المجلس الوطني يشكك في نجاح «مبادرة مرسي» ويعتبرها وسيلة لملء الفراغ

غليون لـ «الشرق الأوسط»: إيران تعادي الشعب السوري وهي جزء من المشكلة

TT

تتخذ مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي بشأن حل الأزمة السورية، حيزا مهما من اهتمامات المجلس الوطني السوري، الذي عبر عن قبوله بأي مبادرة توقف القتل في سوريا، تحت عنوان أساسي وهو نقل السلطة ورحيل الرئيس بشار الأسد. خصوصا أن هذه المبادرة هي قيد البحث من اللجنة الرباعية التي تضم الدول المؤثرة في الوضع السوري وهي المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وإيران، لكنه شكك في خروج هذه المبادرة بأي نتيجة ما دامت طهران جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل.

وأبدى الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري السابق برهان غليون اعتقاده، أن «مبادرة الرئيس مرسي التي أدخل فيها إيران لن تفضي إلى نتيجة، لأن إيران جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل». وقال غليون في حديث لـ«الشرق الأوسط»»: «طالما أن طهران لم تعبر عن موقفها بشكل صريح عن إرادتها في حل الأزمة السورية وإعطاء الشعب السوري حقه، وطالما أنها تعلن دعمها لبشار الأسد، لذلك استبعد أن تخرج هذه المبادرة واجتماعات اللجنة الرباعية بأية نتيجة إيجابية». ورأى أن «المبادرة ليست إلا وسيلة لملء الفراغ، ما دامت مواقف إيران معادية للشعب السوري، وطالما أن الإيرانيين يتصرفون كما لو أن سوريا جزء من ممتلكاتهم وقطعة من إمبراطوريتهم، وأن الأسد هو أحد أدواتهم، وهم يتصرفون على هذا الأساس». أضاف «إذا أراد الإيرانيون أن تكون لديهم مصلحة مع الشعب السوري وأن تستمر العلاقات بين البلدين، يفترض أن تتغير مواقفهم، لكني لست متفائلا بتطور الموقف الإيراني إلا إذا سحب رجال الدين في إيران يدهم من السلطة السياسية، وتركوا الخيار للشعب الإيراني».

من جهته، رأى عضو المجلس الوطني نجيب الغضبان، أن «مبادرة الرئيس مرسي هي ككل المبادرات السابقة، لكن أي شيء يؤدي إلى وقف القتل في سوريا مقبول منا ونرحب به». ورأى في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الفكرة التي طرحها الرئيس المصري التي تبحث من قبل اللجنة الرباعية فيها بعض الإيجابيات خصوصا في ظل الموقف الواضح للرئيس مرسي، الذي ينطلق من مسلّمة تنحي بشار الأسد عن السلطة». وقال: «إن مصير هذه المبادرة يتوقف على موقف إيران وما إذا كانت ستقبل بها أم لا، سيما أن هناك محاولات سابقة وصلت إلى طريق مسدود بسبب عدم التزام النظام السوري بها والدعم الإيراني لهذا النظام، وفي غياب قرار ملزم لمجلس الأمن الدولي، ولذلك يصعب التفاؤل بنجاح المبادرة لغياب القرار الملزم». وقال: «ما زلنا نراهن على الموقف المصري الذي يفترض أن يكون منطلقا من خطاب الرئيس مرسي، الذي يشدد على ضرورة نقل السلطة وتنحي الأسد». وشدد الغضبان على أن «الشعب السوري سيحسم أمره بيده، وبات واجبا على من يهتم بأمر هذا الشعب أن يعطي الجيش السوري الحر السلاح النوعي الذي يمكنه من مواجهة هذا النظام وإسقاطه».