بنادق تتّحد على الأرض على الرغم من خلافات القيادات .. وجهود لتوحيد الصفوف

اجتماع قريب في إسطنبول بين كبار الضباط المنشقين الموجودين في تركيا والأردن

مقاتلان من قوات المعارضة في مواجهة مع القوات الموالية للنظام السوري في أحد الأحياء بمدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

على الرغم من «تشرذم» الفصائل العسكرية المعارضة على أرض المعركة السورية، مما يعكس ذلك على التصريحات في أحيان كثيرة بين القادة العسكريين، يؤكّد الجميع على أنّ البنادق تتوحّد على أرض المعركة وكلّ هؤلاء يعملون تحت مظلّة واحدة هي الجيش السوري الحر. لكن المشكلات الأساسية تكمن في خلاف القيادات لا سيما منهم العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الأسعد، إضافة إلى صعوبة التواصل بين فصائل الداخل والخارج في سرعة وتيرة الانشقاقات بحسب ما قال أديب الشيشكلي، عضو المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط».

واعتبر الشيشكلي الذي اجتمع منذ أيام قليلة مع عدد من القادة في الداخل، أنّ هناك تجاوبا ونيّة حقيقية لدى هؤلاء على كل المستويات لتوحيد صفوفهم، وهذا ما بدأ ينعكس بشكل واضح على الأرض وسيعلن عنه في الأسابيع القليلة المقبلة. ولفت الشيشكلي إلى أنّ الأمر بدأ يتبلور بشكل أكبر منذ إعلان الحكومة الأميركية موافقتها على تقديم الدعم وتسليح الجيش الحر شرط توحيد الصفوف، وهذا ما تعمل عليه أيضا «مجموعة الدعم السورية» التي تتولّى مهمّة تلقي المساعدات للجيش الحر.

من جهته، أكد فهد المصري، مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة في الجيش الحر، أنّ هناك مفاجآت كثيرة، على صعيد توحيد صفوف الجيش الحر والجهود العسكرية، وهذا ما سيعلن عنه كأبعد تقدير في نهاية الشهر الحالي، إضافة إلى عودة بعض القيادات العسكرية إلى الداخل السوري لتدير العمليات انطلاقا من الأراضي المحرّرة بعدما فرض الجيش الحر سيطرته على 70 في المائة من سوريا، على الرغم من كل الأخطار التي قد يتعرّضون إليها.

وعما إذا كان هناك أي دور لتركيا في هذا الأمر أو أي دول أخرى، قال المصري «بالتأكيد هناك جهود من دول عدّة داعمة للشعب السوري ولثورته وللمؤسسة العسكرية المتمثلة بالجيش الحر». ولفت المصري إلى أنّ العمل على توحيد الصفوف سيشمل كل القادة والفصائل العسكرية في الداخل والخارج وسينعكس إيجابا على صعيد العمل الميداني والعسكري لهؤلاء، مضيفا «كل عسكري منشق هو جزء من الثورة وكل ضابط هو شخصية وطنية له التقدير والاحترام وستكون له مكانة داخل الجيش الحر، لذا عملنا الأساسي ينصب على إزالة الخلافات بين كل الأطراف لردم كل الفجوات بين القيادات وللعودة في ما بعد إلى داخل سوريا». ويلفت المصري إلى أنّ جهود توحيد الصفوف هي مطلب أساسي للشارع السوري الذي تظاهر منذ أسبوعين مطالبا بوحدة الجيش الحر.

بدوره، قال نائب رئيس الأركان في الجيش الحر العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» إنّ جهود توحيد صفوف فصائل الجيش الحر وكتائبه متواصلة، حتى إن شخصيات مهمّة ودول تدخل على هذا الخط للوصول إلى نتائج إيجابية، لافتا إلى أنّه قد توصل كلّ الفرقاء في وقت سابق إلى وضع خطّة أساسية لتوحيد الصفوف، والآن يبقى أمامنا تفعيل هذه الخطة. وفي حين لفت الحمود إلى أنّ الخلافات الأساسية تكمن بين القيادات لا سيما بين العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش الحر والعميد مصطفى الشيخ قائد المجلس العسكري للجيش الحر، معتبرا أنّه على بعض الأشخاص التنازل ليكونوا على مستوى الثورة الشعبية، أكد أنّه على الأرض كلّ البنادق تتوحّد لنصرة الثورة وتختفي هذه الخلافات، وهذا دليل على أنّ الثوار والفصائل تسبق القيادات. ورأى الحمود أنّه عندما تتوحّد مصادر التمويل التي لا تزال لغاية اليوم مقتصرة على المالي واللوجيستي، وتصّب كلّها في جهة واحدة عندها يصبح من السهل الوصول إلى توحيد الصفوف وهذا هو المطلب الأساسي للقواعد على الأرض، إضافة طبعا إلى الاعتراف الرسمي بالجيش الحر من قبل الدول وتزويده بالمال والسلاح لتسريع عملية سقوط النظام.

من جهته، كشف رئيس المكتب الإعلامي الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية العميد الركن محمد أنور سعد الدين أن اجتماعا سيعقد في إسطنبول خلال أيام بين كبار الضباط العسكريين المنشقين الموجودين في تركيا والأردن لتوحيد الصفوف والرؤى بين المجالس العسكرية في المحافظات ومكونات الثورة السورية، وبحث كيفية تجميع الثوار تحت قيادة واحدة مشتركة.

وأكد سعد الدين أن القيادة العسكرية المشتركة تتواصل يوميا مع المجالس العسكرية في مختلف أنحاء سوريا، مؤكدا وجود تجاوب من تلك القيادات لكنه لا يزال محدودا، معبرا عن خشيته من «صوملة» سوريا.

وتحدث عن مشكلة وعقبة كبيرة تعيق توحيد الصفوف تتعلق بالولاءات بين صفوف الثوار لجهات تقدم لهم الدعم، وناشد الشخصيات والمنظمات التي تقدم الدعم للثوار المساعدة والسعي من أجل توحيد صفوف الثوار داخل سوريا، والتواصل مع القيادة العسكرية المشتركة لتحقيق هذا الهدف.