بانيتا يؤكد وجود عسكريين أميركيين في الأردن لمواجهة تبعات الأزمة السورية.. وعمان تنفي

تعزيزات عسكرية حدودية تحسبا من عناصر لحزب الله والحرس الثوري الإيراني

نازحون سوريون يحاولون عبور نهر إلى تركيا في منطقة هاتاي على الحدود مع سوريا (رويترز)
TT

بالتزامن مع نفي مصدر عسكري أردني مسؤول لتقارير إخبارية تحدثت عن وجود قوات أميركية في الأردن لمواجهة تبعات الأزمة السورية، أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن واشنطن أرسلت قوات عسكرية إلى الحدود الأردنية السورية للمساعدة في بناء مقر في الأردن، ومساعدة اللاجئين السوريين أو مساعدة القوات المسلحة الأردنية لمواجهة أي أخطار تتعلق بالأسلحة الكيماوية.

وكشف بانيتا أمس عن أن الولايات المتحدة تتعاون مع دول الجوار السوري لمراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، معربا عن قلق بلاده بشأن مصيرها. وقال للصحافيين عقب لقائه بوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل: «ما زلنا قلقين بشأن سلامة هذه المواقع.. ونسعى للتأكد من أن هذه الأسلحة الكيميائية لن تسقط في اليد الخطأ».

وكشف أن فريقا أميركيا يعمل مع الأردن حول هذا الموضوع، وأن محادثات تدور مع تركيا في هذا الشأن. وقال، بحسب ما نقلته وكالة الأسوشييتد برس الأميركية: «نواصل العمل مع شركائنا في المنطقة ليس فقط لمراقبة الموقف، ولكن لمواصلة تقييم الوضع بالنسبة لأمن مواقع هذه الأسلحة». وأضاف: «لدينا مجموعة من قواتنا العاملة هناك للمساعدة في بناء مقر، وللتأكد من توطيد العلاقة بين الولايات المتحدة والأردن، حتى نتمكن من التعامل مع جميع العواقب المحتملة لما يحدث في سوريا».

من جهته، أشار المتحدث الصحافي للبنتاغون جورج ليتل، المصاحب لبانيتا، إلى أن الولايات المتحدة والأردن اتفقتا على أن «زيادة التعاون والتخطيط الأكثر تفصيلا ضروري من أجل الاستجابة إلى عواقب وخيمة من وحشية نظام الأسد». وقال: إن الولايات المتحدة قدمت مجموعات من المواد الطبية وخزانات المياه، وغيرها من أشكال المساعدات الإنسانية لمساعدة الأردنيين في إعانة اللاجئين الفارين من سوريا إلى بلادهم. مشيرا إلى أن العسكريين كانوا هناك لمساعدة الأردن في التعامل مع طوفان من اللاجئين السوريين على حدوده، وتأمين مخزونات سوريا للأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

وتابع في بيان: «كما قلنا من قبل، لقد تم التخطيط لحالات الطوارئ المختلفة، سواء من جانب واحد أو مع شركائنا الإقليميين»، وقال: إن «هناك سيناريوهات مختلفة لتصرفات تستحق الإدانة من نظام الأسد، ويمكن أن تؤثر على شركائنا في المنطقة، ولهذا السبب وغيره الكثير، نحن نعمل دائما على التخطيط للطوارئ لدينا، ونتشاور مع أصدقائنا».

وأوضح مسؤول دفاعي أميركي من واشنطن، لوكالة الأسوشييتد برس، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن القوة مكونة من نحو 100 من المخططين العسكريين وغيرهم، ممن بقوا في الأردن عقب المشاركة في التدريب السنوي (المشترك) في مايو (أيار) الماضي؛ إضافة إلى عشرات ممن التحقوا بهم منذ ذلك الحين.. موضحا أنهم يعملون من خلال مركز عسكري مشترك بين الولايات المتحدة والأردن شمال عمان، سبق أن استخدمه الأميركيون لعدة سنوات.

وفي توقيت متزامن، نفى مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، وأكدته مصادر أخرى لوكالة الصحافة الفرنسية، عن وجود قوات أميركية في الأردن. وأكد المصدر أن القوات المسلحة الأردنية قادرة، ولديها الإمكانات كافة، لمواجهة أي تهديدات مستقبلية مهما كان نوعها.

وأوضح المصدر أن وجود أي قوات صديقة أو شقيقة في الأردن هو لغايات تنفيذ التمارين المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة ضمن برامجها التدريبية السنوية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وهذا معمول به منذ عشرات السنين وليس بالأمر الجديد؛ وليس له أي علاقة بما يجري في المنطقة، حيث نفذت القوات المسلحة في صيف هذا العام تمرينا مع أكثر من 19 دولة شقيقة وصديقة.

وعلى صعيد ذي صلة، أكدت مصادر أردنية مطلعة أن القوات الأردنية عززت من تواجدها وتسليحها على الحدود الشمالية مع سوريا، بعد ورود معلومات استخبارية أن عناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني تنوي فتح جبهة مع القوات الأردنية على غرار ما حدث على الجبهة التركية.

وأكد شهود عيان في مدينة الرمثا مشاهدتهم لعشرات الآليات العسكرية متوجهة نحو الحدود الأردنية - السورية عبر المدينة فجر أمس، موضحين أنهم شاهدوا قرابة 50 «دبابة» أردنية محملة على ناقلات عسكرية قادمة من الطريق الدولي المؤدي لمدينة المفرق، ومتوجهة إلى الشمال الغربي، فيما تحدث أهال من بلدة الطرة عن مئات الجنود والآليات التي لم يشاهدوها بهذه الكثافة من قبل.

وحسب مصادر أمنية، فإن تلك التعزيزات على الحدود الشمالية جاءت في أعقاب سقوط قذيفة هاون سورية في بلدة الطرة دون أن تنفجر، إضافة إلى القصف الكبير داخل الأراضي السورية القريبة من المناطق الحدودية المتاخمة والملاصقة للقرى الأردنية، وهو ما وصفه بأنه «الأعنف والأشد منذ بدء الثورة». ووفق المصادر الأمنية، التي طلبت عدم نشر اسمها، فإن تلك التعزيزات طبيعية ولفرض سيطرتها على الحدود، وتحسبا لأي طارئ على الحدود الشمالية.

إلى ذلك، فر ثلاثة جنود سوريين أمس الأربعاء إلى الأردن، بعد إصابتهم بأعيرة نارية، أحدهم وصفت حالته بالحرجة. وقال مدير المستشفى الحكومي بمدينة المفرق (شمال شرق)، حمود السرحان، إن قسم الإسعاف والطوارئ استقبل الجنود مصابين بأعيرة نارية أطلقها عليهم الجيش السوري (النظامي)، وهم يحاولون دخول الحدود الأردنية - السورية، وفقا لقولهم، مشيرا إلى أن أحدهم «في موت سريري جراء إصابته بإصابات بالغة»، واصفا حال الاثنين الآخرين العامة بالمتوسطة.