عملية تبادل مرتقبة في قضية المخطوفين اللبنانيين والسوريين

مصادر مطلعة على المفاوضات لـ«الشرق الأوسط»: سيطلق سراح أحدهم مقابل الإفراج عن مواطن تركي

TT

في إطار تواصل المساعي لإطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين العشرة في سوريا منذ 4 أشهر على أيدي عناصر من الجيش السوري الحر في منطقة حلب، يبدو أن انفراجا ما سيطرأ على هذه القضية في اليومين المقبلين، وهذا ما تؤكده مصادر مطلعة على خط المفاوضات لـ«الشرق الأوسط»، لافتة إلى أنه «سيتم إطلاق سراح أحدهم، وهو عوض إبراهيم، غدا (الأربعاء) مقابل إطلاق سراح سائق الشاحنة التركي عبد الباسط أرسلان الذي خطف قبل أسابيع في منطقة الشويفات في جبل لبنان». وقد لفت رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى هذا الإطار أمس، متوقعا الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين العشرة في سوريا قريبا جدا وقد يتم ذلك على مراحل، مؤكدا أن تركيا تقوم بوساطات جدية، وكشف أنه لدى الجيش معلومات عن مكان وجود المواطن التركي في لبنان، وهو الذي سبق لعشيرة آل المقداد أن اختطفته بعدما أعلن عن اختطاف أحد أبنائها في سوريا.

في المقابل، أكد رئيس جمعية «اقرأ» الشيخ بلال دقماق، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخاطفين السوريين سيسلمون على الأقل مخطوفا لبنانيا واحدا في الساعات القليلة المقبلة، وكحد أقصى نهاية هذا الأسبوع، مقابل تسليم سائق الشاحنة التركي المخطوف في لبنان إلى مدير عام الأمن العام عباس إبراهيم الذي سيقوم بدوره بتسليمه إلى الدولة التركية».

وفي حين قال دقماق إن عمل خلية الأزمة التي سبق للحكومة اللبنانية أن شكلتها لمتابعة قضية المخطوفين اللبنانيين مجمد الآن، لفت إلى أن النائب اللبناني في كتلة تيار المستقبل مفوضا من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، عاد ودخل على خط المفاوضات، الأمر الذي أثمر نتائج إيجابية بعد لقائه أحد الوسطاء من قبل الجهة الخاطفة، وقد تم الاتفاق على عملية التبادل هذه.

وعما إذا كانت هذه النتائج ستنسحب أيضا على المخطوفين التسعة الآخرين، قال دقماق «هذا يتوقف على نجاح المفاوضات التي يقوم بها صقر، على أمل عدم التصعيد على غرار ما حصل سابقا من قبل بعض الجهات أو ارتكاب حماقات كالتي قامت بها بعض الأجنحة العسكرية وأدت إلى إفشال كل الجهود وإعادتها إلى نقطة الصفر»، لافتا إلى أن هناك محاولات من قبل دول وشخصيات عربية وغير عربية للدخول على خط المفاوضات، لكن هناك حرصا من الطرفين المفاوضين على العمل بسرية تامة للوصول إلى نتائج إيجابية في أقرب وقت ممكن.

أما في ما يتعلق بالمخطوف التركي الآخر والسوريين الأربعة الذين تم اختطافهم على أيدي عشيرة آل المقداد، ورغم إعلان أمين سر رابطة آل المقداد أنهم لا يعرفون شيئا عنهم بعد اختفاء الأشخاص الموكلين بحمايتهم إثر عملية الدهم التي نفذها الجيش اللبناني في الحي التابع لهم في الضاحية الجنوبية، فقد أكدت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أنه لا معلومات لديها عن هؤلاء المخطوفين، «وهم لا يزالون بعهدة خاطفيهم من آل المقداد».