واشنطن ترحب بانتقال قيادة الجيش الحر إلى سوريا

رفضت انتقادات المعارضة بأن المساعدات الأميركية ليست كافية

TT

رحب مسؤولون وخبراء أميركيون بقرار رئاسة الجيش السوري الحر المعارض الانتقال من تركيا إلى «الأراضي المحررة» داخل سوريا. وقالت مصادر رسمية، إن «انتصارات المعارضة، وقدرتها على السيطرة على مناطق داخل سوريا، على الرغم من قوة جيش نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واستمرار استعماله لدبابات وطائرات ضد المعارضة، كانت يجب أن تعجل بانتقال قيادة الجيش السوري الحر إلى داخل سوريا».

وكانت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، قالت إن «توحيد المعارضة السورية سيزيد الضغط على نظام الأسد، وأن الولايات المتحدة ظلت تساهم في جهود دولية لتوحيد المعارضة».

ورفضت نولاند انتقادات من معارضين سوريين أن المساعدات الأميركية للمعارضة السورية ليست كافية. وأشارت إلى أكثر من 25 مليون دولار رصدت «لبرامج التدريب لشريحة واسعة من النشطاء» داخل سوريا. وقالت إنها تركز على المعارضة الداخلية، بالمقارنة مع تصريحات المعارضين في الخارج.

وبطريقة غير مباشرة، قالت نولاند إن انتقادات المعارضة ربما من المعارضين الموجودين خارج سوريا، وذلك لأن المساعدات الأميركية «تركز على المجموعات داخل سوريا».

وأشارت نولاند إلى اجتماعات كثيرة بين هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، وعدد من المعارضين، كان آخرها إسطنبول منذ نحو شهرين. وأن كلينتون عبرت في هذه الاجتماعات عن دعم الحكومة الأميركية للمعارضة، لكنها ركزت على أهمية توحيد المعارضة.

وقالت نولاند إن «توحيد المعارضة يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو رغبات معارضين سوريين في تأسيس حكومة انتقالية سوريا معارضة». لكنها رفضت أن تؤيد أو تعارض الفكرة. وقالت، «نحن نتابع المفاوضات.. وسط شريحة واسعة من جماعات المعارضة. في مطلع يوليو (تموز)، طرحوا ميثاق سلوك، وما يشبه الحقوق الإنسانية الأساسية لمستقبل سوريا. ونحن كنا رحبنا به».

وبدوره قال سونر كاغاباتي، خبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن بعض المقاتلين كانوا اشتكوا أن قيادة الجيش السوري الحر يجب أن تكون بجوارهم، بدلا من تركيا. وأضاف: أن «انتقال القيادة إلى سوريا يمكن أن يكون تطورا رئيسيا، أنه يعطي الفرصة لتصبح المعارضة السورية في تركيا معارضة سورية حقيقية، بدلا من المخاطرة بالتحول إلى معارضة في تركيا». وأشار إلى أن وجود المعارضة السورية في تركيا تعارضه أحزاب معارضة تركية، وأن الطائفة الشيعية العلوية في تركيا تشكل دعما كبيرا في تركيا للأسد. ووصفت هذه الطائفة المتمردين السوريين بأنهم «إرهابيون». ودعت إلى طرد، ليس فقط المقاتلين السوريين، ولكن أيضا 120.000 تقريبا من اللاجئين السوريين.

كما رحب مسؤولون أميركيون بتصريحات أدلى بها رجب أردوغان، رئيس الوزراء التركي لصحيفة «واشنطن بوست» بان الأسد لا بد أن يرحل لأن «التاريخ يوضح لنا أن الحكام الذين يستبدون على شعوبهم لا بد أن يرحلوا». وقال المسؤولون الأميركيون إن واشنطن ظلت تكرر هذا الموقف.

وكان أردوغان قال إن كلا من قطر وتونس عرضتا إيواء الأسد إذا قرر الرحيل، لكنه تحاشى انتقاد اقتصار التدخل الأميركي على المساعدات الإنسانية والفنية. وتحاشى التحدث عن التزام تركيا بالاشتراك في حظر الطيران فوق سوريا قرب الحدود السورية من دون قرار من مجلس الأمن.