أبو حمزة المصري يخسر آخر طعن ضد حكم ترحيله لأميركا

حكم نهائي للقضاء البريطاني بتسليم 5 إسلاميين.. واشنطن ترحب.. ولندن ستسلمهم بأسرع ما يمكن

مظاهرات للإسلاميين أمام المحكمة العليا بوسط لندن في محاولة أخيرة لمنع ترحيل أبو حمزة وزملائه الأربعة إلى أميركا .. وفي الإطار أبو حمزة المصري (إ.ب.أ) (إ.ب.أ)
TT

قرر القضاء البريطاني بشكل نهائي تسليم الإسلامي المتشدد أبو حمزة المصري وأربعة مطلوبين آخرين للولايات المتحدة لمحاكمتهم بتهم إرهاب. وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية أنها سوف تسلم المطلوبين بأسرع ما يمكن.

وشمل الحكم أيضا تسليم كل من بابار أحمد وسيد طه إحسان، وعادل عبد الباري المحكوم عليه بالإعدام غيابيا في مصر في قضية خان الخليلي، وخالد الفواز (سعودي) متهم في تفجير السفارتين، لأنهم فشلوا في تقديم مبرر يحول دون تسليمهم.

وجاء هذا الحكم بعد قرار محكمة حقوق الإنسان الأوروبية الداعم للقضاء البريطاني في حكم تسليمهم.

وقالت المحكمة العليا البريطانية أمس إنها غير مقتنعة بدفاع أبو حمزة القائل بأن حالته الصحية لا تسمح بتسليمه.

وكانت تلك آخر محاولة من جانب أبو حمزة المصري وأربعة آخرين متهمين بالإرهاب ومطلوبين للولايات المتحدة لوقف الترحيل إلى واشنطن.

وقالت المحكمة البريطانية إنه من الأفضل الإسراع بمثول أبو حمزة أمام القضاء. وأضافت: «كلما كان ذلك أسرع، كان أفضل». وكانت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية قد قضت الشهر الماضي بأن من حق بريطانيا الاستجابة لطلب واشنطن تسليم المشتبه فيهم الخمسة. ورحبت وزارة الداخلية البريطانية بالقرار وقالت: إنها تعمل الآن على تسليم المطلوبين للولايات المتحدة بأسرع ما يمكن. من ناحية أخرى رحبت الحكومة الأميركية أمس بقرب تسليم بريطانيا للإسلامي أبو حمزة المصري وأربعة متهمين معه تلاحقهم بمزاعم أنشطة مرتبطة بالإرهاب.

وقال دين بويد المتحدث باسم وزارة العدل الأميركية بعيد رفض المحكمة العليا في لندن الطعن الذي تقدم به أبو حمزة والأربعة الآخرون بقرار تسليمهم لواشنطن: «نرحب بأن تكون آلية التسليم في هذه القضايا قد بلغت خواتيمها». وأكد بويد: «العمل مع السلطات البريطانية على التفاصيل لنقل هؤلاء الأفراد إلى الولايات المتحدة، حيث سيحالون على القضاء».

وكان المتهمون الخمسة تقدموا بطعن في اللحظة الأخيرة أمام المحكمة العليا الأسبوع الماضي، بعد موافقة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على تسليمهم. وأبو حمزة المولود في مصر والذي يحمل الجنسية البريطانية يبلغ من العمر 54 عاما وملاحق بـ11 تهمة متعلقة بالإرهاب. وكان محامو أبو حمزة قالوا: إن صحة موكلهم تدهورت خلال الوقت الذي أمضاه في السجن وإنه يعاني من الاكتئاب وفقدان الذاكرة قصيرة الأمد. غير أن محامي وزارة الداخلية البريطانية قالوا: إنه إذا كان حمزة يعاني من «حالة نفسية سيئة» فإنه يتعين عدم تأجيل مثوله أمام المحكمة. ويحاول الإمام السابق لمسجد فينسبري بارك منذ ثماني سنوات الحيلولة دون ترحيله فيما تتهمه واشنطن بالمشاركة في اختطاف 16 سائحا غربيا في اليمن عام 1998 قتل أربعة منهم أثناء عملية عسكرية لتحريرهم.

ويواجه أبو حمزة المصري إحدى عشرة تهمة تتصل بالإرهاب، بجانب اتهامه بتسهيل إقامة معسكر لتدريب الإرهابيين في الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2001 وبالمساعدة في تمويل جهاديين يرغبون في التوجه إلى الشرق الأوسط لتلقي تدريب على أعمال إرهابية.

وتشير الاتهامات الأميركية إلى أن بابار أحمد وسيد طلحة كانا يديران موقعا إلكترونيا جهاديا يدعم الإرهاب ماديا، أما عادل عبد الباري وخالد الفواز، فيواجهان تهمة العمل كمندوبين لأسامة بن لادن في العاصمة البريطانية لندن.

وتتهم واشنطن الرجل المولود في مصر والبالغ من العمر 54 عاما بدعم «القاعدة» والضلوع في عمليات خطف في اليمن والتخطيط لفتح معسكر أميركي لتدريب متشددين. وساءت سمعة أبو حمزة المصري أكثر بعد إشادته بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة.

ورفض القضاة في محكمة لندن العليا طلبه بإجراء مزيد من الفحوص الطبية التي قال محاموه إنها ستثبت عدم إمكانية ترحيله. ويمهد هذا الرفض الطريق أمام تسليمه إلى الولايات المتحدة. وقال القاضي جون توماس إن «الترحيل قد يبدأ على الفور». وخسر أربعة آخرون مشتبه بهم طلبات استئناف ضد قرارات ترحيل للولايات المتحدة.

ونظم حشد من نحو مائة شخص من الأصوليين احتجاجا أمام المحكمة رددوا فيه هتافات تطالب بالإفراج عن أبو حمزة، كما رفعوا لافتات تقول «أوقفوا الترحيل»، و«الديمقراطية تساوي النفاق».

ويقول أبو حمزة، الذي قد يقبع في سجن شديد الحراسة في كلورادو، وهو السجن نفسه الذي يحتجز فيه عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية المصرية، والأصولي المصري سيد نصير قاتل الحاخام كاهانا، لقضاء عقوبة تزيد على مائة عام، إنه يواجه معاملة غير إنسانية في الولايات المتحدة. وكان أبو حمزة يعمل واعظا في أحد المساجد بشمال لندن، قبل أن تغلق اسكوتلنديارد مسجده في منطقة فنسبري بارك بشمال لندن. لكنه أدين في ما بعد داخل بريطانيا بتهمة التحريض على القتل والكراهية العنصرية.

ويتوج هذا القرار معركة قانونية طويلة شهدت تقديم أبو حمزة المصري لاستئناف جديد في بريطانيا الأسبوع الماضي بعد أن رفضت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية محاولته السابقة لتفادي ترحيله إلى الولايات المتحدة.