الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.. منتدى لعرض أزمات وقضايا دول العالم

رئيس وزراء الصومال كرس وقته للترويج لدولته بوصفها «فرصة استثمار وليست نموذج كارثة»

رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي محمد علي
TT

ربما يوصف الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي ينتهي يوم الاثنين بكلمات ختامية قصيرة، بأنه مؤتمر لمناقشة مجموعة موجزة ختامية من الخطابات، بعضها يمثل آمالا بعيدة المنال.

ومع وفود شخصيات رفيعة المستوى من شتى بقاع الأرض، يتيح المهرجان الدبلوماسي فرصة نادرة لشخصيات مثل عبد الولي محمد علي، رئيس وزراء الصومال، الذي كرس وقته للترويج لدولته هذا الأسبوع بوصفها فرصة استثمار وليست نموذج كارثة. وضغط جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» الهارب من العدالة، من أجل إسقاط التهم المنسوبة إليه عبر مقطع فيديو تم بثه عبر الأقمار الصناعية، يتفاخر فيه بأنه كان المدافع العالمي الحقيقي عن حرية التعبير، ويشير إلى الرئيس أوباما بوصفه رئيسا زائفا.

ألديك فكرة عن كيفية وضع حد للفقر في العالم؟ من الممكن أن يحتل هذا مساحة ضخمة في هذا الوقت من العام، ويجذب أميرة فاتنة.

تجاهل النقاد المشهد الاستثنائي بأكمله، بما يضمه من أكثر من 120 من زعماء العالم ومواكبهم، مثلما كانت دورة الألعاب الأولمبية بالنسبة للمتحدثين المفوهين. لكن ليس ثمة أي اجتماع على هذه الشاكلة بالنسبة لأي شخص لديه قضية عالمية يرغب في عرضها، بصرف النظر عن مدى صعوبة تناولها.

وعلى مدار الأسبوع، أخبر علي القادة بأن بإمكانه إقناعهم بأنهم مخطئون تماما بشأن بلده. من المؤكد أن الانتحاريين قد حاولوا اغتياله عدة مرات، لكن أي دولة في هذه الأيام ليست لديها مثل هذه الكوارث. فبعد أكثر من 20 عاما من الحرب الأهلية، يتباهى الصومال بدستور جديد وحكومة جديدة مصدق عليها دوليا. وتعتبر حركة «الشباب المجاهدين» المحلية التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تعرضت لهجوم ضخم يوم الجمعة، في حالة تداع. وتملك الدولة أطول خط ساحلي في أفريقيا، وتعتبر إحدى أكبر الدول في عدد الماشية التي يملكها كل فرد في القارة.

وقال علي (47 عاما)، أستاذ الاقتصاد السابق بجامعة نياغرا في نيويورك «كل ما يعرفونه هو القرصنة والخروج على القانون والفوضى وحركة الشباب المجاهدين والمجاعة». وأضاف «لدينا ما هو أكثر بكثير من ذلك! نملك كما من الموارد يفوق سنغافورة!». وتروج كل الدول التي تأمل في محو عقود من سوء الحظ لنفسها بوصفها «سنغافورة القادمة». وعادة ما توصف تلك الدول التي يخشى من انزلاقها إلى حافة الهاوية أيضا بأنها «الصومال القادم». وواجه علي ذلك بقوله «اعتدنا أن يشار إلينا بمسمى (أمة الشعراء)». إنه يرغب في الحصول على مساعدة في مجال التنمية، وليس تخفيفا لحدة الأزمة، وهو ما يبدو مهمة صعبة في الفترات الاقتصادية العصيبة على مستوى العالم.

في الأغلب، تجنب علي دائرة الاستقبال المحمومة، مركزا بدلا من ذلك على مقابلة المسؤولين الأربعين الذين حضروا اجتماع «أصدقاء الصومال». وعلى الرغم من ذلك، فقد قدم استثناء للجانب الأسترالي. وتخوض أستراليا معركة من أجل الحصول على مقعد لمدة عامين في مجلس الأمن. لم يكن علي ليقول ذلك، لكن الدول الثرية التي تتوق للحصول على ذلك المقعد تتجه لتقديم مساعدات جديدة بحماسة شديدة (في أي موضع آخر، كان من الممكن أن يوصف هذا بأنه شراء للأصوات، وهي ممارسة تدينها الذراع الانتخابية للأمم المتحدة. ومع ذلك، ففي انتخابات مجلس الأمن، يطلق على ذلك اسم «إظهار التزامك بالتنمية»).

ربما لا تكون المنافسة على الفوز بمقاعد في مجلس الأمن أهم حدث تصويت وشيك الحدوث. فقد طلب من العديد من القادة الإدلاء برأيهم حول الانتخابات الأميركية. وقد انزلق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى تأييد ماكر، مع إعلانه أنه لن يفعل ذلك «إنني حريص على عدم التفوه ببنت شفة، لأنه بإمكانك تخيل أنه إذا ما كان لشخص اشتراكي أن يدعم أحد المرشحين الاثنين، فربما يمثل هذا ضررا بالنسبة له». ولدى سؤاله عما إذا كان لم ينزعج من أن الرئيس الأميركي طلب عدم مقابلته أو أي قائد آخر بمفرده، رد هولاند قائلا «كلا، أعتقد أن الجميع يفهم بشكل كامل أن باراك أوباما يدير حملته الانتخابية». وأضاف «المهم أن نراه بعد نوفمبر (تشرين الثاني)، على حد افتراضي». وبالطبع كان أحد الأشخاص الأقل تحمسا لأوباما هو أسانج. ومنذ يونيو (حزيران)، يختبئ أسانج في شقة تقع على الطريق المؤدي إلى سفارة الإكوادور في لندن، خشية تسليمه إلى السويد لاستجوابه بخصوص اتهامات بجرائم جنسية.

ويرى أن هذا مجرد ستار دخاني ضد المقاضاة من قبل الولايات المتحدة. وقد ترأس وزير خارجية الإكوادور، ريكاردو باتينو، اجتماعا خاصا للسماح لأسانج بالتقدم بطلب للحصول على حق اللجوء السياسي في أميركا الجنوبية على موقع فيديو تم بثه عبر الأقمار الصناعية، بعد يوم واحد من تقديم أوباما دفاعا قويا عن حرية التعبير.

إن القضايا الدولية المعقدة نادرا ما يتم إيجاد حلول لها أثناء الاجتماعات الماراثونية. على سبيل المثال، لم يجتذب علي أي تعهدات جديدة بتقديم مساعدات للصومال. غير أنه ثبت أن إغراء الاستحواذ على أي اهتمام ولو عابر من عدد هائل من القادة لا يقاوم.

ونظمت الدنمارك حدثا للسماح لميت هوفمان ماير ونيك فريزر، لعرض مقاطع من سلسلة أفلام وثائقية تحمل اسم «لماذا الفقر؟» قاما بإنتاجها. وقد أضفت الأميرة ماري، أميرة الدنمارك، والممثل داني غلوفر، على الحدث سحر المشاهير المطلوب في أي حدث على هذه الشاكلة. وقد أقنعت ماير، القوة الموجهة وراء سلسلة سابقة تحمل اسم «لماذا الديمقراطية؟»، 70 جهة بث حول العالم ببث الأفلام في نوفمبر، والتي ينتظر أن تجذب جمهورا يبلغ عدده 500 مليون شخص.

* خدمة «نيويورك تايمز»