحلية على موقعها على الإنترنت. وجاء ذلك وسط تواصل القصف على مدن في محافظات درعا وريف دمشق ودير الزور وحلب، بينما شهدت أحياء العاصمة اشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر.

وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن شهر أغسطس الحالي يعد «الأكثر دموية» منذ اندلاع الثورة السورية، وذلك بعد مقتل أكثر من 3 آلاف مدني، و918 عنصرا من القوات النظامية، و38 منشقا عن الجيش السوري. وأكد عبد الرحمن في وقت سابق أن 17281 مدنيا قتلوا خلال الأشهر الـ17 الأخيرة، و6163 عنصرا من قوات النظام، و1051 جنديا منشقا. ويضاف إلى هذه الحصيلة «أكثر من 200 جثة تم دفنها دون أن يتمكن أحد من التعرف عليها»، بحسب مدير المنظمة.

وميدانيا، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بوقوع مجزرة في داريا وقع ضحيتها 73 قتيلا بينهم نساء وأطفال. وذكرت اللجان أن قوات جيش النظام ارتكبت مجزرة بحق أهالي داريا، وأشارت إلى أن معظم القتلى «تم قتلهم بطريقة الإعدام الميداني في أحد الأقبية بالقرب من مسجد أبو سليمان الديراني»، مؤكدة عدم قدرة الطاقم الطبي من الوصول إلى الجرحى بسبب الانتشار الأمني الكثيف ومحاصرة المكان. وقالت الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية ريما فليحان لـ«الشرق الأوسط» إن الإعدام الميداني «لم يقتصر على العسكريين أو أعضاء المعارضة المسلحة، بل شمل المدنيين»، مشددة على أن «هذا السلوك الذي يتبعه الجيش النظامي بعد دخوله مواقع قتال مع الجيش السوري الحر، بات سلوكا ممنهجا، حيث تعمد القوات النظامية إلى تنفيذ أحكام الإعدام الميدانية بشكل عشوائي»، مشيرة إلى أن هذا السلوك «نفذ قبل يومين بحق صحافي يعمل في جريدة (تشرين) الموالية للنظام يُدعى مصعب، وقد أعدم برصاصة في الرأس». وقالت فليحان إن القوات النظامية «تخطت جميع الخطوط الحمراء، حيث لا تتوانى عن ارتكاب المجازر اليومية»، معربة عن اعتقادها أن طريقة الإعدام الميداني «يهدف من ورائها النظام إلى إرعاب الناس وترهيبهم».

وليس بعيدا عن داريا التي اقتحمتها القوات النظامية أمس، بعد اشتباكات مع الجيش الحر، شهدت منطقة النشابية في ريف دمشق «إطلاق نار كثيفا وعشوائيا من حاجز قوات النظام الموجود على دوار النشابية باتجاه ساحة المخفر».

ترافق ذلك، بحسب لجان التنسيق المحلية، مع تحليق للطيران المروحي في سماء البلدة. كما تعرضت مدينة عربين وأطراف زملكا وكفر بطنا إلى قصف عنيف، وسمعت انفجارات ضخمة هزت المدينة. ومن جهتهم، أفاد ناشطون بأن القوات النظامية السورية مدعمة بدبابات حاصرت حي نهر عيشة من محاور عدة.

أما العاصمة دمشق، فلم تكن بمنأى عن التطورات التي شهدها يوم أمس، إذ أفاد ناشطون باقتحام القوات النظامية قدسيا في دمشق ليل السبت وسط إطلاق نار كثيف. كما ذكر ناشطون أن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامين اندلعت في حيي القدم وتشرين في العاصمة. والى جنوب سوريا، قال المركز الإعلامي السوري إن جيش النظام «سوى مدينة الحراك بريف درعا بالأرض»، بعد اقتحامها، وإن الجيش الحر اضطر للانسحاب من المدينة حفاظا على أرواح المدنيين، وبسبب نقص الذخيرة، وفقا لأحد القادة الميدانيين من الجيش السوري الحر في المدينة أسامة سلامات.

وتحدث المركز الإعلامي السوري عن قصف صاروخي ومدفعي عنيف على درعا البلد.

من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن قصف عنيف تعرض له منطقة ناحتة في درعا بالطيران المروحي والصواريخ، بينما قصفت الدبابات الموجودة عند مسجد بلال والنادي منطقة درعا البلد وسط حالة رعب بين الأهالي. أما داعل، فقد شهدت تحليقا للطيران الحربي والمروحي في سماء مدينة.

