رومني يتعهد بتسليح المعارضة السورية لهزيمة الأسد وحليفته وإيران

وعد بالتعاون مع دول الخليج في خطاب حول السياسة الخارجية.. وشبه اعتداءات السفارات بهجمات 11 سبتمبر

المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية ميت رومني خلال خطابه امام العسكريين في معهد فيرجينيا العسكري أمس (أ.ب)
TT

في خطاب رئيسي عن السياسة الخارجية ألقاه أمس، تعهد المرشح الجمهوري ميت رومني بأن إدارته ستعمل على التعاون مع قوى المعارضة السورية التي تؤيد القيم الأميركية، وضمان حصولهم على الأسلحة اللازمة لهزيمة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ووضع حد للحملة القمعية التي يشنها النظام.

وقال رومني في خطابه الذي ألقاه في ولاية فرجينيا، التي تعتبر من الولايات الحاسمة في الحملة الرئاسية الأميركية المقررة الشهر المقبل، «تقوم إيران بإرسال الأسلحة إلى الأسد لأنهم يعرفون أن سقوطه سيكون هزيمة استراتيجية لهم. علينا أن نعمل في نشاط مع شركائنا الدوليين لدعم كثير من السوريين الذين سيحققون هذه الهزيمة لإيران، بدلا من الجلوس على الهامش».

ونقل كلام سيدة سورية لم يذكر اسمها أنها قالت، «لن ننسى أنكم (الأميركيون) نسيتمونا»، وحمل الرئيس باراك أوباما مسؤولية «الجلوس على الهامش». وقال إنه سوف يسلح المعارضة بما يجعلها قادرة على «مواجهة طائرات ودبابات وصواريخ» الأسد، داعيا إلى التعاون «مع الذين سيقودون سوريا بعد سقوط نظام الأسد».

كما أشار المرشح الجمهوري إلى تغلغل القاعدة في سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، والصومال، ووجه انتقادات إلى أوباما لأنه سحب القوات الأميركية من العراق «فجأة»، وأنه كان يجب أن يأمر بانسحاب تدريجي. وحمل تنظيم القاعدة والنفوذ الإيراني مسؤولية العنف في العراق.

وأشار إلى دعم إيران للإرهاب، ومحاولة اغتيال عادل الجبير السفير السعودي في واشنطن العام الماضي، وحذر من أن إيران «اقتربت من إنتاج قنبلة نووية أكثر من أي وقت مضى»، واعتبر أن إسقاط نظام الأسد سيشكل هزيمة كبرى للنظام الإيراني أيضا.

وحذر رومني من توتر الوضع على الحدود بين سوريا وتركيا، متهما أوباما بأنه يكرر أن الأسد يجب أن يرحل من دون أن يتخذ خطوات حازمة للإسراع برحيله. وتعهد بوضع استراتيجية أميركية أمنية شرق أوسطية، تربط بين أمن أميركا وأمن الشرق الأوسط، معتبرا أن الوضع في الشرق الأوسط الآن متوتر أكثر منذ صار أوباما رئيسا سنة 2009.

كما تعهد رومني بزيادة عزلة إيران، والتعاون مع الدول الخليجية، وأنه سيأمر بوجود مستمر للأساطيل الأميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط والخليج، و«لن يكون هناك أي جفاء مع حليفتنا الأولى إسرائيل». وقال إنه سيعين مسؤولا أميركيا كبيرا لينسق الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.

ودعا رومني المصريين إلى المحافظة على المعاهدة مع إسرائيل، وإلى إقامة نظام ديمقراطي يمثل كل المصريين. ومن دون أن يهدد تهديدا مباشرا، ربط بين هذه المطالب وبين المساعدات الأميركية إلى مصر.

وفي هذا الخطاب الرئيسي عن السياسة الخارجية، والذي يعتبر أول خطاب في الموضوع بعد أن فاز بترشيح حزبه لرئاسة الجمهورية، انتقد رومني سياسة منافسه أوباما نحو إسرائيل، وانتقده لأنه لم يزر الدولة العبرية بعد أن صار رئيسا.

وحول الهجمات على السفارات بسبب الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أشار رومني إلى الهجوم في بنغازي الذي أدى إلى قتل السفير الأميركي في ليبيا وثلاثة من مرافقيه، وإلى موجات العنف والمظاهرات المعادية للولايات المتحدة، خاصة في دول الربيع العربي. وقال، «حان الوقت لتغيير المسار في الشرق الأوسط. أعرف أن الرئيس يأمل في شرق أوسط أكثر أمنا، وأكثر حرية، وأكثر ازدهارا، ومتحالفا مع الولايات المتحدة. أنا أشاطره هذا الأمل. لكن، ليس الأمل استراتيجية. ونحن لا نقدر على دعم أصدقائنا وهزيمة أعدائنا في الشرق الأوسط عندما لا تكون كلماتنا مدعومة بأفعال».

وقال، «يجب عدم اعتبار الهجمات ضد أميركا في الشهر الماضي أفعالا عشوائية. إنها تعبير عن نضال أكبر عبر الشرق الأوسط، المنطقة التي هي الآن في خضم الاضطرابات الأكثر منذ قرن من الزمان. تمكن رؤية خطوط الصدع لهذا الصراع في ما حدث في بنغازي».

وأضاف: «الهجوم على قنصليتنا في بنغازي من المرجح أنه من أعمال نفس القوى التي هاجمت وطننا في 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001. لا يمكن لوم الهجوم الأخير على شريط فيديو يهين الإسلام ويستحق الشجب. على الرغم من محاولات الإدارة (إدارة أوباما) إقناعنا بهذا اللون لفترة طويلة. كما اعترفت الإدارة أخيرا، أن هذه الهجمات كانت أعمالا متعمدة من جانب الإرهابيين».

وفي مجالات غير الشرق الأوسط، كرر رومني تشدده نحو الصين وروسيا. وحذر أوباما من المساس بميزانية القوات الأميركية المسلحة. ودعا الحلفاء إلى مساهمات أكثر لمواجهة «التغييرات الاستراتيجية الكبيرة» حول العالم. وإلى زيادة نسب ميزانيات الدفاع في ميزانيات هذه الدول.

وأشار إلى الجنرال مارشال، من القادة العسكريين الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية، والذي صار في وقت لاحق وزيرا للدفاع والخارجية، وهو صاحب «مشروع مارشال» لمساعدة أوروبا سياسيا واقتصاديا، وتخرج من نفس الكلية العسكرية، وقال إن الولايات المتحدة يمكن أن تساعد دول الشرق الأوسط «لنشر المبادئ الاستثنائية الأميركية».

وتعمد رومني إلقاء هذا الخطاب المتشدد في معهد فيرجينيا العسكري في لكسنغتون، في وسط الولاية، وفي منطقة محافظة، بالمقارنة مع شمال الولاية المجاور للعاصمة واشنطن.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن رومني يحاول التفوق على أوباما في هذا المجال لأن الاستفتاءات أوضحت أن الأميركيين يعتقدون أن أوباما أفضل على رومني في مجال الأمن الأميركي والسياسة الخارجية. وأظهر استفتاء أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وتلفزيون «آي بي سي» قبل أسبوعين أن أوباما يتفوق بخمس نقاط في التعامل مع المخاوف الدولية، ووقاية الأمن الأميركي. غير أن الفرق كان ضعف ذلك تقريبا في بداية السنة.