انفجار سيارة مفخخة في جرمانا يقتل 10 معظمهم من النساء والأطفال

العقيد الكردي لـ «الشرق الأوسط»: النظام يقف وراءه لإحداث شرخ بين الدروز والثورة

TT

قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص معظمهم من النساء والأطفال، وجرح عدد آخر في انفجار سيارة مفخخة في شارع الوحدة بمنطقة جرمانا التابعة لمحافظة ريف دمشق.

ونقلت وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» عن مصدر محلي أن «عبوة ناسفة انفجرت في شارع الوحدة قرب دوار الرئيس في منطقة جرمانا، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وجرح آخرين، إضافة إلى تدمير واحتراق عدد من السيارات». مشيرا إلى أن «دوي الانفجار كان قويا وسمع من مسافات بعيدة».

في هذا الوقت، أبدى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي اعتقاده بأن «النظام السوري وأجهزته الأمنية تقف وراء تفجير جرمانا، من أجل إيجاد شرخ بين أبناء هذه المنطقة ذات الغالبية الدرزية والثوار». وأكد الكردي في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» أن «هناك معلومات لدى الجيش الحر بأن النظام هو من يقف وراء هذا التفجير، بسبب انضمام أبناء منطقة جرمانا من إخوتنا من الطائفة الدرزية الكريمة إلى صفوف الثورة بشكل قوي، ولذلك هو يسعى إلى تعميق الشرخ بشكل كبير لأنه عجز في السابق عن ذلك». وقال الكردي: «نحن ليست لدينا أي خطة أو هدف عسكري أو أمني في هذه المنطقة، كما أن رفاقنا في الكتائب العسكرية الموجودة على الأرض لم تبلغنا بذلك، لا قبل التفجير ولا بعده، ولذلك فإن النظام السوري هو من قام بهذا العمل».

بدوره، أوضح الناشط عابد المصري أن «انفجار جرمانا ناتج عن سيارة مفخخة انفجرت في حي سكني، قريبا من دوار الوحدة». مؤكدا أن الانفجار «خلف ضحايا بشرية وأضرارا مادية كبيرة». وأكد المصري لـ«الشرق الأوسط» أن «أجهزة النظام الأمنية وشبيحته ضربوا طوقا أمنيا حول مكان الانفجار، ومنعوا الناس من الاقتراب منه والاطمئنان على أبنائهم وأقاربهم القاطنين في المكان نفسه»، لافتا إلى أن «كامل هويات الضحايا لم تعرف بعد لأن أجهزة الأمن هي التي نقلت الضحايا إلى المشافي».

من جهته، رأى رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أنها «المرة الثانية التي تشهد فيها منطقة جرمانا في سوريا تفجيرا من خلال سيارة مفخخة، في مسعى بات مكشوفا يرمي إلى تخويف الناس ودفعهم لتقبل فكرة الحماية الذاتية والتسلح، وهو مخطط واضح من قبل النظام السوري وبعض الأوساط الدرزية المتميزة بقصر نظرها، بالتواطؤ مع بعض الوجهاء في جبل العرب، الذين يريدون جر الدروز بعد تسليحهم إلى مواجهة مع الثورة أو مع أبناء الطوائف الأخرى، وهو ما يصب في مصلحة النظام ومساعيه لإشعال الفتنة الداخلية للحد من ضغط الثورة وتقدمها على كل المستويات». وسأل: «لماذا تُستهدف جرمانا في الوقت الذي لم يسبق فيه أن استهدفت سوى المراكز الأمنية والعسكرية؟»، مشيرا إلى «أننا سمعنا في الأيام القليلة المنصرمة عن المخططات المرسومة لتسليح الأقليات.. وهو مخطط واضح الأهداف والمرامي لتأليب المناطق والطوائف بعضها على بعض، وللحد من انتصارات الثورة السورية المتتالية والضربات الموجعة للنظام».

واعتبر الزعيم الدرزي أن «وعي الشعب السوري الذي قدم حتى الآن التضحيات الهائلة وقام بجهود جبارة بالتعاون مع الجيش السوري الحر، سينتصر في نهاية المطاف، وهذه الثورة لن تتراجع ولا يمكن لها أن تتراجع مهما كان الثمن»، مشددا على أن «هذا الوعي سيكون كفيلا بإسقاط كل المخططات المشبوهة للنظام وأزلامه وعملائه لتفادي المزيد من الاقتتال والدم الذي يراق يوميا في مختلف أنحاء سوريا».