«سيمنس» تنفي زراعة متفجرات في أجهزة بيعت لبرنامج إيران النووي

الحرس الثوري: إيران يمكن أن تشن ضربة استباقية ضد إسرائيل

صواريخ «زلزال» الإيرانية في عرض عسكري جنوب طهران بذكرى نهاية الحرب العراقية ـــ الإيرانية (أ.ف.ب)
TT

نفت أمس شركة «سيمنس» الألمانية اتهامات إيران لها ببيع أجهزة تحوي على مواد متفجرة لاستخدامها في منشآت إيران النووية، فيما نفت إيران قيامها بأي هجمات إلكترونية على مواقع لبنوك ومنشآت أميركية.

وفندت شركة «سيمنس» الألمانية، أمس، مزاعم نائب إيراني قال إنها زرعت متفجرات في أجهزة بيعت لإيران لتستخدمها في برنامجها النووي. وقال متحدث باسم الشركة متعددة الجنسيات ومقرها ميونيخ: «سيمنس ليست لها علاقات تجارية بالبرنامج النووي الإيراني ولا تورد له أي معدات فنية». وكان علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني قد قال أول من أمس إن معلومات مخابرات ومسؤولين أمنيين رصدوا مواد متفجرة داخل أجهزة تم توريدها لأنشطة إيران النووية.

ونقلت وكالة الأنباء البرلمانية الإيرانية عن بروجردي قوله: «كان من المخطط أن تنفجر هذه الأجهزة متى تستخدم وتلحق أضرارا بكل أنظمتنا، لكن في النهاية ومن خلال معرفة خبرائنا تم إحباط مؤامرة العدو»، وأضاف: «يجب محاسبة الشركة على أفعالها»، وكانت إيران اتهمت إسرائيل وحكومات غربية فيما سبق بمحاولة تخريب برنامجها النووي من خلال اغتيال علمائها النوويين وزرع فيروسات كومبيوتر. وتقول طهران إنها تطور الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وتنفي اتهامات غربية بأنها عقدت العزم على امتلاك قنابل نووية.

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أمس، نقلا عن مصادر مخابراتية لم تسمها، أن دورية للحرس الثوري الإيراني وجدت صخرة عرقلت عملها، وهي تقوم بالتحقق الروتيني من سلامة الخطوط الهاتفية والكهربائية الممتدة إلى منشأة «فردو» النووية من مدينة قم المجاورة، وعندما حاولت نقلها من مكانها انفجرت، لأن الجهاز بداخلها من نوع يدمر نفسه متى تم لمسه، فيما يبدو. وأدى الانفجار حسب الصحيفة إلى قطع الكابلات الرئيسية وتوقف تام في شبكة الكهرباء بالمحطة، التي زارها خبراء متفجرات إيرانيون وعثروا بعد فحص المكان على قطع وأجزاء متناثرة اتضح لهم فيما بعد أنها من جهاز بإمكانه نسخ معلومات وبيانات تتداولها الحواسب الإلكترونية، بالقرب من تلة بنت إيران تحتها منشآت «فردو» ليتنصت على اتصالاتها.

إلى ذلك، نفت إيران أمس ضلوعها في شن هجمات إلكترونية على مواقع لمصارف وشركات أميركية، في رد على اتهامات أميركية لها بشن هجمات على مصالح أميركية بينها 3 بنوك كبرى.

من جهة اخرى, اتهمت إيران أمس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب معلومات سرية عن برنامجها النووي إلى إسرائيل، في وقت أكد فيه مسؤول إيراني تناقص صادرات النفط الإيراني إلى 800 ألف برميل يوميا جراء العقوبات الغربية على قطاع النفط في إيران.

واتهم نائب برلماني إيراني كبير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس بتسريب معلومات سرية عن الأنشطة النووية الإيرانية لإسرائيل.

إلى ذلك، قال محمد رضا باهنر، نائب رئيس البرلمان الإيراني، أمس، إن مبيعات إيران من النفط الخام هبطت إلى 800 ألف برميل يوميا فقط في يوليو (تموز) بسبب العقوبات الغربية لكن من المرجح أن تكون قد تعافت في أغسطس.

