صنعاء والخرطوم ترفضان وجود «المارينز» لحماية المصالح الأميركية

انتقال معسكر «اللواء 25 ميكا» الذي حارب تنظيم القاعدة في محافظة أبين إلى محافظة صعدة في اليمن

TT

رفض مجلس النواب اليمني (البرلمان)، أي وجود أجنبي على أراضيه تحت أي ذريعة، بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية إرسال 50 جنديا من المارينز إلى صنعاء لحماية سفارتهم وبعثتها الدبلوماسية، بينما أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام اعتزامه إزالة مخيم الاعتصام من ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء.

واقتحم عشرات المحتجين اليمنيين الخميس الماضي، مجمع السفارة الأميركية في صنعاء، وأسفرت المواجهات مع قوات الأمن عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة 50 آخرين، وإتلاف 61 سيارة تابعة للسفارة، وإحراق 13 سيارة أخرى، إلى جانب إتلاف بوابات السفارة وغرف الحراسة مع الأجهزة الخاصة بالحراسة، وسرقة سيارة وأجهزة مكتبية.

وبينما أدان مجلس النواب في جلسته الاعتيادية، أمس، الإساءة التي تعرض لها الرسول الكريم، أكد «عدم قبول أي وجود أجنبي في أراضي الجمهورية اليمنية». وطالب بـ«تشريع قانون دولي يجرم الإساءة إلى الأنبياء والرسل والأديان والإساءة إلى المقدسات الدينية». وأوضح المجلس في بيان صحافي، نشرته وكالة الأنباء الرسمية، «أنه لا يقبل أي وجود أجنبي على أراضي الجمهورية اليمنية، سواء كان صغيرا أو كبيرا، تحت أية ذريعة، ويطالب برحيل هذه القوات، خاصة وحدة المارينز التي أعلن وصولها مؤخرا، ويطالب الحكومة بالقيام بواجبها في حماية السفارات وتأمين حياة السفراء والدبلوماسيين من الأشقاء والأصدقاء والضيوف». وأفادت مصادر عسكرية في مطار صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، بوصول أكثر من 150 جنديا من المارينز الأميركي إلى مطار صنعاء خلال اليومين الماضيين، موضحا أن طائرة عسكرية أميركية تحمل أكثر من 150 جنديا، بينهم مجندات، لتعزيز حماية السفارة الأميركية، وحماية البعثة الدبلوماسية الأميركية وأماكن سكنهم مع أسرهم. بينما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل إن نحو 50 جنديا من المارينز أرسلوا إلى اليمن كـ«تدبير احترازي».

في سياق آخر، أحالت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار، أمس، «مهمة استيفاء التحقيقات حول حادثتي السبعين وكلية الشرطة التي قتل وجرح فيها العشرات من الجنود والمجندين، إلى وزارة الداخلية». وشددت اللجنة «على ضرورة الإسراع في استكمال إجراءات التحقيق وكشف كافة الملابسات المتعلقة بتلك الاعتداءات»، مؤكدة أنها «تتابع عمل لجان التحقيق في الاعتداءات التي حصلت مؤخرا، من المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الدفاع، إلى جانب الاعتداءات والتخريب الذي استهدف مبنى وزارتي الدفاع والداخلية وتبعاتها ونتائجها، وكذا الأعمال العدائية والتخريبية والنهب والسرقة التي تعرضت لها السفارة الأميركية في صنعاء».

إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية انتقال معسكر «اللواء 25 ميكا» الذي حارب تنظيم القاعدة في محافظة أبين، قبل عدة أشهر، إلى محافظة صعدة، شمال البلاد، بعد صدور توجيهات عليا من الرئيس عبد ربه منصور هادي ووزارة الدفاع، وأكدت المصادر أن «الوضع الأمني لن يتأثر بسبب وجود ألوية ومعسكرات تحكم سيطرتها على المدينة وضواحيها، منذ مايو (أيار) الماضي»، مؤكدة أن هناك قوة عسكرية ستحل محل «اللواء 25 ميكا».

في موضوع آخر، هدد مجهولون وزير العدل اليمني القاضي مرشد العرشاني، بالتصفية الجسدية، وقال العرشاني في بلاغ صحافي، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، «إن مجهولين ألقوا رسالة خطية أمام بوابة الوزير في وقت متأخر من مساء الجمعة ثم لاذوا بالفرار، وتتضمن الرسالة تهديدا بتصفية الوزير وتفجير منزله»، مشيرا إلى أن «هذه التهديدات تأتي عقب تصريحات أطلقها الوزير مرشد العرشاني، في مؤتمر إقليمي عن استرداد الأموال المنهوبة، وأكد فيه عزم حكومة الوفاق الوطني على استرداد الأموال المنهوبة خلال الفترة الماضية والتصميم على مكافحة الفساد». وقال المصدر إن هذه الأعمال تأتي في إطار سلسلة التهديدات ومحاولات الاغتيال التي تعرض لها أعضاء في حكومة الوفاق الوطني والتي كان آخرها محاولة اغتيال وزير الدفاع.

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، بمعية وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، مع ممثلي الدول والمنظمات الأعضاء في «مجموعة أصدقاء اليمن»، نتائج اجتماع المجموعة الاستشارية للمانحين الذي عقد في الرياض يومي 4 و5 من سبتمبر الحالي، والتحضيرات الجارية للاجتماع الوزاري لـ«مجموعة أصدقاء اليمن»، المزمع عقده في نيويورك يوم 27 من سبتمبر الحالي على هامش أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال وزير التخطيط السعدي «إن اليمن بصدد أعداد الاليات المناسبة لاستيعاب التعهدات الدولية التي ستمنح لليمن وتوظيفها في مشاريع استراتيجية».

ومن جهتها اعتذرت الحكومة السودانية عن استقبال قوات خاصة أميركية لحماية السفارة الأميركية في الخرطوم. وقال المتحدث باسم الخارجية العبيد أحمد مروح في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية «سونا»، إن «وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي تلقى اتصالا أول من أمس من مساعد وزيرة الخارجية، أبدت فيه حكومة الولايات المتحدة رغبتها بإرسال قوات خاصة لحماية سفارتها بالخرطوم، علي خلفية الاحتجاجات التي سادت معظم دول العالم الإسلامي». وأوضح مروح أن الوزير اعتذر عن استقبال هذه القوات، وأكد قدرة بلاده على حماية البعثات الدبلوماسية الموجودة في الخرطوم، وجدد التزام حكومته بحماية ضيوفها من منسوبي البعثات الدبلوماسية. وذكر مسؤول أميركي أمس أن فريقا من قوات مشاة البحرية الأميركية «مارينز» سيتجه إلى السودان لحماية الدبلوماسيين الأميركيين في السفارة الأميركية في الخرطوم.