هدوء حذر في رفح المصرية بعد إطلاق رصاص على مسيحيين.. ومنازلهم في حماية المدرعات

مصادر أمنية نفت الحادث وشهود عيان أكدوا أنه متعمد.. والكنيسة ألغت بسببه قداس الأحد

TT

قالت مصادر أمنية وشهود عيان، إن حالة من الهدوء الحذر سادت مدينة رفح المصرية، أمس، وسط تعزيزات أمنية مكثفة بالمدينة في أعقاب تجدد تعرض المسيحيين بالمدينة الحدودية إلى إطلاق نار دون وقوع إصابات، حيث أطلق مسلحون أول من أمس الرصاص على منزل أحد المسيحيين من أسلحة آلية.

ويأتي الحادث بعد ساعات من زيارة الرئيس محمد مرسي للعريش وطمأنة الأسر المسيحية التي طالبت بالرحيل عن المدينة بعد تلقيها تهديدات بالقتل.

وألغت كنيسة العريش قداس الأحد احتجاجا على استمرار تعرض الأسر المسيحية للتهديد. ويعد هذا الحادث هو الثاني من نوعه برفح بعد تلقي التهديدات لإجبارهم على الرحيل. وأكد شهود العيان أن ملثمين يستقلون سيارة نصف نقل دون لوحات، قاموا بإطلاق النار على منزل يقطنه مسيحي، وأن طلقات النار أثرت على نافذة المنزل حيث أدت إلى تطاير أجزاء من مواد البناء.

لكن مصادر أمنية قالت، إن إطلاق النار لم يكن مقصودا به المنزل، وإن قوات الأمن كانت تطارد بعض الأشخاص المشتبه فيهم، وإن الطلقات ناتجة عن المطاردة.

وأشارت المصادر إلى أن العربات المدرعة طوقت المنزل الذي تعرض لإطلاق الرصاص بعد دقائق من الحادث وأنها قامت بعمليات تمشيط بحثا عمن قاموا بالهجوم.

وأضافت أنه تم تكثيف الوجود الأمني بالمدينة وحول منازل ومتاجر المسيحيين، كما تمت زيادة الحواجز الأمنية في مدينة رفح في محاولة لمنع هروب المسلحين في حالة تجدد إطلاق الرصاص.

وقالت مريم بديع، وهي السيدة التي تعرض منزلها لإطلاق الرصاص أول من أمس، إنها لم تخرج من منزلها ولم تذهب إلى عملها بمرفق مياه رفح كما لم يخرج أبناؤها من المنزل بسبب مخاوفهم مما حدث.

وأضافت أن أجهزة الأمن أبلغتها بأن إطلاق الرصاص لم يكن مقصودا، وأنه تم أثناء مطاردة بعض المطلوبين داخل رفح، لكنها تابعت: «لكني أعتقد أن إطلاق الرصاص كان يستهدف المنزل بالفعل».

وقال سكان بالمدينة إن المهاجمين استخدموا الأسلحة الآلية بصورة خاطفة في إطلاق الرصاص على المنزل في محاولة لإخافة المسيحيين برفح وإجبارهم على ترك المدينة. وكانت 7 أسرة مسيحية برفح قد طالبت بالرحيل خوفا على حياتها بعد تعرضها للقتل في حالة عدم تركها المدينة بعد تلقيها تهديدات؛ إلا أنها تراجعت عن الأمر بعد تعهد أجهزة الأمن بحمايتهم من أي اعتداء.

عززت قوات الجيش من وجودها داخل رفح وأمام منازل الأقباط؛ إلا أن ذلك لم يمنع من تكرار الاعتداء.

وفتح رجلان مسلحان على دراجة نارية النار على متجر يملكه مسيحي في رفح يوم الأربعاء قبل الماضي ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات.

وطمأن الرئيس مرسي المسيحيين خلال زيارته الجمعة الماضية إلى مدينة العريش عاصمة شمال سيناء وأعلن أن الدولة ملتزمة بحماية المسيحيين؛ لكن محللين قالوا إن إسلاميين يحتمل أنهم على صلة بتنظيم القاعدة أصبح لهم وجود قوي في المنطقة التي باتت خارج سيطرة السلطات في البلاد.

وعبرت إسرائيل عن مخاوفها بشأن الأمن في سيناء حيث وقعت أربع هجمات عبر الحدود على الأقل منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) عام 2011.