الأهالي يهربون.. وقوات النظام السوري تواصل حملتها العنيفة في ريف دمشق وحلب

اتهامات متبادلة حول المسؤولية عن مجزرة في زملكا

TT

عادت السخونة إلى مدينة دمشق وريفها، مع استمرار القوات النظامية السورية في حملتها العسكرية العنيفة الهادفة إلى القضاء على بؤر الانتفاضة في العاصمة ومحيطها، بينما استمرت المعارك المتنقلة في حلب وريفها وإدلب ودرعا وحمص، والتي أدت إلى سقوط 84 قتيلا حتى مساء أمس، وفق حصيلة أولية أعلنتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان في السادسة من مساء أمس.

وتركزت عمليات القصف والاشتباكات بشكل عنيف في ريف دمشق، في ما يبدو أنه جبهة جديدة فتحتها القوات النظامية للسيطرة على العاصمة. وقال ناشطون من المعارضة السورية إن ما لا يقل عن 27 شخصا قتلوا في قصف جوي وبري لضواح على الأطراف الشرقية لدمشق في حملة عسكرية لوقف هجمات الكر والفر التي تشنها المعارضة المسلحة على القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وأضافوا، أن «كثيرين آخرين قتلوا عندما دخلت القوات لفترة وجيزة أحياء بعد القصف والضربات الجوية، ونفذت عمليات إعدام دون محاكمة قبل أن تنسحب». وذكر الناشطون أن آلاف الأسر فرت من المنطقة في أكبر عملية نزوح من العاصمة منذ بدأت الانتفاضة ضد الأسد.

وشهدت مناطق عدة من سوريا، لا سيما ريف دمشق وحلب وحمص، عمليات قصف واشتباكات عنيفة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات تدور بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين على أطراف حي القابون شمال شرقي دمشق، بينما «تتعرض بلدة زملكا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية».

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن من وصفتهم بـ«إرهابيين» أقدموا على ذبح رجال ونساء سوريين في منطقة زملكا في ريف دمشق لتحريض الجيش على الرد، و«تأليب الرأي العام» ضد سوريا عشية اجتماع لمجلس الأمن الدولي. ونقلت الوكالة عن مصدر في محافظة ريف دمشق أن «الإرهابيين جمعوا جثامين الضحايا ووضعوها في جامع الشيخ عسكر وقاموا بتفخيخ الجامع، وهم يخططون لإطلاق قذائف الهاون على الجيش السوري من هناك كي يجبروه على الرد». وأشارت الوكالة إلى أنه «سواء تم الرد أم لم يتم.. فإن الإرهابيين سيفجرون الجامع ويتهمون الجيش بقصفه وارتكاب مجزرة لتأليب الرأي العام العالمي ضد سوريا عشية الاجتماع الوزاري المقرر لمجلس الأمن».

وفي ريف دمشق أيضا، استخدمت القوات النظامية المروحيات في قصف بلدة سقبا ومحيطها، بحسب المرصد الذي أكد تعرض مدينة الزبداني (شمال دمشق) للقصف أيضا، بينما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى «قصف عنيف تتعرض له مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالطيران الحربي التابع لجيش النظام».

وفي إدلب، لفت المرصد إلى سقوط ثلاثة قتلى بينهم مقاتلان معارضان في اشتباكات مع القوات النظامية بريف جسر الشغور. وأوضح أن القوات النظامية اقتحمت مدينة أريحا وبدأت بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات. وذكر المرصد أنه في مدينة حمص تتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح، بالإضافة إلى أحياء حمص القديمة، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، مضيفا أن القصف على مدينة الرستن في الريف أدى إلى مقتل شخص.

وفي مدينة حلب، أشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي العامرية، بالإضافة إلى تعرض أحياء عدة في المدينة للقصف من قبل القوات النظامية. ورأت صحيفة «الوطن» الخاصة القريبة من النظام أن قدرة الجيش النظامي في حلب على «تطهير أحياء الإذاعة والعامرية وتل الزرازير من المسلحين في يوم واحد دلالة على جهوزيته العالية للمضي في عملية تطهير باقي أحياء المدينة». وأضافت: أن «تطهير الأحياء السابقة فتح الباب أمام وحدات الجيش للتقدم نحو حي السكري، الحاضنة الثانية والأخيرة للمسلحين».

وأعلنت «سانا» أن «الجيش السوري ضبط أثناء تمشيطه لأحياء صلاح الدين والعامرية والحشكل وتل الزرازير بحلب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر»، لافتة إلى أن «الأسلحة المضبوطة شملت مدفعي هاون، و3 رشاشات بي كي سي، وعددا من رشاشات الدوشكا وقذائف آر بي جي وقناصات ناتو وبنادق آلية وبواريد بومبكش وذخيرة وقنابل متنوعة ومعدات طبية وأدوية مسروقة». كما أفادت الوكالة عن «عملية نوعية للأجهزة الأمنية المختصة في حي السيد علي بحلب تسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وتدمير مقراتهم».

أما في درعا جنوبا، فنفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في المدينة، بحسب المرصد، الذي أشار إلى تعرض قرى جبل شحشبو في حماه (وسط) للقصف من قبل القوات النظامية التي تستخدم الطائرات الحوامة.

وارتفعت حصيلة تفجير السيارة المفخخة الذي استهدف موكب تشييع شخصين مواليين للنظام في مدينة جرمانا بريف دمشق أول من أمس، التي تقطنها غالبية درزية ومسيحية، إلى 27 قتيلا وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت حصيلة سابقة للتلفزيون السوري الحكومي أشارت إلى سقوط 12 قتيلا في التفجير إضافة إلى 48 جريحا.