مصر: تغييرات في المحافظين ومجلس حقوق الإنسان والمجلس الأعلى للصحافة

تعييين سفير جديد في إسرائيل .. ومرسي سيلتقي الفنانين

الرئيس المصري محمد مرسي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو لدى لقائهما مع وزير الخارجية الأسترالي بقصر الرئاسة بالقاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

قبل أيام من زيارة الرئيس المصري، محمد مرسي، لعدد من الدول الغربية، صدرت في مصر أمس عدة قرارات محلية تعتبر الأهم منذ قيام مرسي بالتخلص من هيمنة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صلاحياته، ومن بين قرارات أمس تعيين عشرة محافظين جدد وتشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للصحافة، إضافة إلى «عدم التباطؤ في تعيين سفير جديد لمصر في تل أبيب».

وأصدر مرسي أمس قرارا بتعيين عشرة من محافظي المحافظات الجدد منهم قيادات من التيار الإسلامي، وعدد من العسكريين. وتقرر تعيين أسامة كمال لمحافظة القاهرة، ومحمد عطا عباس لمحافظة الإسكندرية، وسعد الحسيني لمحافظة كفر الشيخ، ومصطفى كامل عيسى لمحافظة المنيا، ويحيى كشك لمحافظة أسيوط، ويحيى مخيمر لمحافظة سوهاج، ومحمد علي إسماعيل بشر لمحافظة المنوفية، واللواء سيد عبد الفتاح حرحور لمحافظة شمال سيناء، واللواء سمير بدر عبد العاطي عجلان لمحافظة السويس، واللواء محمد كامل لمحافظة البحر الأحمر.

ووسط انتقادات من قوى مدنية ودفاع من قيادات إخوانية، أقرت اللجنة العامة بمجلس الشورى الذي تهيمن على الأغلبية فيه قوى الإسلام السياسي، تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان، حيث اختير المستشار حسام الغرياني رئيسا وعبد الغفار شكر نائبا، وعضوية عدد من الرموز الدينية والإخوانية والسلفية، بينهم محمود غزلان وعبد المنعم عبد المقصود، ومحمد البلتاجي وعبد الله بدران ووجدي العربي وصفوت حجازي.

كما عين مجلس الشورى المصري رؤساء مجالس إدارة جددا للصحف التي تملكها الدولة، بعد أقل من شهر من تعيين رؤساء تحرير جدد لها.

وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أن اللجنة العامة بالمجلس التي تعين رؤساء مجالس إدارة وتحرير الصحف المملوكة للدولة والتي تسمى الصحف القومية، قررت تعيين نقيب الصحافيين ممدوح الولي رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة «الأهرام»، وأحمد سامح سعد الله رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم»، ومصطفى أحمد هديب رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة «دار التحرير» التي تصدر جريدة «الجمهورية».

كما قررت في اجتماع رأسه رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي تعيين يحيى زكريا غانم، الصحافي بـ«الأهرام»، رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة «دار الهلال»، ومحمد جمال الدين رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة «روزاليوسف»، وكمال الدين محجوب رئيسا لمؤسسة «دار المعارف»، وشاكر عبد الفتاح رئيسا لمجلس إدارة وكالة «أنباء الشرق الأوسط».

وعين السيد عبد الفتاح هلال رئيسا لمجلس إدارة «المؤسسة القومية للتوزيع» التي يتركز عملها على توزيع الصحف المصرية في الخارج.

وتصدر المؤسسات الصحافية القومية عشرات الصحف والمجلات.

وغانم واحد من 14 مصريا و29 أجنبيا من العاملين في منظمات غير حكومية بمصر يحاكمون بتهم تتصل بتلقي أموال أجنبية دون موافقة حكومية وممارسة نشاط من دون ترخيص.

وكانت قضيتهم أثارت أزمة في العلاقات بين مصر وقت أن كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدير شؤونها، والولايات المتحدة التي تقدم تمويلا للمنظمات قائلة إن عملها يعزز الديمقراطية في مصر. وتسبب قرار محكمة برفع الحظر الذي كان مفروضا على سفر المتهمين الأجانب في القضية، وأغلبهم أميركيون، في انتقادات حادة من نشطاء وسياسيين للحكومة التي كانت معينة من قبل المجلس العسكري.

وكان الرئيس محمد مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، عين عضو الجماعة صلاح عبد المقصود وزيرا للإعلام في حكومته.

ويقول نشطاء وسياسيون إن الجماعة تسعى للهيمنة على الإعلام المملوك للدولة، حسب «رويترز».

