اليمن يعلن مقتل الرجل الثاني في «القاعدة» الشهري في حضرموت

مصادر أمنية لـ «الشرق الأوسط»: وصول سرب جديد من الطائرات من دون طيار إلى قاعدة تحكم جوية في جنوب البلاد

جنود يطوقون متظاهرين أمام منزل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في صنعاء أمس (رويترز)
TT

أعلن الجيش اليمني مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، السعودي سعيد علي الشهري مع ستة من مرافقيه، في عملية نوعية في وادي حضرموت، بعد ملاحقة دامت أكثر من أربع سنوات. وتضاربت الانباء مساء أمس حول تأكيد مقتل الشهري الذي تم الاعلان عن مقتله سابقا، ثم نفي الخبر. ولم يصدر تنظيم «القاعدة» بيانا حول الحادثة. ومنذ طرد جماعة «أنصار الشريعة» القريبة من «القاعدة»، في مايو (أيار) الماضي، من مدن بجنوب البلاد، ازدادت عمليات الجيش ضد «القاعدة»، مستعينا بطائرات أميركية من دون طيار، فيما يتبع تنظيم القاعدة ما يشبه حرب العصابات في عملياته داخل اليمن، مستغلا الطبيعة الجغرافية والوضع غير المستقر الذي تعيشه البلاد.

وقال الجيش اليمني على موقعه الإلكتروني «26 سبتمبر نت» أمس: «إن القوات المسلحة نفذت أمس عملية نوعية في وادي حضرموت أسفرت عن مقتل الإرهابي السعودي سعيد علي الشهري بالإضافة إلى مصرع ستة عناصر إرهابية كانوا برفقته»، ولم يذكر الموقع تفاصيل العملية، لكن محللين يتوقعون أن تكون عملية مقتل الشهري تمت عن طريق غارة جوية قبل أسبوع، حيث أعلن في حينها مقتل قيادي في «القاعدة» ويمنيين كانوا برفقته في وادي حورة في حضرموت. فيما رفض مصدر قريب من «القاعدة» تأكيد مقتل الشهري، لكنه قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن عددا من عناصرهم قتلوا وجرحوا، بعد غارة جوية على منزل في منطقة وادي العين، ويتوقع أن يكون الشهري بينهم».

واعتبر المتخصص في شؤون «القاعدة» محمد سيف حيدر عملية قتل «الشهري» ضربة قاصمة للتنظيم، وقال حيدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إذا تأكدنا من مصادر مستقلة أو من (القاعدة) من مقتل سعيد الشهري فهو يمثل ضربة موجعة للتنظيم، وانتصار ساحق للجيش اليمني وحلفائه الدوليين».

وأضاف حيدر: «إن الشهري يمثل أهمية كبيرة للتنظيم من جانبين، الأول أنه كان من المنسقين الأساسيين في تمويل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ماليا، وتمويل كثير من العمليات في الجزيرة العربية، الجانب الثاني أنه كان من المخططين الرئيسيين لكل عمليات (القاعدة)، والمنسق الأول لاستقدام العناصر الأجنبية من مختلف الدول إلى اليمن». وأشار حيدر إلى أن «عملية قتل الشهري بما يمثله من مكانة كبيرة في الصف الأول لـ(القاعدة)، لا شك أنها تميزت بالدقة العالية والتنفيذ السريع، ولا أستبعد أن تكون العملية بالتنسيق بين الجانبين اليمني - الأميركي».

وعن ردة فعل «القاعدة» جراء هذه العملية قال حيدر: «إذا تأكدت (القاعدة) من مقتله فإنها ستعلن ذلك في بيان صحافي، وستؤكد مواصلتها طريق ما تسميه الجهاد، والانتقام من الجيش اليمني والأميركيين، كما كانت تفعل في عمليات مشابهة كمقتل أنور العولقي». وأشار حيدر إلى أن «السؤال الآن بعد مقتل الشهري، هو ما مصير زوجته وأولاده؟».

إلى ذلك توقعت مصادر عسكرية وثيقة الاطلاع، لـ«الشرق الأوسط»، جولة أوسع من الهجمات الأميركية على مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة في اليمن، قد تستأنف خلال الأيام المقبلة، مع وصول سرب جديد من الطائرات من دون طيار إلى قاعدة تحكم جوية في جنوب البلاد. وقالت المصادر إن طائرة عسكرية أميركية وصلت اليمن أمس الاثنين، للمرة الثانية خلال عشرة أيام، على متنها معدات عسكرية بينها طائرات من دون طيار، حيث من المتوقع أن تنضم إلى مركز العمليات والتحكم بالطائرات الأميركية من دون طيار، في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج جنوب اليمن، وهي أكبر القواعد العسكرية في البلاد. ويعتبر الشهري، المكنى بأبي سفيان الأزدي، أهم المطلوبين لليمن والسعودية، بعد اندماج فرعي «القاعدة» في اليمن والسعودية في يناير (كانون الثاني) 2009، في كيان واحد تحت اسم «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، وخضع الشهري لبرنامج التأهيل والمناصحة، بعد الإفراج عنه من معتقل غوانتانامو في 2007، وفر من السعودية إلى اليمن ليشكل مع اليمني ناصر عبد الكريم الوحيشي، المكنى بأبي بصير، «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، وفي مايو 2009، أعلن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، هروب زوجة سعيد الشهري، وتكنى أم هاجر الأزدي، برفقة طفلين من أزواجها السابقين، إلى اليمن بطريقة غير مشروعة.