أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رئيسها الجديد بيتر مور بدأ أمس زيارة إلى سوريا، في محاولة لتسهيل وصول عمال الإغاثة إلى المدنيين في البلاد التي تمزقها الحرب. وأضافت في بيان أن مور، الدبلوماسي السويسري الكبير، الذي تولى رئاسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلفا لجيكوب كيلينبرغر في الأول من يوليو (تموز) الماضي، سيجري محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين كبار آخرين في دمشق، لافتة إلى أن «المحادثات ستتناول بشكل رئيسي الوضع الإنساني المتدهور بشكل سريع والمصاعب التي تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري اللذين يحاولان الوصول إلى الناس المتأثرين بالصراع المسلح».
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، هشام حسن، لـ«الشرق الأوسط» إن «لقاءات مور في اليومين المقبلين ستشمل كلا من الرئيس السوري بشار الأسد ووزراء الخارجية وليد المعلم والداخلية محمد الشعار والصحة والمصالحة الوطنية، إضافة إلى رئيس الهلال الأحمر العربي السوري عبد الرحمين العطار. وسترتكز على الوضع الإنساني المتدهور والصعاب التي يواجهها فريق اللجنة الدولية في إغاثة المدنيين وإيصال المساعدات إليهم، إضافة إلى موضوع زيارة السجون المركزية ولقاء السجناء». وفي حين لفت حسن إلى أن لقاءات مور لن تشمل شخصيات في المعارضة السورية، مشيرا إلى أن هناك تواصلا مستمرا معهم، أوضح أن زيارات مور الميدانية ترتبط بالوقت، وبالتالي قد يتم تعديل البرنامج على هذا الأساس.
وعن عمل الصليب الأحمر في سوريا، أوضح حسن أنه وبعد أسبوعين من التوقف من إمكانية إيصال المساعدات بسبب استمرار أعمال العنف، نجح الصليب الأحمر نهاية الأسبوع الماضي في إيصالها إلى المحتاجين في مناطق ريف دمشق وحمص حلب. وأشار إلى أن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الإنساني الذي كان قد تم التوصل إليه مع طرفي النزاع، طبق مرة في دوما لمدة يومين.. ولكن في وقت لاحق، لم يتم تنفيذه رغم طلب الصليب الأحمر ذلك، لافتا إلى أن عدم إمكانية إغاثة الجرحى وتقديم العناية الطبية اللازمة لهم يؤديان في أحيان كثيرة إلى وفاتهم.
وفي حين رفض حسن التعليق أو تحديد الطرف الذي يمتنع عن التقيد بهذه الاتفاقات، على اعتبار أن طبيعة المفاوضات «سرية»، أكد أن الأهم بالنسبة للصليب الأحمر هو وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها، مشيرا إلى أن أكثر المناطق التي تحتاج إلى مساعدات في هذه المرحلة هي حلب وريف دمشق بشكل أساسي، إضافة إلى حمص وبعض أحياء دمشق، لافتا إلى أنه في الأسبوعين الأخيرين نزح عشرات الآلاف من الأشخاص من حلب وريف دمشق إلى مناطق سورية أخرى واستقروا في المدارس، وهم يعتمدون في غذائهم اليومي على المعونات الإنسانية.
وفي ما يتعلق بموضوع زيارة السجون والمعتقلين، الذي كان قد تم التوافق عليه مع الحكومة السورية في وقت سابق، أشار حسن إلى أن هذا الأمر هو أيضا في صلب أولويات عمل الصليب الأحمر الذي سبق له أن زار سجني دمشق وحلب المركزيين، مضيفا «نسعى إلى أن تشمل هذه الزيارات كل السجون المركزية في سوريا ولقاء كل الأشخاص المحتجزين والاطلاع على أوضاعهم، وهذا ما قمنا به في حلب ودمشق، حيث أعددنا تقارير مفصلة عن الأوضاع في كل منهما».