صالح: سلمت السلطة حقنا للدماء و«العجلة دوارة»

سكرتيره لـ «الشرق الأوسط»: لا ينوي مغادرة العمل السياسي.. وهادي يقاطع مؤتمر حزب المؤتمر الشعبي العام

مؤيدو الرئيس اليمني السابق صالح يشاركون في حفل إحياء الذكرى الـ23 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

نفى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أن يكون قد تخلى عن السلطة تحت ضغط الاعتصامات ضد نظام حكمه، مؤكدا أنه سلمها حقنا للدماء، ومحذرا مناوئيه من أن العجلة دوارة، فيما أكد سكرتيره الصحافي أنه ليس لديه نية في اعتزال العمل السياسي، وأكد مصدر حكومي أن خطابه أمس يتعارض مع الحصانة الممنوحة له، بموجب المبادرة الخليجية.

وقال الرئيس السابق إنه سلم السلطة طواعية و«ليس بالاعتصامات أو قطع الطرقات، وحرصا على عدم إراقة الدم اليمني، فهو أغلى من السلطة والمال والجاه»، واتهم حكومة الوفاق الوطني بالفشل «لأنهم لم يستطيعوا إدارة الأوضاع، ويتهمون النظام السابق بالتورط في قطع الكهرباء، وقال: «لو حدثت عاصفة في الولايات المتحدة يتهم بها النظام السابق، وعلي عبد الله صالح، يا حكومة باسندوة ماذا حققتم خلال 10 أشهر؟ هل ضبطتم من يفجرون أنابيب النفط وخطوط الكهرباء؟».

وانتقد صالح من غادروا حزبه إثر ثورات الربيع العربي وانشقوا عنه، واتهمهم بالتسلق إلى السلطة عبر حزب المؤتمر، وقال إنه «بقي في الحزب المؤتمريون الحقيقيون، والضعفاء قد رحلوا»، وأكد أن حزبه تخلص من كثير ممن وصفهم بالمهرولين الذين هرولوا إلى ساحات الاعتصام هروبا وخوفا، وأضاف: «فليرحل الضعفاء عن المؤتمر، ومن يريد أن يرحل من المؤتمر فليس للمؤتمر باب واحد ولكن أربعة أبواب»، ودعا إلى دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي لإنجاح الحوار وتنفيذ المبادرة الخليجية «دون انتقائية»، واتهم اللجنة العسكرية بـ«التفلسف» في إطار طروحاتها بإعادة هيكلة الجيش، كما اتهم الحكومة بإقصاء عناصر حزبه من مؤسسات الدولة. وأكد الرئيس صالح لمناوئيه أن «العجلة دوارة»، في إشارة منه إلى احتمال عودة السلطة إلى فريقه عقب الانتخابات المقبلة. وقدم صالح شكره للدول الخليجية على دعمها لليمن، غير أنه انتقد الموقف القطري المؤيد للاحتجاجات التي جرت ضد نظامه.

ووجه صالح في حفل أقيم بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، وغاب عنه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، انتقادات حادة لحكومة الوفاق الوطني، ووصفها بأنها حكومة فاشلة عجزت عن حفظ الأمن والاستقرار وبأنها لم تقدم شيئا للمواطنين خلال الأشهر الماضية، ودعاها إلى الاستقالة، مشيرا إلى أن حكومة باسندوة تقوم بتحميل النظام السابق تبعات عجزها.

واستعرض صالح المرحلة التي تسلم فيها السلطة، ولأول مرة ترحم على الرئيس السابق إبراهيم الحمدي الذي اغتيل، كما ترحم على الرئيس الذي تلاه أحمد حسين الغشمي، في الشمال، والرئيس السابق علي سالم ربيع (سالمين)، مشيرا إلى تلك الحقبة وصعوبتها والاغتيالات التي تعرض لها الرؤساء، ثم استعرض مرحلة تأسيس حزبه، الذي ما زال يرأسه حتى اليوم منذ 30 عاما.

وفي تعليق على خطاب صالح والحفل الذي أقيم بذكرى تأسيس المؤتمر أكد أحمد الصوفي السكرتير الصحافي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، أنه «ليس في جدول أعمال علي عبد الله صالح التخلي عن نشاطه السياسي، ولا يمكن أن يقدم استقالته خارج المؤتمر العام الثامن». وحول عدم حضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لقاء اليوم، على الرغم من أنه نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام قال الصوفي: «أعتقد أن عدم مشاركة هادي اليوم خسارة كبيرة له، حيث كان سيتمكن من مشاهدة الحشود المؤتمرية الكبيرة، التي يمكن أن تسانده في فترة من أصعب فترات التاريخ اليمني الحديث».

وحول تحول المؤتمر العام الثامن إلى لقاء موسع لأعضاء المؤتمر قال الصوفي: «إن فكرة المؤتمر العام الثامن لا تزال قائمة، غير أن لقاء اليوم خصص للاحتفاء بالذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه علي عبد الله صالح في 24 أغسطس (آب) عام 1982».

وحول ما تناولته وسائل الإعلام من وجود خلافات بين الرئيس هادي وسلفه حالت دون حضور هادي لقاء اليوم قال الصوفي: «لا يوجد خلاف، وإنما وجهات نظر مختلفة، وليس بالضرورة أن يكون رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر حسب اللوائح التنظيمية».

وفي ردود الفعل على احتفالية حزب المؤتمر وخطاب صالح، اعتبر مصدر في حكومة الوفاق الوطني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، رفض الكشف عن اسمه، ما صدر من تصريحات عن صالح يتعارض مع الحصانة التي منحت له في ضوء المبادرة الخليجية، وأن مشاركته في مثل هذا الاحتفال عمل سياسي يتعارض مع الحصانة ومحاولة لاستعراض القوة، مشيرا إلى أن الدول الراعية للمبادرة ترفض ممارسات صالح «بدليل عدم مشاركة سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية»، وأضاف المصدر أن صالح يعاني «من مشكلة فقدان السلطة التي اعتادها لأكثر من 33 عاما، واليوم لا يصدق أنه غادرها تحت ضغوط الشارع اليمني والمجتمع الإقليمي والدولي»، مؤكدا أنه يستمر في إعاقة التسوية السياسية، مستدلا بهجومه الشديد على حكومة الوفاق الوطني وتلويحه، في خطابه أمس، بأن معركة مقبلة ستحصل في اليمن، إثر ما اعتبره فشلا لحكومة الوفاق الوطني.

ودعت اللجنة التنظيمية للثورة سكان صنعاء والقبائل المجاورة لها للاحتشاد اليوم والمشاركة في المسيرة التي ستجوب شوارع صنعاء انطلاقا من ساحة التغيير، مشيرة إلى أن مدنا أخرى في المحافظات اليمنية ستشهد أيضا خروج الملايين من اليمنيين لمطالبة الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومجلس الأمن الدولي بإصدار عقوبات ضد صالح، وبقايا نظامه، وتجميد أموالهم ومحاكمتهم كمجرمي حرب، حسبما أورد موقع «مأرب برس» الإخباري.