العربي يلتقي الإبراهيمي الأسبوع المقبل لبحث تطورات الأوضاع في سوريا

بن حلي: سوريا دخلت في مستنقع يهدد النسيج الوطني للدولة

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، سوف يلتقي المبعوث المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي يوم السبت المقبل لمناقشة القرارات، التي سيوصيبها اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر يومي الأربعاء والخميس المقبلين، كما سيطلع الإبراهيمي، العربي على نتائج اتصالاته التي أجراها في نيويورك وأهمية حصوله على دعم دولي لإنجاز مهمته الأولى وهي وقف إطلاق النار.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن «الأيام القادمة سوف تشهد نشاطا مكثفا داخل أروقة الجامعة وفي اجتماعاتها الرسمية، خاصة أن الرئيس المصري محمد مرسي سوف يحضر الجلسة الافتتاحية ويعرض أفكارا تتعلق بالحل السياسي في سوريا وفق مبادرته التي أطلقها في مكة أثناء انعقاد القمة الإسلامية».

ومن المقرر أن يناقش وزراء الخارجية العرب عددا من الملفات الساخنة على رأسها سوريا واليمن وليبيا وفلسطين وإعادة هيكلة الجامعة العربية وتطويرها وفق المرحلة الحالية، كما يعرض الدكتور العربي رؤية الجامعة حول إعادة الهيكلة وتطويرها، كما سيقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) رؤية متكاملة لتحريك ملف القضية الفلسطينية قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الجاري.

واعتبر نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أن مشاركة الرئيس المصري مرسي في الجلسة الافتتاحية هي بمثابة دعم كبير ومساندة للعمل العربي المشترك. وقال بن حلي لـ«الشرق الأوسط» إن «اجتماع وزراء الخارجية العرب سوف يناقش موضوعات في غاية الأهمية، مثل قضية فلسطين باعتبارها أحد الاهتمامات الكبرى في العمل العربي المشترك». وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن سيشارك بنفسه في اليوم التالي، حيث يطرح كل التطورات الخاصة بالقضية والتحرك السياسي العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ملف المصالحة الوطنية، كما سيولي الاجتماع أهمية للقدس التي أصبحت مهمشة بشكل خطير.

وأضاف بن حلي: «كما يقدم الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي تصوره لهيكلة الجامعة وإعادة تطويرها من منظور يواكب الأحداث المستمرة على الساحة في الوطن العربي، مع مراعاة البعد الإنساني وحقوق الإنسان والديمقراطية». وأشار إلى أنه من بين القضايا المطروحة أيضا تقديم الدعم المالي لليمن لإعادة الإعمار ومعالجة التداعيات مع الأحداث الدامية التي شهدها مؤخرا.

وحول الوضع في سوريا، قال بن حلي: «إنها الشغل الشاغل للجميع وستحظى بالاهتمام في إطار تقديم أفكار جديدة ومقترحات لاحتواء الأزمة». وردا على سؤال خاص بعدم اعتراف الرئيس السوري بشار الأسد بما يحدث في بلاده، قال بن حلي: «لا أعتقد أن الدماء التي تسقط يوميا لا تثير الضمير الإنساني، وسوف يسجل التاريخ ويحاسب كل من له يد في أعمال القتل والتخريب والدمار»، مضيفا أن سوريا دخلت في مستنقع ومرحلة تهدد النسيج الوطني للدولة.

وعما إذا كانت الجامعة والأمم المتحدة سوف تدعمان وتساندان المقترح المصري لحل الأزمة والقائم على مجموعة الاتصال، والتي تضم كلا من مصر وإيران والسعودية وتركيا، قال بن حلي إن «الجامعة مع كل مبادرة أو مساع لوقف الدماء في سوريا، والتي يجب أن تركز على وقف إطلاق النار أو هدنة لإطلاق الحل السياسي، لأن أي عمل سياسي لن يكتب له النجاح في ظل استمرار إطلاق المدفعية الثقيلة»، مؤكدا أن الجامعة تقوم بدورها مع كل أطراف الأزمة.

ومن المقرر أن تبدأ أعمال الدورة 138 على مستوى وزراء الخارجية العرب يومي الأربعاء والخميس المقبلين برئاسة لبنان والذي يمثله وزير الخارجية عدنان منصور، ويناقش الاجتماع 18 بندا مدرجا على جدول الأعمال، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في اليمن في ضوء ما تشهده الساحة اليمنية من حراك سياسي وميداني، بهدف الحصول على الدعم العربي للمبادرة الخليجية بشأن اليمن، وأيضا تطورات الأوضاع في ليبيا، بعد تسلم المؤتمر العام مهام السلطة هناك من المجلس الوطني الانتقالي.

وسوف يسبق الاجتماع، اجتماعان وزاريان، أولهما اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة رئيس وزراء (ووزير الخارجية) دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم لمناقشة آخر تطورات الأوضاع بعد اجتماع مجلس الأمن الأخير. وثانيها اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة تنفيذ قرارات قمة بغداد برئاسة وزير خارجية العراق هوشيار زيباري، وتضم ترويكا القمة العربية (العراق وقطر وليبيا) وترويكا مجلس الجامعة وتضم (الكويت وقطر ولبنان)، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لمتابعة تنفيذ قرارات قمة بغداد.