معرة النعمان في عين المعارك.. وإعلانها منطقة منكوبة

البراميل المتفجرة تفتك بحمص وريف اللاذقية ودير الزور

TT

ركزت قوات الأمن السورية، بحسب ناشطين من الداخل، حملتها العسكرية أمس في منطقة معرة النعمان، التي قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها شهدت القصف الأعنف منذ سيطرة الثوار عليها، في حين أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية منطقتي خان شيخون ومعرة النعمان منطقتين منكوبتين. وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط عشرات القتلى والجرحى جراء القصف المدفعي والصاروخي وبالبراميل المتفجرة على الحولة في حمص والميادين في دير الزور وكفر بطنا في ريف دمشق وأبو ظهور في إدلب، كما في جبل الأكراد في اللاذقية.

وناشدت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه «كل الإعلاميين والمحللين السياسيين التركيز على جرائم النظام والمآسي التي يرتكبها نتيجة قصف المناطق المحررة انتقاما من الأهالي». وقالت الهيئة إن النظام دمر تلك المناطق «تحت وطأة طيران الأسد المجرم الذي يقذف البراميل المتفجرة والصواريخ والقنابل الفراغية بعد أن كان يحتلها لشهور وارتكب خلالها كل أشكال الجرائم ضد الإنسانية من هدم لبيوت الناشطين وحرق للمحاصيل واعتقال أهاليهم واغتصاب النساء والذبح بالسكاكين أو القتل بنيران مدفعيته وصواريخه». وأكدت الهيئة اتهامها للنظام بارتكاب «جرائم ترتقي لمصاف جرائم ضد الإنسانية»، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته و«اتخاذ الخطوات الرادعة ذات المغزى الجدي».

وقال المرصد إن قرى وبلدات حيش ومعرشمشة ومعرشمارين وتلمنس والدير الغربي وبسيدة بريف معرة النعمان تعرضت لقصف عنيف من قبل الطائرات الحربية السورية، التي تواجه «بنيران مضاد طيران للكتائب الثائرة».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن الغارات الجوية «هي الأعنف منذ السيطرة على معرة النعمان» التي مكنت المقاتلين المعارضين من الاستحواذ على مدينة تشكل معبرا الزاميا لإمدادات القوات النظامية المتوجهة إلى حلب. وأشار إلى أن الجيش النظامي «يحاول حشد قواته لاستعادة معرة النعمان، لكنه يواجه مشكلة في إيصال الإمدادات الغذائية لعناصره الموجودين في المنطقة».

من جهتها، أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بسماع دوي انفجارات ضخمة نتيجة القصف المدفعي والصاروخي من الطيران الحربي على مدينة المعرة وريفها الشرقي. وتحدث ناشطون عن اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف، الذي حاول المقاتلون اقتحامه مؤخرا، كما استهدفوا معسكر الحامدية جنوب معرة النعمان بصواريخ محلية الصنع.

وقال عثمان الخاني، الناطق الإعلامي باسم تنسيقيات الثورة في ريف إدلب لـ«الشرق الأوسط»، إن «النظام السوري يحاول استقدام تعزيزات عسكرية من جهة حماه للسيطرة على معرة النعمان إلا أن الثوار يعترضونه في نقطة خان شيخون». وأضاف: «تم تدمير أكثر من منطقة بشكل كامل داخل معرة النعمان ويمكن وصف الدمار الموجود بـ(الهائل)».

وتحدث الخاني عن «سقوط أكثر من 4 قذائف كل ساعة على معرة النعمان»، لافتا إلى أن السكان محاصرون ويعيشون حالة إنسانية صعبة للغاية. وأضاف: «يطوق 17 حاجزا مدينة خان شيخون ويخشى السكان أن يتم اقتحامها وارتكاب مجازر بحقهم».

وكشف مصدر رفيع في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» عن سيطرة الثوار على الشريط الحدودي مع تركيا بالكامل في محافظة اللاذقية، لافتا إلى أنه تم مؤخرا تطهير وتحرير قسم كبير من قرى إدلب، متوقعا أن يتم السيطرة على 3 مواقع أخرى في الأيام القليلة المقبلة.

