روسيا تنصح رعاياها بالبحث عن «طريق آمن» للخروج من سوريا

لافروف يكشف عن توافق الأهداف مع كلينتون حول دمشق

TT

وجهت وزارة الخارجية الروسية أمس توصية مفتوحة لرعاياها بتجنب الرحلات إلى سوريا، ونصحت أولئك الذين يعيشون هناك باستخدام طرق آمنة للخروج. وذلك بالتزامن مع إعلان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه سيبحث مع نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، المسألة السورية على هامش قمة رؤساء بلدان آسيا والمحيط الهادي، التي بدأت أعمالها في فلاديفوستوك بالشرق الأقصى الروسي، على الرغم من عدم وجودها ضمن جدول أعمال هذه القمة، التي تعير الاهتمام الأكبر للتوجهات والقضايا الاقتصادية في الأساس.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في رسائل متوالية بثتها مساء أمس على صفحتها الرسمية بموقع «تويتر» أن «تصريحات الجيش السوري الحر بشأن عزمه على إسقاط الطائرات المدنية على دمشق وحلب، أثارت جزع موسكو». وتابعت أن «مثل هذه التهديدات غير مقبولة تماما وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي»، في إشارة إلى تحذيرات نشرها الجيش الحر نهاية الأسبوع الماضي، تناولت إمهاله شركات الطيران 3 أيام (تنتهي أمس) لعدم استخدام المطارين، قائلا إن النظام السوري يستخدمهما في عمليات عسكرية.. وإنه قد يستهدفهما لاحقا لوقف تلك الهجمات.

وأضافت الخارجية الروسية أن «آخر تصريح للجيش السوري الحر يؤكد أن الإرهاب أصبح واحدا من الأساليب الرئيسية لأنشطته»، وأنه «من الضروري أن يتم التأثير بعزم على قادة الجيش الحر لمنعه من صنع مثل هذه التهديدات، ناهيك عن تنفيذها». واختتمت الوزارة بالتحذير: «إن وزارة الخارجية الروسية تؤكد توصيتها للمواطنين الروس لتجنب الرحلات إلى سوريا، وتنصح أولئك الذين يعيشون هناك باستخدام طرق الخروج الآمن».

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، أنه سيبحث مع نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، المسألة السورية على هامش قمة رؤساء بلدان آسيا والمحيط الهادي، التي بدأت أعمالها في فلاديفوستوك بالشرق الأقصى الروسي، على الرغم من عدم وجودها ضمن جدول أعمال هذه القمة، التي تعير الاهتمام الأكبر للتوجهات والقضايا الاقتصادية في الأساس.

وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «ريا نوفوستي» إنه «سيحاول اغتنام هذه الفرصة الإضافية من أجل توضيح الرؤية الروسية حول سبل تجاوز الأزمة السورية على أساس وقف العنف من أي مصدر كان، وتنظيم حوار داخلي شامل بين السوريين للتوصل إلى وفاق وطني على أساس القاعدة السياسية القانونية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وخطة كوفي أنان والبيان الختامي للاجتماع الوزاري لمجموعة العمل حول سوريا في جنيف الذي عقد في 30 يونيو (حزيران) الماضي».

وأوضح أن «كل ما يتبقى يجب أن يحل على طاولة المفاوضات بين السوريين أنفسهم. ونعتقد أن فرض أي شيء عليهم من الخارج حول مستقبل بلادهم، سيكون غير مثمر. كما أن التسوية المفروضة من الخارج لن تكون راسخة».

وأضاف لافروف أن بلاده «طرحت أن يتبنى مجلس الأمن الدولي المصادقة على هذه الوثيقة، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك»، مؤكدا أن «مسائل التسوية السورية ستكون حاضرة، بالطبع، في اتصالات ثنائية في فلاديفوستوك حيث ستشارك مجموعة واسعة من ممثلي المجتمع الدولي، بمن فيهم أولئك الذين يؤثرون على الوضع في سوريا بشكل مباشر». وقال بوجود الاتفاق في الرأي حول الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا بين روسيا والولايات المتحدة؛ وإن كان هناك اختلاف بينهما حول كيفية تحقيق ذلك. وأشار لافروف إلى أنه «ومن حيث المبدأ، فإنه يوجد اختلاف في موقف روسيا وأميركا. كل منا يريد أن تصبح سوريا ديمقراطية ذات نظام متعدد يحققه السوريون بأنفسهم، مع احترام كل الدول سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية». وقال إن «واشنطن تريد الوصول إلى تحقيق هذا من خلال تنحية الرئيس السوري، بشار الأسد، وتشكيل حكومة انتقالية دون التنسيق مع السلطات السورية الحالية، في حين يتضمن الحل الذي تقترحه روسيا لإنهاء النزاع السوري وقف الطرفين السوريين المتنازعين لإطلاق النار وتعيين المتفاوضين الذين يجب أن يقرروا جميع المسائل الأخرى بأنفسهم دون تدخل الأطراف الخارجية».