مفتي مصر: لا يجوز شرعا مخالفة لوائح السلطات السعودية المنظمة لمناسك الحج

أفتى بأن تدخين ضيوف الرحمن في الحج حرام.. لكن لا يمنع قبول الفريضة

TT

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، إنه لا يجوز شرعا للحاج مخالفة القواعد التي أقرتها سلطات المملكة العربية السعودية من تنظيمات ولوائح في الحج تحقق مصالح ضيوف الرحمن، داعيا الحجاج إلى الدعوة لمصر بأن «يقيها المولى عز وجل من كيد المعتدين».

وبينما أفتى الدكتور جمعة بأن «التدخين في الحج حرام شرعا.. لكن لا يمنع قبول الفريضة»، أرجع علماء دين حرمة التدخين في الحج لكون المدخن ارتكب معصية، ومن ثم تؤثر على ثوابه.

إلى ذلك، أوصى علماء الأزهر بالقاهرة حجاج بيت الله الحرام بأن يتحروا أن تكون نفقة حجهم حلالا ليكون أبلغ في استجابة دعائهم.

من جانبه، طالب مفتي مصر حجاج بيت الله «بضرورة التزام الوصايا الشرعية، وعدم الوقوع في المخالفات والممارسات الخاطئة التي يتهاون فيها الكثير، والمتمثلة في التخلف وعدم الالتزام بمواعيد العودة، ولوائح تحديد إعداد الحجيج التي جاءت للمصلحة العامة، حفاظا على سلامة الحجاج، وتيسير أدائهم للمناسك في سهولة ويسر».

ودعا المفتي الحجاج إلى «مراعاة الالتفات إلى ما أقره مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وما أفتت به دار الإفتاء المصرية منذ سنوات، بجواز رمي الجمرات طوال اليوم تخفيفا على الحجاج، خاصة في حالات الزحام الشديد في هذا الزمان»، مؤكدا أن «المشقة تجلب التيسير».

وأوضح الدكتور علي جمعة أنه يجب على الحاج استحضار النية والإخلاص ومجاهدة النفس، مع الإكثار من الدعاء، وأن أعظم ما في تلك الأيام المباركة يوم عرفة الذي ينتظره الصالحون، وقد أعدوا السؤال واستحضروا الحاجات فيسألون ربهم تعالى خيري الدنيا والآخرة، مع تكرار الاستغفار والتلفظ بالتوبة.

ودعا الدكتور جمعة الحجاج إلى الدعاء لمصر بأن يحميها المولى تبارك وتعالى من كل سوء، ويجعلها دائما وأبدا بلد الأمن والأمان، ويقيها شر الفتن وكيد المعتدين، قائلا: «يجب على الحاج شكر الله على هذه النعمة، وأن يعلم أن من صفات الشكر وعلامات القبول توفيق الله لحسن أداء العبادات والمناسك، والتحلي بالآداب الإسلامية للفوز بحج مبرور وسعي مشكور، وتجارة لن تبور، حتى يرجع من حجه كيوم ولدته أمه».

في السياق ذاته، أفتى الدكتور علي جمعة بأن التدخين في الحج حرام شرعا.. لكن لا يمنع قبول الفريضة، فيما قال الشيخ هاني الصباغ، الواعظ بالجامع الأزهر، إن «التدخين في الحج أشد حرمة، بدليل أن المسلم خرج حاجا تاركا الأهل يريد رحمة ربه، وعليه أن يكون أشد امتثالا لأمر ربه».

وأضاف الشيخ الصباغ أن من يدخن في الحج حجه صحيح؛ لكن التدخين حرام لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، لافتا إلى أن «القاعدة الفقهية تقول إن كل ما أضر بالمال والصحة حرام، والتدخين مضر لهما معا».

وقال الدكتور محمد وهدان، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن «أقل ما يقال في التدخين أنه مكروه، وفي الحج يصل لحد الحرمة المؤكدة، لأن الحج عبادة يؤديها الإنسان ويرجو بها الخلاص، ويعود منه كيوم ولدته أمه».

وأوضح وهدان أن «التدخين لا يؤثر على قبول الحج، حيث سقطت الفريضة عنه؛ لكنه قد يؤثر على ثواب الحاج المنتظر من الحج، لأنه أتى بضرر لنفسه وللآخرين، فالمدخن في الحج مرتكب معصية ومن ثم تؤثر على ثوابه».

من جانب آخر، أوصى الدكتور عادل عبد الله، الأستاذ بمعهد الدعاة بوزارة الأوقاف المصرية، الحجاج بأن يزيدوا من الصدقات والإحسان خلال الحج، وأن تكون نفقة الحاج خلال رحلة الحج من ماله الحلال ليكون أبلغ في استجابة دعائه، قائلا: «من حج بمال حرام صح حجه؛ لكنه ليس حجا مبرورا».

وتابع عبد الله: «يجب على الحاج قبل الشروع في أداء مناسك الحج أن يرد ما في ذمته من أموال وودائع وأمانات لأهلها، فلا يسافر قبل أن يقضي كل الحقوق المالية وغيرها، ويرضي من خاصمهم، ويستسمح كل من كان بينه وبينه شحناء، فظلمه بشتم أو غيبة، وأن يتوب من جميع المعاصي والمكروهات، وأن يستكثر من النفقة ليتقي به سؤال الناس ويواسي منه المحتاجين».

وقال الدكتور عبد الله: «يجب على الحاج أن يكثر من الأدعية لنفسه ولغيره، وأن يداوم على الطهارة، وأن يجتنب الإكثار في المأكل والمشرب، وأن يحرص على فعل المعروف بكل ما يمكنه، فيحمل المنقطع عن رفقته إذا تيسر له، ويسقي الماء عند الحاجة إليه إذا أمكنه، لأن أفضل الصدقات ما وافق ضرورة أو حاجة».