ورحب بطرس بطرس غالي، الرئيس السابق للمجلس القومي لحقوق الإنسان الذي تأسس في عهد مبارك، بالتشكيل الجديد للمجلس. وقال محامي جماعة الإخوان، عبد المنعم عبد المقصود، الذي تم اختياره أمس ضمن تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان الجديد، إنه يرفض الاتهامات التي تقول: إن جماعة الإخوان تعمل على «أخونة مصر»، بعد أن ظهرت أمس انتقادات للتعيينات التي شملت عددا من «الإخوان» وأنصارهم.

وقالت قيادات من القوى المدنية إن التشكيل الجديد للمجلس ضم شخصيات لم يعرف عنها دفاعها عن حقوق الإنسان، خاصة أن بعض الأعضاء لهم مواقف سابقة ضد الإعلام والصحافة وحرية التعبير، واعتبرت رموز مدنية تشكيل المجلس الجديد خطوة أطاحت بخصوم تيار الإسلام السياسي والذين كان غالبيتهم من مشاهير العمل الحقوقي والأهلي والإعلامي، خاصة بعد أن لوحظ ضم أعضاء جدد للمجلس الأعلى للصحافة لا علاقة لهم بالعمل الإعلامي.

وقال رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، حافظ أبو سعدة، وهو عضو سابق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، إنه كان يتوقع زيادة عدد الحقوقيين في التشكيل الجديد. وقال محمود عبد الرحيم، منسق «جبهة دعم الدولة المدنية»، إن تشكيل «القومي لحقوق الإنسان» دليل جديد على «أخونة» المؤسسات وانتكاسة للديمقراطية، ويؤكد سعي «الإخوان» للهيمنة على كل الهيئات وتوجيهها لصالح جماعة الإخوان، على حساب مصالح جموع المصريين، وبنفس منهج نظام مبارك.

وربط النائب اليساري في البرلمان السابق، سعد عبود، بين التغييرات التي بدأ يتخذها مرسي، منذ إقالته لرئيس المجلس العسكري السابق المشير حسين طنطاوي، ونائبه الفريق سامي عنان، والتغييرات التي أعلنت في البلاد أمس. وقال: إن «الإخوان» حاليا «يعملون على التغيير ببطء لكن بإصرار»، و«كل هذا يوحي بأنه صاحب القرار في مصر أصبح هو المهيمن والمسيطر والقادر على طمأنة الغرب والقادر على الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل ولن يعمل مشاكل ولن يغير اتفاقية كامب ديفيد».

وقرر الرئيس مرسي تعيين سفير جديد في تل أبيب هو عاطف سالم سيد الأهل، وهي خطوة اعتبرها المراقبون «مهمة لمستقبل تل أبيب والقاهرة». وينتمي مرسي لجماعة الإخوان المسلمين وهي نفس الجماعة التي تنتمي إليها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس».

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين في حديث مع «الشرق الأوسط» تعليقا على قرارات مرسي الأخيرة إن مصر في العهد الجديد و«بهذه الخطوة أثبتت أنها لا تعتزم الدخول في مشاكل مع جارتها، وأن قطع العلاقة مع إسرائيل أمر أصبح في حكم المستبعد.. هذا أمر مرحب به بشكل كبير في الغرب»، مشيرا إلى اعتزام دول أوروبية وواشنطن مساعدة الاقتصاد المصري من أجل الإسهام في تحقيق الاستقرار في هذه الدولة التي تعاني من الفقر وعدم اليقين في المستقبل.

وبينما سيقوم مرسي برحلة للولايات المتحدة الأميركية قبل نهاية الشهر الحالي، قالت مصادر مطلعة إنه سيقوم أولا بزيارة رسمية لمقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع المقبل. وأضافت أن مرسي سوف يلتقي قيادات مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وتوقعت المتحدثة الرسمية باسم المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، مايا كوسيجانسيس أن تكون الزيارة يوم الخميس من الأسبوع القادم.

وفي تقليد مستمد من الفترات السابقة، ومارسه حزب الرئيس السابق حسني مبارك (الحاكم سابقا)، يلتقي مرسي وعدد من كبار قيادات الدولة مع اتحاد طلاب مصر المشارك في المعسكر الطلابي بجامعة حلوان جنوب العاصمة وذلك لعرض رؤى الطلاب فيما يخص إصلاح التعليم ونهضة مصر. ومن المقرر أن يستقبل مرسي عددا من كبار الفنانين المصريين يوم غد الخميس للتأكيد على دعمه الكامل للفن والفنانين، بعد الهجوم الشرس الذي تعرض له مجموعة من الفنانين والفنانات من جانب عدد من الدعاة ممن يطلق عليهم «شيوخ الفضائيات».\