معلومات متضاربة عن تبادل أسرى بين المعارضة السورية وحزب الله

«الحر» يرفض التأكيد أو النفي.. والحزب يرد: لا يستحق التعليق

عنصر مستجد في الجيش الحر أثناء تدريبات بمعسكر في إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

تضاربت المعلومات أمس حول عملية تبادل للأسرى بين «الجيش السوري الحر» وحزب الله اللبناني خلال الساعات المقبلة، بعد أسر الجيش الحر عددا من عناصر حزب الله والقوات السورية، في مقابل إفراج الحزب عن مواطنين سوريين في منطقة الهرمل، في حين أعلن «الجيش السوري الحر» أن «جثتين لمقاتلين من حزب الله وصلتا إلى مستشفى البتول في الهرمل». ولفت في بيان له إلى أن «عناصر الحزب وقوات النظام السوري يواصلان حصارهما لبلدة جوسيه الحدودية تمهيدا لاقتحامها بعد أن سيطرت كتيبة مشتركة على الطريق الغربي ومنعت أبناء المنطقة من الهروب نحو المناطق الآمنة، في وقت تشتد فيه المعارك على البلدات الحدودية في سوريا».

ورغم تأكيد مصادر في الداخل السوري عن قرب تنفيذ العملية، دون الإفصاح عن تفاصيلها، رفض حزب الله التعليق على هذه المعلومات، واكتفى مصدر سياسي في الحزب بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الأخبار لا تستحق الرد عليها أو التعليق». بينما أوضح نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، أنه «لا معلومات لدى قيادة الجيش الحر عن هذه العملية، وربما يتم التنسيق بشأنها مع بعض قادة الكتائب الموجودين على الأرض». وأكد الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر الجيش الحر أسروا مقاتلين لحزب الله كانوا يقاتلون إلى جانب النظام وهم متورطون في قتل الشعب السوري، لكن لا يوجد أسرى من الجيش الحر لدى حزب الله». وقال «إن حزب الله يعتقل عمالا سوريين يعملون في لبنان أو بعض الأشخاص النازحين وحولهم إلى أسرى لديه».

أما مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة بالجيش الحر في الداخل، فهد المصري، فقال «لا ننفي ولا نؤكد حصول عملية التبادل هذه». وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا وجود لأي معتقل من الجيش الحر لدى حزب الله، إنما هو يعتقل مواطنين سوريين في لبنان، بينما يوجد لدينا 13 أسيرا من عناصر حزب الله وعشرات الجثث للذين قتلوا داخل القرى والمدن السورية وكانوا مدججين بالسلاح ويعتدون على الشعب السوري، وهؤلاء مصيرهم بيد قيادة حزب الله». وأشار المصري إلى أن «مدفعية الحزب تقصف بالصواريخ والمدفعية، انطلاقا من قواعدها في مرتفعات الهرمل، قرى وبلدات سورية في محيط منطقة القصير، كما أن مقاتليه يحتلون ست بلدات سورية، ويحاول اقتحام واحتلال بلدة جوسيه بهدف إسقاطها ومحاصرة القصير».

واعتبر أن الحزب «يحاول جر لبنان واللبنانيين والطائفة الشيعية إلى أتون الأزمة السورية»، وأضاف «نحن نقول لأهلنا في لبنان وخاصة الطائفة الشيعية الكريمة، إن معركتنا ليست معكم بل مع قيادة حزب الله، وإننا نحذره من تبعات العدوان على الأراضي السورية وقتل السوريين، ونؤكد له أن ردنا سيكون موجعا وضد قيادته، وليس ضد أحد آخر من الشعب اللبناني أو أبناء الطائفة الشيعية».

وطالب المصري بشكل عاجل مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية بعقد اجتماع طارئ لمناقشة التطورات الخطيرة في سوريا، واستخدام حزب الله الأراضي اللبنانية للاعتداء على سوريا، وأضاف «نشدد على نشر قوات دولية على الحدود بين سوريا ولبنان لتكون رادعا لحزب الله من إقحام لبنان في معركة هو ليس طرفا فيها»، إلى جانب ضرورة «قيام القيادات السياسية في لبنان بتحرك عاجل والعمل من أجل ألا يتحول لبنان مجددا إلى ساحة لحروب الآخرين وحروب بشار الأسد و(الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله وأحمدي نجاد».