وفي ريف إدلب، قتل طفل وطفلة يبلغان من العمر ست سنوات وعشر سنين، جراء قصف تعرضت له بلدة كفر نبل، بحسب المرصد. وفي دير الزور بشرق البلاد، أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى في قصف من قوات النظام استهدف مبنى شركة الكهرباء في حي الجبيلة. وقالت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» إن مجزرة ارتكبت بحق عشرات الأطفال والنساء والمدنيين العزل في مدينة الميادين جراء القصف المركز على المدينة بالمدفعية والميغ.

ومن اللاذقية، تحدث عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في المنطقة عن «إلقاء الطيران المروحي لبراميل متفجرة في جبل الأكراد وبالتحديد على قرية الدواركة مما أدى لمقتل 3 أفراد من إحدى العائلات وإصابة 2 من العائلة نفسها إصابات خطيرة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «وقد لوحظ انبعاث دخان أخضر وأصفر كمخلفات هذه البراميل وهو ما لم نعتده من قبل».

وأوضح الحسن أنه وبعد معارك طاحنة مع قوات النظام، تمكن الجيش الحر من السيطرة على قمة النبي يونس كما على مبنى المراقبة بين سد بلوران وقرية مشقيتا. وأضاف: «أما مدينة اللاذقية فتشهد حملة مداهمات شرسة واعتقالات عشوائية وبالتحديد في الرمل الجنوبي ومار تقلا وحي بساتين الريحان والعونية».

وفي حلب، قال المرصد إن اشتباكات تدور بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي الحمدانية والميدان. ونقلت «فرانس برس» عن مصدر عسكري أن اشتباكات دارت ليلا مع قيام المقاتلين المعارضين «بأكثر من محاولة تسلل إلى ساحة سعد الله الجابري بعد الهجوم على فرع المرور في محور الكلاسة باب أنطاكيا» في حلب القديمة. كذلك حاول المعارضون التسلل إلى باب الجنين في المدينة القديمة و«تمكنت القوات النظامية من صدهم»، بحسب المصدر نفسه الذي تحدث عن سقوط قذائف هاون مساء على مناطق خاضعة لسيطرة القوات النظامية في وسط حلب، أصابت إحداها مبنى الأوقاف في حي العزيزية.

وفي دمشق، تعرض حي جوبر للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي ريف العاصمة، تدور اشتباكات في عين ترما وزملكا، وتتعرض مدينة الزبداني للقصف من قبل القوات النظامية «التي تحاول السيطرة على المدينة»، بحسب المرصد.

ومن الزبداني تحدث ناشطون عن «سقوط أكثر من 200 قذيفة بين قذائف دبابة ومدفعية ثقيلة انهمرت على المدينة بأقل من ساعة جعلت من الزبداني كتلة من النيران الملتهبة وساحة للجحيم والموت». وقال هؤلاء إن المستشفى الميداني في المنطقة غص بعشرات الجرحى بينهم ستة أطفال وأربع نساء.

وفي حمص، يتعرض حي الخالدية للقصف وتدور اشتباكات في محيطه، بعد سقوط مقاتل وجرح ستة آخرين في قصف تعرض له الحي بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء، بحسب المرصد.

إلى ذلك، ذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن قوات الأمن اقتحمت مدرسة الثورة الإعدادية في حي المطر بدرعا واعتقلت عددا من الطلبة. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام شنت حملة دهم واعتقالات عشوائية في حي الزاهرة القديمة وسط تحليق للطيران المروحي.

من جهة أخرى قال عبد الرحمن إن الجثث التي عثر عليها الأحد الماضي في مشرحة مستشفى في جنوب غربي دمشق «بلغ عددها 28 وتعود غالبيتها إلى جنود نظاميين، والبقية لمقاتلين معارضين»، قتلوا «في اشتباكات في محيط العاصمة خلال الأسابيع الماضية».

وكان المرصد أفاد بالعثور على الجثث في مستشفى بين معضمية الشام وداريا، إلا أن ظروف مقتل أصحابها كانت غير واضحة.