العربي: زيارة الإبراهيمي لسوريا لم تحدث أي انفراجة

المبعوث الدولي ـ العربي سيطلع مجلس الأمن على نتائج اتصالاته

TT

أعلن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أن زيارة الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم، والمعارضة السورية، لم يحدث أي انفراجة في الأزمة التي تشهدها سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد في مارس (آذار) من العام الماضي.

وقال العربي، في مؤتمر صحافي أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، إنه أصبح واضحا أن جميع الأبواب التي تم طرقها كانت موصدة، مشيرا إلى أن الإبراهيمي زار دمشق وقام كذلك بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا وسوف يتوجه إلى الأمم المتحدة وسيتحدث مع أعضاء مجلس الأمن الدولي ووزراء الخارجية العرب، وسيطلعهم على نتائج اتصالاته لحل الأزمة السورية وسيقرر ما يمكن عمله في هذا الخصوص.

واستعرض العربي الجهود التي قامت بها الجامعة لحل هذه الأزمة واحتوائها منذ يوليو (تموز) 2011، محملا الحكومة السورية مسؤولية استمرار القتل والعنف لعدم استجابتها لمبادرات وأطروحات الجامعة العربية التي تعبر عن مطالب الشعب السوري، قائلا إن الجامعة لم تكتف فقط بالاتصال بالحكومة السورية ولكنها احتضنت أيضا كافة أطياف المعارضة السورية ونجحت في عقد اجتماع ضم 230 شخصية ممثلة لكافة أطياف المعارضة في القاهرة في يوليو الماضي لبلورة موقف موحد في التعامل مع الأزمة السورية.

واستطرد العربي قائلا «لكن حتى الآن لم يحدث أي تقدم بسبب الموقف المتعنت للحكومة السورية، وكذلك فشل مجلس الأمن في القيام بمهمته الرئيسية في حفظ الأمن والسلم في العالم».

وردا على سؤال حول المهمة الجديدة للإبراهيمي بشأن سوريا، وصف العربي الدبلوماسي الجزائري بأنه رجل لديه خبرة طويلة في التعامل مع الأزمات. وقال إنه لم يضع حتى الآن خطوطا عامة لمهمته ولم يطرح أي مقترحات حتى ينتهي من معرفة حقيقة ما يحدث على الأرض.

كما وصف العربي أوضاع الشعب السوري بأنها مأساوية، مشيرا إلى وجود ما بين 300 و400 ألف لاجئ في تركيا ونحو 140 ألفا في مصر إلى جانب أعداد كبيرة جدا في الأردن ولبنان وغيرهما بالإضافة إلى نزوح نحو مليونين من مناطق إلى مناطق أخرى داخل سوريا نفسها بسبب القتال. وحذر من العواقب الوخيمة لاستمرار هذه الأزمة.

وردا على سؤال حول توجهه اليوم (الخميس) إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمواضيع التي سيتم طرحها، أكد العربي أن القضيتين الفلسطينية والسورية ستحتلان النصيب الأكبر في هذه المناقشات، مشيرا إلى السعي الفلسطيني لدى الأمم المتحدة للحصول على وضع الدولة غير العضو بالأمم المتحدة تمهيدا للحصول على العضوية الكاملة.

وردا على سؤال حول ما يتردد عن تسليح بعض الدول العربية للمعارضة السورية قال العربي إن الجامعة العربية ليس لديها أسلحة ولا علاقة لها بموضوع التسليح ولا نتحدث في الحروب. وأضاف: «أما إذا كانت هناك دول عربية تمد أطراف المعارضة بالسلاح فهذه دول ذات سيادة وتقوم بهذا العمل خارج نطاق الجامعة». وحول ما يتردد عن وجود خلافات عربية بشأن الجهود الجارية لحل الأزمة السورية قال العربي: «لا توجد خلافات، وقد شاركت أنا والإبراهيمي في العشاء الذي أقيم مؤخرا بوزارة الخارجية المصرية، وضم كلا من مصر وتركيا وإيران».

وتحدث العربي عن لقائه مع وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أول من أمس بمقر الجامعة وقال: «تباحثنا في مواضيع كثيرة، وإن كان هناك اختلاف في الرأي فلا شك في ذلك». وأردف العربي قائلا «إن وزير الخارجية الإيراني أكد رغبة بلاده في مساعدة الإبراهيمي من أجل النجاح في مهمته». وقال إن الإبراهيمي سوف يزور أنقرة وطهران في وقت قريب.

وأضاف العربي حول موعد زيارته المرتقبة للعراق أن وفدا رفيع المستوى من الأمانة العامة للجامعة سيتوجه إلى بغداد في النصف الأول من الشهر المقبل للنظر في كل الأمور المتعلقة بالقضايا العربية ومتابعة تنفيذ قرارات قمة بغداد.