خطاب مرسي في ذكرى أكتوبر يثير جدلا بين المصريين

البعض انتقد تركيزه على مخاطبة جماعته

الرئيس محمد مرسي يلقي خطابه في ذكرى حرب أكتوبر باستاد القاهرة أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

«إيه الأرقام دي كلها.. إحنا عايزين نحس بالإنجازات على أرض الواقع بدل الخطب والكلام الإنشائي»، هكذا عبر أحمد عبد الحميد، مدرس تربية رياضية بإحدى المدارس الحكومية، عن رأيه فيما تضمنه الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري محمد مرسي في الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، في استاد القاهرة الليلة قبل الماضية.

وكان عبد الحميد يجلس على مقهى شعبي يقع على أطراف حي الزمالك يشرب كوبا من الشاي، وينفث دخان سيجارته محلية الصنع، وهو يشاهد الخطاب مع اثنين من أصدقائه. ويضيف عبد الحميد: «لم أعرف أن هناك خطابا للرئيس مرسي في ذكرى حرب أكتوبر؛ إلا عندما شاهدته في تلفاز المقهى». وقال: «الرئيس مرسي يخاطب أعضاء جماعته الذين يهللون لما يقول دون تفكير».

وينتمي الرئيس محمد مرسي لجماعة الإخوان المسلمين وكان عضوا في مكتب إرشاد الجماعة، قبل أن يشغل منصب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لها، الذي تأسس بعد ثورة 25 يناير.

ويقول عبد الحميد: «ما هي الاستفادة التي ستعود علي وعلى حياتي اليومية كمواطن من قيام رجال المرور بتحرير مائة ألف أو حتى مليون مخالفة مرورية أو ضبط ألف متهم، أين تحسين الأجور وتوفير أنبوبة البوتاغاز ورغيف الخبز؟».

أما أنور عبد الباقي، سائق تاكسي، فقد استقبل خطاب الرئيس المصري وهو يضرب كفا بكف، قائلا: «إذا كان تم كشف غموض 600 جريمة، كم يبلغ عدد الجرائم التي لم يتم اكتشافها بعد؟ وكم عدد المجرمين الذين ما زالوا طلقاء حتى الآن؟».

وأعلن الرئيس مرسي في خطابه أن الأجهزة الأمنية كشفت غموض 600 حادث وقع قبل أن يتولى الحكم، واسترداد 6600 سيارة مسروقة، بالإضافة إلى ضبط 830 مسجل خطر في حملة أمنية كبيرة في بحيرة المنزلة (شمال مصر).

ويضيف عبد الباقي: «ما زال الجانب الأمني يتمثل في انتشار رجال الشرطة والمرور في الشوارع صباحا فقط لتحصيل الغرامات المرورية؛ لكنهم يختفون ليلا، حتى أنني ما زلت أمتنع عن توصيل الزبائن إلى المناطق البعيدة».

ويقول: «الرئيس مرسي تحدث عن حل أزمة المرور في الشوارع بنسبة 60 في المائة، وأؤكد من واقع عملي كسائق للتاكسي أجوب الشوارع يوميا أن الأمر لم يتحسن ولو بنسبة 10 في المائة».

أما عبد السلام التركي، وهو ترزي، فقال: «دعوا الرجل (الرئيس مرسي) يعمل، فلا يعقل أن فساد 30 عاما يمكن إصلاحه في مائة يوم.. إنه ليس ساحرا ليقلب الأوضاع من النقيض إلى النقيض».

وأدى الرئيس مرسي اليمين الدستورية لتولي منصب رئيس الجمهورية في 30 يونيو (حزيران) الماضي، بعد أن فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت جولة الإعادة فيها في شهر مايو (أيار) الماضي.

وأضاف عبد السلام: «هناك تحسن ملموس، شعرت به في مجال الخدمات اليومية؛ لكن هناك من يحارب لكي تبقى المساوئ القديمة على حالها، ففلول النظام السابق لا يريدون أن يشعر الناس بأي إنجاز».

فيما رد أحمد عبد الرحيم، وهو موظف، قائلا: «بالطبع لا يمكن محو فساد ثلاثين عاما في مائة يوم؛ لكن الرئيس مرسي هو الذي حدد في برنامجه الانتخابي فترة المائة يوم، وزعم أنه قادر على تحقيق الكثير من الإنجازات؛ إلا أن الحقيقة هي أنه لم يحقق سوى النذر اليسير منها».

وأضاف: «كنت أنتظر من الرئيس مرسي أن يحدد موعدا لتطبيق الحد الأدنى للأجور، والحديث عن الاستثمارات التي وعدت جماعة الإخوان المسلمين بضخها والتي لم نر منها شيئا».