وزير الإعلام الأردني لـ «الشرق الأوسط»: لا توجد خلايا نائمة بالمعنى العسكري في مخيم الزعتري

اليونيسيف تدعو العالم لجمع 54 مليون دولار لتلبية احتياجات الأطفال السوريين في الأردن

لاجئون سوريون يصلون إلى مخيم الزعتري أمس (إ.ب.أ)
TT

نفى وزير الإعلام الأردني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، سميح المعايطة ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن وجود خلايا نائمة بين اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري في محافظة المفرق شمال شرقي عمان. وقال لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «لا توجد - بالمعنى العسكري - خلايا منظمة ومسلحة ولديها خطط للقيام بأعمال تخريبية، وتنتظر الأوامر لتنفيذها»، لكنه اعترف أن هناك من بين اللاجئين من هو مؤيد للنظام السوري أو مؤيد للرئيس بشار الأسد نتيجة المعاناة والظروف النفسية التي يعيشها اللاجئون السوريون في المخيم.

وقال المعايطة إن الأجهزة الأمنية في العادة تفصل هؤلاء اللاجئين (من أتباع النظام) عن اللاجئين المعارضين له، كي لا يحدث احتكاك أو إثارة للمشاكل داخل المخيم، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية «لا تتخذ أي إجراءات قانونية بحقهم؛ خاصة أنهم لم يقوموا بأي نشاطات مخالفة للقانون الأردني».

وكانت السلطات الأردنية قد سجلت أسماء أكثر من 150 لاجئا طالبوا بالعودة إلى بلادهم، تمهيدا لترحيلهم عبر الشريط الحدودي أو نقلهم إلى المركز الحدودي في منطقة جابر الأردنية.

وكانت بعض وسائل الإعلام قد نقلت - عمن قالت: إنها مصادر أردنية مطلعة - أن الأجهزة الأمنية الأردنية تمكنت من القبض على أفراد خلايا نائمة بمخيم الزعتري، وأن حالة التأهب لا تزال مسيطرة على الأجهزة الأمنية في المخيم بحثا عن المزيد من هذه الخلايا. وذكرت في هذا السياق أن الأجهزة الأمنية «تمكنت أول من أمس من القبض على تسعة من أفراد خلية نائمة، تزامنا مع اعتصام نفذه نحو 250 لاجئا سوريا مطالبين بترحيلهم من مخيم الزعتري، وإعادتهم إلى الأراضي السورية بسبب سوء الأحوال المعيشية في المخيم». وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام، فإن هذه الخلايا الموجودة حاليا في الأردن كانت تقيم في مدينة «درعا»، وهم عملاء لأجهزة الأمن السورية، وأصبحوا فيما بعد ملاحقين من قبل الجيش الحر.

ومن جانبه، أكد مدير مخيم «الزعتري» محمود العموش أن المحتجين من اللاجئين السوريين، والذين قاموا بأعمال شغب، كانوا قد تقدموا للسلطات بالمخيم بطلبات إعادة لبلدهم، مشيرا إلى أن التعليمات تنص على ضرورة أن يتقدم الراغب بالعودة لبلده من اللاجئين باستدعاء مرفق بإقرار خطي من قبل كل منهم شخصيا، لافتا إلى أنه قد تمت إعادة 102 من هؤلاء المحتجين إلى بلدهم، من أصل نحو 120 محتجا وجميعهم أفراد وليسوا عائلات.

وأشار العموش إلى أن 2018 لاجئا سوريا جديدا دخلوا أول من أمس إلى المخيم، في حين بلغ العدد الكلي للاجئين السوريين بالمخيم وفق آخر الإحصائيات 18 ألف لاجئ.

ويتراوح عدد اللاجئين السوريين في الأردن حاليا حسب تقديرات السلطات الرسمية بنحو 180 ألفا، وذلك منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس (آذار) 2011. من بينهم نحو 60 ألفا بين مسجل وبانتظار التسجيل لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

على صعيد آخر، حذرت وزارة الخارجية المصرية مواطنيها من التسلل عبر الأردن إلى سوريا أملا في الهجرة منها بصورة غير مشروعة إلى تركيا ولبنان المجاورتين.

وقال المتحدث الرسمي باسمها الوزير المفوض عمرو رشدي الاثنين إنها تشعر بالدهشة البالغة لاستمرار تلك المحاولات رغم التحذيرات المتكررة والمشددة التي أطلقتها، وسفارتا مصر في دمشق وعمان، من العواقب الوخيمة التي تكتنف تلك المحاولات.

وأشار إلى وفاة شخص متجمدا من البرد القارس، ومقتل وإصابة عدد منهم في أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية بصورة غير مشروعة. وقال: إن أحدث تلك المحاولات قام بها قبل عدة أيام أربعة أشخاص وتم اعتقالهم على يد الأمن الوقائي الأردني، ثم صدر قرار بإبعادهم إلى مصر بالتنسيق مع المكتب العمالي بالسفارة المصرية في عمان.

بدورها دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس إلى «تقديم دعم مالي عاجل للأردن من خلال جمع 54 مليون دولار، استجابة لاحتياجات طارئة لأعداد متزايدة من الأطفال السوريين الذين لجأوا إلى الأردن مع عائلاتهم، بما في ذلك احتياجات خاصة بالصحة والحماية وخدمات المياه والصرف الصحي.

وقالت المنظمة في بيان صحافي وزعته على وسائل الإعلام في عمان إنها «توجه نداء للمساعدة والتبرع لتغطية تكاليف الإغاثة والمساعدة للاجئين السوريين في الأردن، وخصوصا الأطفال الذين ارتفعت معدلات تدفقهم إلى الأردن مؤخرا، والتي تقدر بـ54 مليون دولار أميركي».

وأوضحت المنظمة أن قرابة 17 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، يعيشون حاليا كلاجئين في مخيم (الزعتري) بمحافظة المفرق. ونقل البيان عن دومينيك هايد، ممثلة (اليونيسيف) في الأردن، توقعها بأن عدد اللاجئين في (الزعتري) سيصل إلى 70 ألفا مع نهاية هذا العام، وأن المساحات «الصديقة» للأطفال بالمخيم في الوقت الراهن تكفي 2500 طفل.

كما توقعت هايد «قدوم 35 ألف طفل إلى المخيم، وهم سيكونون في حاجة ماسة لأماكن آمنة إضافية، وغيرها من أشكال الدعم». ويشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين الذين يصلون يوميا إلى الأردن ارتفع خلال الأسبوع بمعدل تجاوز ألفي لاجئ يوميا.