وقال باهنر، إن مبيعات بلاده النفطية تراجعت بحدة نتيجة للعقوبات التي تهدف للضغط على إيران للتخلي عن برنامجها النووي.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن باهنر قوله «بلغت مبيعات النفط في الفترة من 21 يونيو (حزيران) إلى 21 يوليو نحو 800 ألف برميل يوميا».

إلى ذلك, أكدت إيران أمس أنها قد تشن هجوما استباقيا ضد إسرائيل حال وضعت الأخيرة خططا لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني إن إيران يمكن أن تشن ضربة استباقية ضد إسرائيل إذا كانت الأخيرة تحضر لمهاجمة إيران، وذلك بعد يوم من تحذير قائد الحرس الثوري بأن إسرائيل ستضرب بلاده لا محالة. وقال الجنرال أمير علي حجي زاده لتلفزيون «العالم» الناطق باللغة العربية إنه إذا دخلت إسرائيل وإيران في نزاع مسلح «يمكن توقع أي شيء.. يمكن أن يتحول ذلك النزاع إلى حرب عالمية ثالثة».

وقال حجي زاده المسؤول عن الأنظمة الصاروخية في الحرس الثوري: «في حال أعد الإسرائيليون العدة لشن هجوم، فمن الممكن أن نشن نحن هجوما استباقيا. ولكننا لا نرى حدوث ذلك في الوقت الحالي». وأضاف أن إيران تعتبر أن أي هجوم تشنه إسرائيل على إيران سيكون حاصلا على الموافقة الأميركية، ولذلك «فسواء شن النظام الصهيوني هجمات بمعرفة الولايات المتحدة أو دون معرفتها، فإننا بالتأكيد سنهاجم القواعد الأميركية في البحرين وقطر وأفغانستان». وقال المسؤول العسكري الإيراني: «إسرائيل لا تستطيع أن تتخيل ردنا، وستلحق بها أضرار جسيمة، وسيكون ذلك بداية لزوالها».

وكان قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري قد صرح أول من أمس أن اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل «سيحدث لا محالة، ولكن ليس من المؤكد كيف وأين». وهذه هي المرة الأولى التي تشير فيها إيران إلى احتمال نشوب نزاع مسلح مع إسرائيل، في حين كانت تستبعد في السابق مثل هذا السيناريو وتتهم قادة إسرائيل بالخداع. وأضاف جعفري أن «هذا الورم السرطاني الذي تمثله إسرائيل يسعى إلى شن حرب علينا، ولكننا لا نعرف متى ستحصل هذه الحرب. لقد باتوا يعتبرون أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لمهاجمتنا». وقال جعفري أيضا: «إذا بدأوا بالهجوم فسيؤدي ذلك إلى دمارهم. والكل يعلم أنهم لن يستطيعوا مواجهة قوة الجمهورية الإسلامية». وأضاف الجنرال جعفري حسب ما نقلت عنه وكالة «فارس» للأنباء أن إيران «تبذل كل الجهود لتعزيز قدراتها العسكرية للدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم». وقال أيضا: «أصبحنا نتعامل بجدية أكبر مع تهديدات عدونا لبلادنا».

وقال نائب جعفري الجنرال حسين سلامي، أمس، لوكالة «فارس» شبه الرسمية إن «استراتيجية إيران الدفاعية تقوم على افتراض أننا سندخل حربا، ومعركة هائلة ضد تحالف عالمي تقوده الولايات المتحدة». وأكد أن الجمهورية الإسلامية وضعت الاستعدادات «لسحق» العدو عن طريق «ضرب قواعد العدو في المنطقة، وأمن النظام الصهيوني (إسرائيل) وسوق الطاقة، إضافة إلى ضرب عناصر قوات العدو». وأضاف: «لن نكون البادئين بالحرب، ولكن إذا شنت أي جهة حربا ضدنا، فسنشن هجمات متواصلة». وازداد التوتر بصورة كبيرة خلال الأسابيع الماضية مع تهديد إسرائيل بشن ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية. وتتهم إسرائيل والغرب إيران بتطوير قدراتها لصنع السلاح النووي. وتؤكد إيران أن برنامجها سلمي ولكنها لم تقدم إجابات كافية للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.