الإبراهيمي بعد لقائه الأسد: الأزمة كبيرة جدا وتتفاقم

المبعوث الدولي التقاه بعد السفيرين الإيراني والروسي والقائم بالأعمال الصيني

المبعوث الدولي والوفد المرافق له خلال لقائه مع الأسد بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

حذر المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي من أن «الأزمة في سوريا كبيرة جدا وتتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري في المنطقة والعالم». وقال الإبراهيمي، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس في دمشق: «أعتقد أن الأسد يدرك أكثر مني أبعاد الأزمة وخطورتها، وقد أبلغته أننا سنحاول جهدنا باسم الجامعة العربية والأمم المتحدة بأن نقدم الأفكار ونحشد كل ما يحتاجه الوضع من إمكانات وطاقة لمساعدة سوريا للخروج من هذه الأزمة».

وأضاف الإبراهيمي، الذي كان التقى السفيرين الإيراني والروسي والقائم بالأعمال الصيني ومعارضين في الداخل ووزير الخارجية وليد المعلم، قبل لقاء الأسد: «لقد أبلغت الأسد أنه سيكون لنا مكتب في دمشق، وقد رحب بذلك، وسمعنا منه ومن الحكومة أنهم سيمكنوننا على أكمل وجه من القيام بمهامنا وعملنا». وأضاف الإبراهيمي: «سأقوم بزيارات لعدد من الدول ذات التأثير في الوضع السوري، كما سأزور نيويورك للقاء الأعضاء في مجلس الأمن ورئيس الأمم المتحدة بان كي مون، إضافة لعدد من الدول في المنطقة ذات النفوذ في الشأن السوري».

وعن رأيه ودوره فيما إذا كان يلتقي أو يتضارب مع الرباعية الدولية، قال الإبراهيمي: «سأكون على اتصال مع أعضائها وسأكون قريبا منهم، لا أعتقد أن هناك تضاربا بيننا، أعتقد أننا سنتواصل ونعمل». وردا على سؤال عما إذا كان الإبراهيمي يعتقد أن حل المسألة في سوريا مستحيل قال: «أنا لم أقل إنه لا يوجد أمل، لكنني قلت إن الأمر صعب جدا، خطتي ستكون جاهزة بعد الاجتماع بكل الأطراف الداخلية والخارجية بعدها سأقدم مقترح كخارطة طريق نحو الخلاص».

وبحسب بيان رسمي صادر في دمشق طالب الرئيس السوري بشار الأسد المبعوث الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي بـ«الضغط» على الدول التي يتهمها النظام بـ«تمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سوريا». وقال الأسد خلال لقائه المبعوث الأممي المشترك، إن «سوريا ملتزمة بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الأزمة السورية طالما التزمت الحياد والاستقلالية»، موضحا أن «نجاح العمل السياسي مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سوريا».

ونقل البيان الرسمي عن الأسد قوله للإبراهيمي إن «المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض»، معتبرا أن «العمل على المحور السياسي مستمر وخصوصا لجهة الدعوة الجادة لحوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين». وأضاف الأسد أن «نجاح العمل السياسي مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سوريا لوقف القيام بمثل هذه الأعمال».

كما نقل البيان عن الإبراهيمي قوله خلال اللقاء إن «أساس عمله هو مصلحة الشعب السوري وتطلعاته»، مضيفا أنه «سيعمل باستقلالية تامة تكون مرجعيته الأساسية فيها خطة أنان وبيان جنيف، وأي نقاط أخرى تتم إضافتها أو تعديلها ستكون بالاتفاق مع جميع الأطراف». وقال البيان إن الإبراهيمي شدد على «ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف لإيجاد حل للأزمة بالنظر إلى أهمية سوريا ومكانتها الاستراتيجية وتنوعها السكاني وتأثير الأزمة السورية على المنطقة برمتها»، مشيرا إلى أنه «في نهاية الأمر لا يمكن أن يأتي الحل إلا عن طريق الشعب السوري نفسه».

ويأتي هذا اللقاء بين الإبراهيمي والأسد وسط تشكيك من قيادات المجلس الوطني السوري المعارض وأطراف دولية في نجاح مهمة الإبراهيمي في إقناع الأسد بالكف عن الحل الأمني والقبول بالانتقال السياسي السلمي.

ووصف المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الداخل حسن عبد العظيم مباحثات وفد من الهيئة مع الإبراهيمي بأنها كانت «مثمرة ومفيدة»، مشيرا إلى أن خطة الإبراهيمي لن تكون تكرارا لخطة أنان، وستكون هناك أفكار وخطوات جديدة بشان حل الأزمة السورية. وأكد عبد العظيم أن «الأزمة في سوريا لن تحل إلا بتوافق عربي وإقليمي ودولي»، وقال إن الهيئة طالبت الإبراهيمي «بإشراك كل الدول والأطراف في حل الأزمة»، وشدد عبد العظيم على أن «النظام يملك القوة الأساسية. وعندما يوقف العنف يمكن التعاون مع الأطراف الأخرى المسلحة لوقف العنف»، معتبرا أن «العنف المتواصل من النظام والحل الأمني العسكري ولدا العنف المضاد، ودخلت مجموعات أخرى متشددة على الخط». وقال إن المبعوث الأممي العربي سيستمع إلى المعارضة والمسؤولين السوريين، ويبلور خطة تكون قابلة للنجاح.