وتعليقا على الدمار الذي حل في الحراك، قالت الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية ريما فليحان لـ«الشرق الأوسط» إن «الحراك سويت إلى الأرض، ولم يبقَ فيها حجرا على حجر، إذ تعرضت لعملية تدمير شامل جراء القصف بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة». وقالت إن «النظام السوري يرتكب جرائم حرب في سوريا بحق السوريين، إذ يعمد إلى أسلوب الإبادة الجماعية للمعارضين وللمدن، حيث تعمد قواته إلى هدم مساكن المعارضين واستهداف المسعفين، بينما يتولى القناصة قتل المعارضين سواء كانوا مسلحين أم مدنيين».

وفي حمص التي شهدت قصفا متقطعا في بعض المناطق، أفادت لجان التنسيق المحلية بقصف عنيف تعرضت له مدينة القصير بالصواريخ والدبابات، ترافق مع إطلاق نار كثيف. وقالت مصادر ميدانية لبنانية متاخمة لمنطقة القصير الحدودية لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف بدأ عند ساعات الصباح الأولى من ثلاثة محاور، وسمعت انفجارات في مدينة القصير نتيجة قصف مدفعي عنيف تلا اشتباكات مع الجيش الحر في منطقة وادي النصارى وعلى تخوم الحدود اللبنانية». وأشارت المصادر إلى أن «أعمدة الدخان تشاهد من بعيد».

في سياق متصل، أعلن المجلس الوطني السوري في بيان تلقيه «نداء استغاثة من داخل مدينة حمص التي يعاني أهلها الصامدون من حصار ظالم مستمر منذ 80 يوما».

واتهم المجلس النظام «بمنع الغذاء والدواء عن آلاف المدنيين المحاصرين، وقصف البيوت والملاجئ والمستشفيات»، محذرا من أن «آلاف العائلات التي يشملها الحصار في أحياء حمص القديمة - بما تضمه من أطفال ونساء - تعاني من خطر المجاعة». وفي حلب، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن قصف تعرض له حي سيف الدولة في حلب، بينما تعرضت مدينة إعزاز إلى قصف بالطائرات الحربية. وقال ناشطون إن حي سيف الدولة شهد معارك ضارية وحرب شوارع بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر.

وأفاد ناشطون بوجود اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام بالقرب من ساحة حي حلب الجديدة وسط محاولة قوات النظام اقتحام أحياء حلب القديمة.

وفي حماه، قالت لجان التنسيق المحلية إن قصفا عنيفا تعرضت له منطقة كرناز، أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى. وذكرت أن القصف انطلق من الحواجز الموجودة على أطراف المدينة. كما وردت أنباء عن سقوط قتلى في صوران في حماه نتيجة قصف قوات النظام للمدينة. وفي دير الزور، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين جراء سقوط قذيفة «آر بي جي» عليهم في المدينة. كما سجل وقوع 5 قتلى جراء القصف العنيف على مدينة بقرص.

إلى ذلك، أكدت مصادر في المعارضة السورية والجيش الحر أن قائد الفرقة السابعة في الجيش السوري اللواء محمد موسى الخيرات وصل الأراضي الأردنية أمس السبت، بعد انشقاقه عن النظام السوري.

وذكرت قناة «العربية» نقلا عن المصادر أن «اللواء دخل الأردن برفقة عائلته، ويعد الخيرات ثاني ضابط رفيع برتبة لواء يصل إلى المملكة».

من جهة ثانية، قالت أرزو القدومي زوجة مراسل قناة «الحرة» في سوريا بشار فهمي إن السلطات السورية تحتجز زوجها برفقة مصوره التركي الجنسية جنيت أونال، وذلك بحسب تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وكانت شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية قد نقلت الجمعة عن القدومي قولها إنها تلقت «تقارير من شهود العيان أكدت أن زوجها على قيد الحياة ومصاب في كتفه ومحتجز لدى السلطات السورية».

وكان بشار فهمي، وهو صحافي أردني من أصل فلسطيني يعمل مراسلا لقناة «الحرة» في تركيا، قد فقد مع مصور القناة التركي جنيت أونال مباشرة بعد دخولهما الأراضي السورية لتغطية العمليات القتالية الدائرة هناك.